سلطت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الضوء على الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي يبدأها في الثالث من فبراير الجاري.
وأشارت في هذا الصدد إلى رسالة قداسته التي عبر فيها عن سعادته لزيارة الإمارات ولقاء وتحية عيال زايد في دار زايد، معتبراً أن هذه الزيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية.
أقرأ أيضًا: البابا فرنسيس" زيارة الإمارات صفحة جديدة للتأكيد على الإخوة الإنسانية
كما تناولت الصحف قرار وزارة الاقتصاد القطرية بحظر بيع السلع الاستهلاكية المصنّعة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ما يعكس نوايا الدوحة على الاستمرار في سياساتها المرفوضة وعدم تراجعها عن غيها وارتمائها في أحضان أعداء العرب من ذوي طموحات النفوذ والهيمنة على المنطقة.
وفي شأن آخر سلطت افتتاحيات الصحف الضوء على المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وحركة " طالبان " واتفاق المفاوضين الأمريكيين مع نظرائهم من الحركة على إطار مقترح لاتفاق سلام يضع حداً للصراع .
فمن جانبها وتحت عنوان " فرحة البابا " كتبت صحيفة " الاتحاد " : « أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد» .. بهذه العبارات يصف قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، مشاعره وهو يستعد للقيام بزيارته التاريخية إلى الإمارات.
وأضافت الصحيفة : " وفي «دار زايد» يستعد كل إماراتي، وكل إماراتية، ومعهم طيف واسع من أبناء شعوب العالم، للقاء الأخوة الإنسانية، بحسب تعبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة " .
وأشارت إلى أن زيارة البابا فرنسيس، ليست مجرد زيارة رعاية يبارك فيها جموع من أبناء الديانة المسيحية، الذين يتخذون من الإمارات ملاذاً للعيش الكريم، ودار أمن واستقرار، بل هي زيارة لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان والأخوة الإنسانية، تجد إطارها المناسب في لقاء حوار الأديان، الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتشارك فيه وجوه من نخب العالم الفكرية والثقافية، يتقدمهم مع البابا فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بما يمثله هذا المقام من تأثير في العالم الإسلامي.
وقالت صحيفة " الاتحاد " في ختام افتتاحيتها " في الإمارات سيلتقي البابا فرنسيس «عيال زايد» الذين صنعوا، مهتدين بدروس الأب المؤسس، ملحمة إنسانية تشعّ بوهجها في كل اتجاه، ومعهم سيلتقي الحبر الأعظم، شعوب العالم، فالإمارات هي وطن عالمي، لكل من أراد أن يمارس حقه في الحياة بحرية وكرامة وأخوة حقيقية .. نعم هي «دار زايد» التي ترحب برأس الكنيسة الكاثوليكية، وتفتح له القلوب قبل الأبواب .. وفي كل قلب سيطالع البابا صورة زايد.
من جانبها وتحت عنوان " دار زايد تفتح قلبها لدعاة السلام " كتبت صحيفة " الوطن " في افتتاحيتها : " جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ترحيبه بالزيارة المرتقبة للبابا فرنسيس في " دار زايد "، مؤكداً الأمل والتفاؤل في عالم تنعم فيه الشعوب بالأمن والسلام " .
وأكدت الصحيفة أن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات خلال أيام، ستكون محطة تاريخية في وطن بات السلام يقترن باسمه منذ أن أرسى دعائمه الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وطن يريد أن يعم السلام والمحبة والتآخي أمم الأرض قاطبة، وأن تكون جسور المحبة هي التي تربط بين جميع أقطابها.
ولفتت إلى أن الزيارة التاريخية تأتي بناء على دعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمشاركة في لقاء " الأخوة الإنسانية "، والتي يثمنها الفاتيكان كثيراً، حيث عبر قداسة البابا عن امتنانه للقاء تاريخي سوف تكون له آثار عظيمة من ناحية تقوية الروابط بين البشر وهي التي وصفها بالقول: " تُكتب فوق ثرى أرضكم العزيزة صفحة جديدة من تاريخ العلاقات "، ومبيناً اعتزاز قداسته بالإمارات التي أكد أنها " أرض الازدهار والسلام ودار التعايش واللقاء .. ودار زايد دار الازدهار والسلام دار الشمس والوئام دار التعايش واللقاء".
