الجزائر ـ نورالدين رحماني
يرى الصحافي، والمحلّل السياسي، الجزائري فوزي حوامدي أنَّ الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 نيسان/ أبريل الجاري تشبه "علاقة حب من طرف واحد"، حيث يعزف الشعب عن تجمّعات المرشحين أو ممثليهم، في مختلف الولايات، ما يبيّن عدم اهتمام شريحة واسعة من الجزائريين بوعود المرشحين.وأوضح حوامدي، في حديث إلى "صوت الامارات"، أنَّ "الشعب بات على يقين من أنَّ نتيجة الانتخابات محسومة مسبقًا، إثر إعلان بوتفليقة ترشحه لعهدة رابعة، بدعم من المؤسسة العسكرية، التي لطالما صنعت الرؤساء في الجزائر"، حسب تعبيره.وأشار إلى أنَّ "من بين الأسباب كذلك أنَّ الحملات الانتخابية عرفت تجاوزات عدّة، سواء في سيل الانزلاقات اللّغوية، أو تراشق التهم بين المرشحين، والمقاطعين، فضلاً عن منع ممثلي مرشحين من عقد تجمعاتهم الشعبية من طرف المعارضين للعهدة الرابعة، كما حدث مع سلال في ولاية بجاية، وبوضياف في ولاية باتنة".
وأضاف "عمومًا الحملة الانتخابية كانت متواضعة هذه المرَّة، ولم تحمل أيّ جديد للجزائريين الطامحين في التغيّير، ما يجعل نسبة المشاركة ضئيلة في الانتخابات المقبلة، إلا إذا حدثت أمور أخرى".وبشأن تغاضي المرشحين الـ6 لانتخابات الرئاسة، في برامجهم الانتخابية، عن مشاكل قطاع الإعلام في الجزائر، الذي يشهد فوضى كبيرة، واختلالاً واضحًا، وعلاقة ذلك مع الغلق الإعلامي الذي تعرفه الجزائر، أكّد أنَّ "الواقع مخالف لهذه الرؤيا، حيث أعلن بوتفليقة عن الإصلاحات في القطاع، منذ 2011، وأكّد أنّه سيعزّزها في العهدة الرابعة، وبقية المرشحين تغنّوا بحرية التعبير والانفتاح الإعلامي، ربما غاب عنهم الحقل الثقافي، ولكن من الجانب الإعلامي الكل يتحدث عن أنه سيفتح القطاع، وسيحترم حرية التعبير، ويسهّل عملية إنشاء القنوات الخاصة، والإذاعات والجرائد الوطنية".
وعن تقييمه لأداء الإعلام الجزائري المرئي، والمكتوب، في تغطية الحملة الانتخابيّة، ومدى جديّة الاتهامات التي وجّهت إلى بعض الأجهزة الإعلامية في الجزائر، بعدم الحياديّة، اعتبر فوزي الحوامدي أنَّه "كأي إعلام في العالم العربي يخضع لرب العمل من جانب، ومصدر القوت والرزق، والأخير تتحكم فيه بالجزائر الدولة كليًا، عبر الوكالة الوطنية للنشر والإعلان، التي تدفع صفحات الإعلان فقط للصحف المؤيدة للعهدة الرابعة".
أرسل تعليقك