القاهرة - شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة الدكتور مجدي بدران عن أسباب عدم اكتساب المرء مناعة ضد الديدان الدبوسية ، مشيرًا إلى الحملة القومية للقضاء على الديدان المعوية لتلاميذ المرحلة الابتدائية والتي أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان، من 13 ديسمبر\كانون الأول و حتى يوم 22 من الشهر ذاته في جميع محافظات الجمهورية, وتستهدف حوالي 12.5 مليون تلميذ في المرحلة الابتدائية .
وأوضح إلى "صوت الإمارات" أن الديدان الدبوسية هي طفيليات شائعة تصيب الإنسان فقط، ومصاب بها مليار من البشر، ويبلغ طول الذكر 2- 5ملم ، و يبلغ طول الأنثى 13-8 ملم مع ذيل مدبب، والأنثى ذيلها مدبب أشبه بالدبوس ومن هنا جاء اسمها، وتفرز الأنثى هيرمونات وهى مواد كيمائية تجذب الذكر إليها، ومتوسط العمر للديدان البالغة حوالي شهرين، وتستوطن الأمعاء غالبًا في القولون أو المستقيم.
وأكد بدران أن تكرار العدوى شائع وهي معدية جدًا عن طريق البيض المعدي "بداخله يرقات نشطة"، وتكرار العدوى شائع خاصة عند إغفال العلاج الجماعي للمخالطين، وتحدث العدوى نتيجة تناول البيض المعدي في الطعام، والشراب، وغبار المنزل الملوث، والذي يدخل الجسم عن طريق الأنف أو الفم ومنه إلى الحلق، ويمكن نقلها بواسطة الغبار مما يجعل استنشاق مثل هذا الغبار طريقة لنقل العدوى، إضافة إلى لمس لعب أطفال الملوثة , الأثاث الملوث، أغطية الفراش، والمناشف، والمراحيض، مقابض الأبواب, فراء الحيوانات المنزلية، وأثناء الاتصال الجنسي.
ويكشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة عن أن بيض ديدان الدبوسية يلتصق بالملابس والملاءات والستائر والأثاث ومقابض الأبواب و الصنابير، ويكتسب الشخص العدوى من نفسه مرارًا وتكرارًا بسبب عادة قرض الأظافر الملوثة ببيض هذه الديدان، وربما ترجع اليرقات للمستقيم مرة أخرى.
وتابع: "أما بالنسبة إلى العوامل المساعدة في العدوى بالديدان الدبوسية فتتمثل في مص الأصابع ، قضم الأظافر ، جهل الوالدين بالديدان الدبوسية ، غياب ثقافة غسل الأيدي ، إهمال العلاج الجماعي، وتضع الإناث الحوامل البيض ليلا حول الشرج، وتخرج الإناث ليلًا من الشرج للبحث عن نسب أعلى من الأوكسيجين في الهواء خارج الشرج ليتمكن البيض من النضج، وتضع الإناث البيض على الجلد حول الشرج من خلال الانقباض ودفع البيض ويبلغ تعداده من 11 ألف إلى 16 ألف بيضة.
وأضاف أن موت الدودة حاملة البيض وخروج البيض من جسدها ، وانفجار جسد الدودة جراء الحكة بأظافر الإنسان المصاب، واليرقات الموجودة داخل البيض تتطور بسرعة وتصبح البيضة معدية في ظرف 4 إلى 6 ساعات في الظروف المثلى، وتكون البيضة بيضاوية الشكل ويبلغ طول البيضة الواحدة من 50-60 ميكرومتر والعرض 20-30 ميكرومتر، ومفلطحة من جانب واحد، والبيضة لديها خمسة من الأغشية الغشاء الخارجي غشاء ألبوميني يجعل البيضة لزجة سهلة الالتصاق , واللزوجة تسبب حكة الجلد للمصاب، والحكة تسبب الهرش وبالتالي الانتقال عن طريق الأظافر.
ويوضح الدكتور بدران أن البيض يكون متماسك ويستطيع أن يحيا في الأجواء الرطبة حتى ثلاثة أسابيع، ويفسد البيض بالحرارة المرتفعة، واليرقات تختلف عن البالغين فقط في أنها أصغر حجمًا وملفوفة، وتفقس اليرقات في الأمعاء الدقيقة ثم تستوطن الديدان البالغة الأمعاء الغليظة في رحلة زمنية تستغرق حوالى شهر.