ونوهت إلى أن الزيارة التي ستتخللها العديد من الفعاليات، بحضور فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دفعة غير مسبوقة من حيث دلالتها وأهميتها، نحو التقريب وقبول الآخر وتقبل جميع الخلافات والثقافات في بوتقة واحدة هي الإنسانية بقيمها السمحة النبيلة التي ترسخها جميع الأديان، من حيث كون رسالتها النبيلة تأتي انطلاقاً من إمارات الخير، دار زايد، قلعة القيم والمثل والتآخي التي قدمت للعالم التجربة الأقوى على التعايش عبر احتضان جنسيات من أكثر من 206 دول، ومثالاً حياً يتلمس نتائجه وما ينعم به مجتمعها من تعايش كل من اطلع على تجربة وطننا الثرية التي تبعث الدفء في الأرواح وترتقي بالمشاعر وتعزز الروابط بين البشر، وذلك في وقت يشهد فيه العالم بمناطق عدة للأسف دعوات متفشية للعنصرية والتطرف والانغلاق وإعادة اللعب على وتر القوميات الضيقة في مواجهة الإنسانية جمعاء، ومن هنا أكد البابا فرنسيس سعادته وغبطته بهذه الزيارة بالقول : " إنني سعيد بهذه المناسبة التي منحني إياها الرب كي تُكتب فوق ثرى أرضكم العزيزة صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان نؤكد فيها أننا أخوة ".
واختتمت صحيفة " الوطن " افتتاحيتها بالقول : " سوف تهدي الإمارات للبشرية كما في جميع الميادين، محطة هي بمثابة تاريخ جيد وأساس قوي يمكن البناء عليه لمرحلة من تعزيز التقارب البشري وتقوية التوجه نحو الخير والمحبة والتسامح وكل ما يقرب بين البشر.. هذه رسالة الإمارات وهي تستعد لاستقبال رمزين من رموز السلام في العالم، لتزرع الأمل وتنمي الفرح وتقدم الدعوات واليد المحملة بالخير لكل من يشاركنا التفاؤل بأن العالم يتسع للجميع بكل وئام " .
وفي شأن آخر وتحت عنوان " قطر وادّعاءاتها الكاذبة " كتبت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها : " بات واضحاً كذب ادعاءات قطر وارتباكها وتخبطها وعدم قدرتها على الاستمرار للنهاية في هذا الطريق الذي اختاره لها تنظيم الحمدين ضد إرادة شعبه ومصالحه، وها هي تزيد من عزلة شعبها، وتذهب لاتخاذ قرارات غير مسؤولة تزيد من قطيعتها وتكشف سوء نواياها وعدم رغبتها في الرجوع عن غيّها.
وقالت الصحيفة : " يأتي قرار وزارة الاقتصاد القطرية بحظر بيع السلع الاستهلاكية المصنّعة في دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، إلى جانب قرار وزارة الصحة العامة القطرية بمنع الصيدليات من بيع الأدوية والمستحضرات الأخرى المصنعة في الدول الأربع، وقرارها برفع أسماء الشركات الإماراتية من قوائم البائعين المعتمدين لمشاريع البنية التحتية، ليعكس بوضوح عدم احترام الدوحة للاتفاقات الدولية، حيث تعد هذه القرارات خرقاً وانتهاكاً واضحاً لاتفاقات التجارة الحرة ولقواعد منظمة التجارة العالمية، هذا الخرق الذي سبق لقطر أن ادعت كذباً أن الإمارات ارتكبته في العام الماضي، ولم تقدم أي دليل على ذلك، بينما هي ترتكب هذا الخرق وتعترف بارتكابها له، وتدعي أنه لحماية سلامة المستهلكين ومكافحة الاتجار غير المشروع بالسلع " .
