القاهرة - مصطفي الخلويدي
أكد الأستاذ في قسم التغذية وعلوم الأطعمة في شعبة الصناعات الغذائية في المركز القومي للبحوث الدكتور إبراهيم بدوي على أن أفضل ما يبدأ به الصائم إفطاره هو التمر حيث أن السكريات الموجودة فيه سهلة الامتصاص وسريعة الوصول إلى الدورة الدموية وهو ما يحتاجه الجسم بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام لتهيئة المعدة وتنشيطها لإفراز الإنزيمات الهاضمة ولتستقبل الطعام الذي سيتناوله الصائم.
ونصح الصائمين بتناول الطبق الرئيسي بعد صلاة المغرب على أن يتكون من أصناف متنوعة من الطعام لتكون الوجبة متزنة دون إسراف بالإضافة إلى طبق السلطة الخضراء المتنوعة والأساسية في الوجبة لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى غناها بالألياف التي تساعد الصائم على الإحساس بالشبع وتقي من الإمساك.
وشدد على ضرورة عدم الإسراف في شرب الماء خاصة بعد وجبة الإفطار حيث أنه يخفف العصارة الهاضمة ويطيل فترة بقاء الطعام بالمعدة فيشعر الإنسان بالخمول والكسل، ويجب ألا يكون الماء مثلجا حتى لا يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية بالمعدة وبالتالي ضعف الهضم كما يجب عدم الإفراط في تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة.
وأوضح أن شهر رمضان في العالم العربي والإسلامي يرتبط بتناول مجموعة من أصناف الطعام والعصائر والحلويات ومن أكثر المشروبات الرمضانية تناولا العرقسوس والكركديه والخروب والتمر هندي وقمر الدين, مؤكدا على أن جميع هذه المشروبات تحتوي على عناصر غذائية تبعث النشاط في الجهاز الهضمي وفي الجسم كله، وذات قيمة غذائية عالية وينصح الصائم بتناولها في رمضان.
وأشار إلى أن العرقسوس يقوي جهاز المناعة ومضاد للفيروسات ويلطف الحلق أثناء النهار كما يزيد المادة المخاطية التي تحمي جدار المعدة وتقلل إفراز الحامض بها، إلا أنه حذر مرضى الضغط المرتفع من تناوله، أما الكركديه فهو مرطب ومنشط للهضم ومطهر للأمعاء ولا يفضل تناوله لأصحاب الضغط المنخفض، كما لا ينصح بتخزين الكركديه المحضر أكثر من 24 ساعة حتى لا يحدث ترسيب لأملاح الأكسالات مما يضر الكلي.
ولفت أستاذ التغذية إلى أن مشروب التمر الهندي يفيد في التخفيف من الحموضة الزائدة من الجسم وتخليص الدم من السموم كما يستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم وإزالة غازات المعدة ويرطب الحلق ولا توجد أي محاذير للتمر الهندي حتى بالنسبة للحوامل والأطفال .. مؤكدا أنه غني بالكالسيوم والألياف النباتية26% وفيتامين A ومضادات الأكسدة وبه سكريات بنسبة عالية وملين طبيعي لحالات الإمساك وعند خلطه مع الجزر فعال لعلاج الإسهال ويقلل من حالات القئ.
وقال إن (قمر الدين) أو عصير المشمش المحلى والمجفف يحتوي على نشا ومواد دسمة وسكريات ومعادن منها (فلور، منجنيز، كبريت، بوتاسيوم، حديد)، فيتامينات C,B2,B1,A، ويفيد للعطش وفي تنظيم عمل الأمعاء، كما أنه يقوي الأعصاب، ويفتح الشهية ويقوي الخلايا ويزيد من مناعة الجسم ويرطب وينظف الأمعاء ويهديء الأعصاب.
وعن وجبة السحور، شدد بدوي على ضرورة تناول السحور حيث يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان ويفضل تأخير السحور بقدر الإمكان ويراعى تجنب تناول الأطعمة المالحة للحد من الشعور بالعطش مثل المخللات أو الزيتون المالح والجبنة المالحة وتجنب التوابل والبهارات وعدم الاعتماد على الأغذية المحفوظة، أو الوجبات سريعة التحضير فكل ما سبق يزيد من حاجة الإنسان للماء أثناء النهار, وأضاف أنه يفضل أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم وأن تتميز بما لم يأكله الصائم خلال وجبة الإفطار مثل الألبان ومنتجاتها كالجبن والزبادي بالإضافة إلى الخضروات الطازجة والفاكهة, ونصح بتناول وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الإفطار والسحور مثل الفاكهة أو الزبادي بالفاكهة أو القليل من المكسرات أو البليلة أو حمص الشام ليشعر الإنسان بالشبع فلا يسرف في وجبة السحور والتي يتبعها النوم مباشرة.
أرسل تعليقك