وتابع: "الديدان الدبوسية لا تضع البيض في البراز ولكن ربما يوجد بعض البيض في الأمعاء الغليظة وعلى هذا فاحتمالية ظهور البيض في تحليل البراز من 5 في المائة إلى 15 في المائة وفي حالات العدوى الكثيفة ربما ترى إناث الديدان بالعين المجردة وربما تبدو الديدان البالغة واضحة خلال الفحص بالمنظار ولا توجد أعراض إصابة في معظم البالغين، وثلث الحالات عدوى بلا أعراض".
وأكد بدران أن أغلب العدوى تحدث عن طريق الحاملين الذين لا يشعرون بأعراض حكة في الشرج و الجلد المحيط بالشرج خاصة ليلًا، وأسباب الحكة حركة الدودة البالغة ، و البيض وربما تكثر في الإناث أيضًا حكة مهبلية وألم أثناء التبول، وتكرار الحكة مما يسبب التهابات جلدية وحساسية وإكزيما حول الشرج، واسهال، وفقدان الشهية.
وأشار إلى أن المضاعفات غير شائعة في الأطفال المصابين بأعداد كثيرة من الديدان ربما تحدث العصبية، توتر عصبي ، الأرق، التهيج ، تأخر نمو الطفل، قلق ، صعوبة النوم، التهاب الزائدة الدودية، كما أن الإصابة بالديدان الدبوسية ترتبط بزيادة خطر التهاب الزائدة الدودية بحوالي 30 في المائة، والتهابات في قناة فالوب، والتهاب المثانة البولية، والتهاب المجاري البولية، والحالات الشديدة من العدوى بأعداد كبيرة تسبب فقدان الوزن، وآلام في البطن، والقيء.
أما عن أسباب عدم اكتساب المرء مناعة ضد الديدان الدبوسية أوضح بدران أن الجهاز المناعي للإنسان مبرمج على التخلص من الكائنات الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا، ويكتسب مناعة تحد من تكرار العدوى أو تقلل من حدتها والفترة الزمنية التي تستغرقها أي تعامل للجهاز المناعي ضد الطفيليات بالمبدأ نفسه في تعامله مع البكتيريا والفيروسات مما يعنى مهاجمة خلايا الجسم نفسها لأن حجم الطفيليات ضخم جدًا مقارنة بالبكتيريا والفيروسات ولهذا يميل الجهاز المناعي للمهادنة واستضافة الطفيليات.
وأردف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن تتكرر العدوى يحدث مرارًا و تكرارًا والديدان الدبوسية تتطفل كما تشاء وتصيب الأطفال (يتميزون بعادة قضم الأظافر ومص الأصابع ) والمخالطين كافة من الأسرة وزملاء الدراسة. أما عن العلاج فهو فعال ويسير ولكن لا يمكن التخلص من الديدان الدبوسية في المجتمع, أو القضاء عليها بالأدوية، حيث أن غالبية المصابين لا يشكون لعدم وجود أعراض، ومن النوادر حدوث التهاب الزائدة الدودية بسبب الديدان الدبوسية ة وهناك دراسات حديثة تؤكد ذلك التشخيص وتؤدي أيضًا إلى إصابة المهبل مما يستوجب متابعة دورية لضمان الشفاء.
أما عن سبل الوقاية يوصي بدران بأن النظافة الشخصية تعتبر سر الوقاية من هذه الديدان, لأن الديدان لا تتكاثر داخل جسد الإنسان, والقاعدة أنها قصيرة العمر مقارنة بالطفيليات الأخرى, ويموت الذكر بعد التزاوج , وتموت الأنثى بعد وضع البيض، إلى جانب الاستحمام بماء دافئ يوميا، وقص الأظافر، وارتداء المصاب قفاز خلال النوم لتجنب الحكة و غسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد قضاء الحاجة وقبل تناول الطعام ، وغسل فراش السرير بالماء الساخن وتعريضه لأشعة الشمس، وغسل اللعب أيضاء بالماء الساخن ، وغسل الملابس الداخلية وملابس النوم يوميًا بالماء الساخن أسبوعين على الأقل.
بالإضافة إلى ذلك يجب تغطية الطعام للحد من تلوث الطعام ببيض الديدان الدبوسية الذي ربما يحمله الغبار، والمنظفات المنزلية ليس لها تأثير يذكر على البيض، و تنفيض أغطية السرير أو الملابس ينشر البيض من مكان إلى أخر .
أرسل تعليقك