وتساءلت صحيفة " البيان " في ختام افتتاحيتها هل يصدق عاقل أن جميع السلع الواردة من الدول الأربع تضر بالمستهلكين، أو تمثل اتجاراً غير مشروع؟ حتى في الكذب تفشل قطر، مؤكدة أن ما يفعله «تنظيم الحمدين» مع جيران قطر العرب يعكس نوايا قطر على الاستمرار في سياساتها المرفوضة، وعدم تراجعها عن غيها وارتمائها في أحضان أعداء العرب من ذوي طموحات النفوذ والهيمنة على المنطقة.
من ناحيتها وتحت عنوان " تسوية الملعب السياسي في أفغانستان " قالت صحيفة " الخليج " : " ما يقرب من 18 عاماً والولايات المتحدة الأمريكية حاضرة في أفغانستان، قوة عسكرية وداعماً سياسياً للنظام الجديد، الذي جاءت به بعد إسقاطها حكم حركة «طالبان»، على خلفية الهجوم الذي تعرضت له أمريكا في عام 2001، وهزَّ صورة الولايات المتحدة، خاصة أنه جرى باستخدام الطائرات المدنية.
وأضافت الصحيفة : " بعد هذه السنوات، التي جرت فيها مياه كثيرة، تعود الولايات المتحدة للحوار مع حركة «طالبان»، حيث اتفق المفاوضون الأمريكيون مع نظرائهم من الحركة على إطار مقترح لاتفاق سلام يضع حداً للصراع، الذي لم يتوقف، حيث ظلت أفغانستان ساحة لمعارك طويلة بين الحركة وكل من القوات الأمريكية والتحالف الدولي والأفغانية معاً " .
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الحوارات التي جرت بين ممثلي الجانبين مؤخراً، نوقشت الكثير من السيناريوهات والخيارات، غير أن العنوان العريض فيها يكمن في موافقة الولايات المتحدة على إشراك الحركة في تسوية سياسية جديدة، على أن تكون جزءاً من تركيبة جديدة للنظام القائم، بمعنى إشراكها في حكومة تضم كافة الأطراف بما فيها الحكومة الحالية، التي تتهمها الحركة بأنها بمثابة «دمية» في يد الخارج، في إشارة إلى حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني.
ونوهت إلى أن جوهر الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين ممثلي الولايات المتحدة و«طالبان» يتمثل في تعهد الحركة بعدم السماح باستغلال أفغانستان بؤرة للإرهاب، مقابل وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، وهو أمر يتناقض مع الرؤية الأمريكية التي كانت ترفض أي نوع من التقارب مع الحركة، واتبعت نهج المواجهة العسكرية المفتوحة، ليس في أفغانستان فقط، بل وحتى في باكستان، التي تحولت إلى ما يشبه الحديقة الخلفية للحركة، حيث نفذت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي الباكستانية، أدت إحداها إلى مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن عام 2011.
وأشارت إلى أنه من الواضح أن المفاوضات بين الجانبين سبقتها تحضيرات كثيرة، ويبدو أن الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها دونالد ترامب نيته سحب قوات بلاده من أفغانستان بعد الانسحاب من سوريا، ستنتهج سياسات جديدة تتمثل في سحب القوات من على الأرض، مقابل البقاء في قواعد عسكرية تكون قادرة على التدخل إذا لزم الأمر، وبالتالي ترك الميدان للقوى الداخلية المؤيدة لها، مع إشراك الخصوم السابقين في العملية السياسية، كما يتم التخطيط له في أفغانستان، وهي رؤية تتقاطع مع العقيدة العسكرية التي ترى في التدخل المباشر ضماناً وحماية للمصالح الأمريكية في الخارج.
واختتمت صحيفة " الخليج " افتتاحيتها بالقول " العقدة الأساسية في التسوية الأمريكية في أفغانستان تكمن في اتساع نفوذ حركة «طالبان»، خاصة مع تحول الحركة إلى قوة مؤثرة، وزاد هذا التأثير بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في 2014، ما يعني وضعها في مواجهة مفتوحة مع السلطة القائمة، ما يعني أيضاً دخول البلاد بالتأكيد دوامة الاحتراب الداخلي ".
قد يهمك أيضًا:
تذكارات تاريخية مع زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات
البابا فرنسيس يُشيد بالتعايش والتسامح في دولة الإمارات
أرسل تعليقك