كشف الدكتور جمال حافظ، أن خيانة الزوج ليست بالأمر السهل بالنسبة للمرأة، ولكن في نفس الوقت عليها أن تتحلى بالكثير من الحكمة, لكي تستطيع إعادة المياه إلى مجاريها بينها وبين شريك حياتها, وتتغلب على هذه الفكرة وتجعلها من الماضي الذي يجب أن لا تتذكرها أبدًا.
وأضاف حافظ، في حديث خاص لـ"صوت الامارات"، أن الخيانة الزوجية تضر بشكل بالغ بالزواج وتسبب ألمًا عاطفيًا شديدًا لجميع الأطراف، خاصةً الطرف الذي كذب الآخر عليه، وتختلف ردود فعل الزوجات تجاه الخيانة، فهناك من تختار الابتعاد نهائيًا وإنهاء الزواج وطلب الطلاق دون حتى التفكير في المصالحة، ومن الأكيد أن لا أحد يستطيع لومها على ذلك، وهناك من تختار أن تغفر وتنسى وتحاول المضي قدمًا لإصلاح الزواج رغبة في استمراره، واضعة نصب عينيها مصلحة أطفالها، وأيضًا لا نستطيع الحكم عليها أو تخطيئها.
وللتعامل مع خيانة الزوج، ننصحكِ أن تتبعي طريق التروي والتواصل والانفتاح وإعادة بناء الثقة والاحترام، ولا تترددي ولا تخجلي أبدًا في السعي لطلب المساعدة النفسية إن استدعى الأمر ذلك، أيضًا يمكنكِ اتباع الخطوات والنصائح التي يسعدنا إسداؤها لكِ.
فعلى عكس الشائع، فإن معرفة الزوجة لمعلومات بشأن موضوع الخيانة والتواصل بصراحة مع الزوج من الممكن أن يكون هو بداية حل المشكلة، حيث أن معرفة بعض التفاصيل قد تساعد على الغفران والتعافي لدى بعض النساء، فالخيانة المترتبة عن نزوة عابرة لا تقارن بالخيانة المبنية والنابعة عن علاقة حب في السر أو المتكررة، لكن، إذا لم تكوني مستعدة نفسيًا لمعرفة التفاصيل تغافلي عن هذا الجزء لسلامتكِ النفسية.
وأخبري زوجك بكل ما يعتمل داخلكِ من حزن وغضب وأذى، أخبريه بقوة ووضوح بمشاعرك ولا تهابي شيء، وبعد معرفة المعلومات الكافية عن موضوع الخيانة والتعبير عن مشاعركِ، اتركي المجال لزوجك ليتحدث فقد يكون له عذره أو قد يكون نادمًا ويشعر بالحزن والأسى لفعلته، وحاولي الاستماع له وتفهمه قدر استطاعتكِ، فقد يكون هذا الأمر نقطة بداية لبناء علاقتكما مرة أخرى.
كما أن التعقل مطلوب لكن، لا تكتمي بكائكِ وربما صراخكِ وشعوركِ بالألم، فالتعبير عن الألم هو الخطوة الأولى للتخلص منه، وتقبلي محاولات زوجكِ في إعادة بناء الثقة والتواصل وخصصا وقتًا لكما لمحاولة تجاوز الأمر، وبعد التواصل والتحدث عن أمر الخيانة وسماع كل منكما لما لدى الآخر من مشاعر يجب تجنب الحديث عن الأمر بشكل مستمر إذا كنتِ قد قررتِ نسيان الخيانة والمضي قدمًا.
وإذا قررتِ غفران الخيانة ومواصلة حياتكِ الزوجية، ربما لا تستطيعين فعل هذا بمفردكِ، فيمكنكِ أنتِ وزوجكِ اللجوء لمستشاري العلاقات الزوجية والأسرية أو الإخصائيين النفسيين الذين بإمكانهم تقديم الدعم والمشورة لتصحيح مسار الزواج وإعادة بناء جدار من الثقة والتواصل ومساعدتكِ على الصفح والغفران والمضي قدمًا.
وبإمكان مستشاري العلاقات الزوجية والأسرية أو الإخصائيين النفسيين أن يمنحوكِ نصائح وتوصيات نفسية سليمة لتجاوز الأزمة، فبعض الأطباء النفسيين قد يصفون بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وغيرها لتجاوز هذه الفترة العصيبة، لكن أهم شيء هي النصائح الزوجية التي يمكنهم أن يعطوها إليكما.
واعلمي وأخبري أصدقائكِ وأفراد أسرتكِ والمقربون بشكل واضح وقاطع أنكِ تحاولين إنقاذ زواجك وغفران خيانة زوجكِ، فهذا سوف يثني أي شخص عن الحديث عن الانتقام أو أي أفكار أخرى حول ما يجب القيام به، فأنت تبحثين عن الدعم الإيجابي لا شيء آخر.
ويمكنكِ التحدث عن مشاعركِ والفضفضة مع أقرب أصدقائكِ أو أحد أفراد عائلتكِ ومناقشة ألمكِ وحزنكِ دون خوف من الحكم المسبق أو خيبة الأمل، وربما يساعدكِ الحديث مع رجل دين عن التسامح والغفران ومحاولة نسيان الخيانة وتجاوز الأمر.
وأيضًا الاهتمام بنفسكِ بدنيًا ونفسيًا جزء مهم في سبيل نسيان الخيانة والتسامح، فحاولي الاهتمام بصحتكِ وتناولي طعامًا صحيًا متوازنًا ومارسي الرياضة بانتظام، كما أن ممارسة التأمل أو اليوجا قد تساعدكِ على السمو الروحي والغفران.
وفي النهاية أعطي لنفسكِ الوقت الكافي فلا يوجد جدول زمني للتسامح ونسيان الخيانة، فبعض النساء قد يغفرن في غضون أيام في حين أن الأمر قد يستغرق من البعض الآخر أعوامًا للغفران.
أرسل تعليقك