الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يستنزف دماء العراقيين
آخر تحديث 11:20:29 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يستنزف دماء العراقيين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يستنزف دماء العراقيين

الرصاص الطائش يحصد أرواح العراقيين في المناسبات السعيدة
بغداد – نجلاء الطائي

زُف الشاب أحمد من مدينة الفلوجة إلى قبره، بدلا من أن يتم زفافه إلى عروسه، بعدما أصيب برصاصة طائشة قتلته على الفور أطلقها أحد الأصدقاء في يوم الزفاف فرحا بهذه المناسبة، إذ أن طقوس الاحتفال بالمناسبات السعيدة أو الحزينة في العراق لا تكتمل من دون إطلاق الرصاص العشوائي في الهواء. وحادثة أحمد لا تعدو سوى قصة من مئات القصص التي مرت على العراقيين سنويا ويتداولون صوره ومقاطع فيديو خاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا أصبحت الظاهرة عرفا مجتمعيا أقوى من القوانين والإجراءات الأمنية الصارمة، ولكن تصاعد نسبة الإصابات بين السكان أخيرا أجبر الحكومة على إعلان حملة جديدة لمكافحة الظاهرة.

بالمقابل أصيب أكثر من 200 شخص بجروح جراء الألعاب النارية، التي استخدمت في العاصمة العراقية بغداد، بطرق عشوائية خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، وقالت دائرة صحة الرصافة، في بيان لها إنه: "تم تسجيل 120 إصابة بسبب سوء استخدام الألعاب النارية والمفرقعات، والإطلاق العشوائي للرصاص الحي، في ليلة رأس السنة". وأضافت الدائرة أن: "25 حالة من هؤلاء خطرة، وتم إدخالها غرفة العمليات".

من جهته، قال النقيب أحمد خلف، من شرطة بغداد، إن: "أكثر من 80 شخصا أصيبوا ليلة أمس بجروح بعضها خطرة بجانب الكرخ من بغداد خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية بعد استخدام الألعاب النارية والمفرقعات بطريقة عشوائية". وأوضح خلف أن "قوات الأمن تمكنت من اعتقال عدد من المواطنين ممن أساءوا استخدام المفرقعات والألعاب النارية، التي تسببت بإصابة عدد من المواطنين في منطقة المنصور، حيث استخدمت تلك المفرقعات بطريقة أفقية أوقعت إصابات بين المحتفلين".

رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن في بيان رسمي "باتخاذ إجراءات رادعة وعاجلة لمنع ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات ومحاسبة المسؤولين عنها"، كما أعلنت وزارة الداخلية في بيان اعتقال سبعة أشخاص أطلقوا الرصاص في الهواء خلال الأسبوع الماضي.

فحفلات الزواج ومراسيم تشييع الموتى وفوز المنتخب الوطني بكرة القدم في البطولات الدولية هي أكثر المناسبات التي تشهد إطلاق الرصاص، الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة مقتل شخص وإصابة (19) آخرين بمناسبة فوز المنتخب العراقي في بطولة الخليج. وهذه الظاهرة تزايدت بعد العام 2003، ضعف سلطة الدولة واخفاق القوات الامنية في فرض الامن اجبر السكان على اقتناء اسلحة تحتفظ بها في منازلها، حتى أن حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أصدرت قرارا صريحا في العام 2012 يسمح لكل منزل بحيازة قطعة سلاح واحدة بندقية أو مسدس على أن يقوم مالكها بتسجيلها في اقرب مركز شرطة، ولكن الكثير من العراقيين لا يقومون بمراجعة مراكز الشرطة.

بل أن هناك أسواقا في بغداد وعدد من المدن متخصصة في بيع وشراء الأسلحة حتى المتوسطة أشهرها سوق مريدي في بغداد الواقع في قلب "مدينة الصدر" ذات الغالبية الشيعية الفقيرة، وشهد السوق الأحد الماضي حملة عسكرية لملاحقة التجار ومصادرة الأسلحة.

الصدمة كانت واضحة على العراقيين وهم يشاهدون نتائج الحملة التي أعلنتها القيادة العسكرية المكلفة بأمن بغداد، الآلاف من قطع السلاح تشمل البنادق الآلية والمسدسات وحتى أسلحة "ار بي جي" المضادة للدروع، مكائن خراطة لصناعة وتحوير بعض قطع السلاح والذخائر.

تعود الظاهرة في الحقيقة إلى تقاليد عشائرية نشأت في عشرينات القرن الماضي، وتحديدا خلال "ثورة العشرين" بعد تحالف عشائر في وسط وجنوب البلاد ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، وبدأت العشائر للمرة الأولى تحصل على الأسلحة الخفيفة من البنادق والمسدسات عبر مهاجمة ثكنات الجنود البريطانيين وشرائها من الدول المجاورة أشهرها بندقية "البرنو"
في تلك الثورة كانت كفة الجيش البريطاني هي الراجحة لامتلاكهم المدافع الثقيلة بينما كانت البنادق هي سلاح العشائر وكانت أعدادها محدودة ولا يمنح سوى لبضع مقاتلين ضمن القوة العشائرية التي تهاجم البريطانيين، كما يقول الشيخ حيدر الرميثي أحد شيوخ عشائر محافظة ميسان.

والرميثي هو أحد أحفاد مقاتلي العشائر آنذاك، يقول، "ما زلنا نتناقل قصص تلك الثورة وشعارها الأزلي "الطوب أحسن لو مكواري"، والطوب في اللهجة الشعبية هي المدافع، و"المكوار" هو السلاح الأكثر شعبيا لدى العراقيين في تلك الأيام ويتكون من عصا غليظة تنتهي بكرة صلبة من القار وبإمكان ضربة واحدة أن تشج بها رأس الخصم وتقتله ويسمى سلاح الشجعان لكونه يختلف عن الأسلحة النارية التي تقتل عن مسافة بعيدة.

كانت معظم أسلحة القوة العشائرية المهاجمة "المكوار" بينما تمنح بنادق "البرنو" إلى بعضهم بسبب شحتها وصعوبة الحصول على ذخيرتها، ورغم حاجة العشائر إلى البنادق والرصاص آنذاك إلا أنهم لم يبخلوا بإطلاق الرصاص في الأفراح والأحزان، ومنذ ذلك الوقت نشأت هذه الظاهرة إلى جانب "العراضة"، كما يقول الرميثي.

و"العراضة" رقصة شعبية يقوم بها أفراد العشائر بالمشي ليشكلوا حلقة مدورة وهم يمسكون البنادق في أيديهم لإطلاق الرصاص، وفي منتصف الدائرة يتلو أحد الشعراء قصيدة بالمناسبة التي اجتمعوا من اجلها سواء كانت حزينة أم سعيدة. ويعترف الرميثي أن ظاهرة اطلاق الرصاص العشوائي في الافراح والاحزان ليست حضارية، ولكنه يؤكد صعوبة منعها، ويقول: "بصراحة هناك الكثير من أبناء العشائر يعتبرون عدم إطلاق الرصاص في مناسباتهم إهانة"، ولكن الرميثي يرفض بشدة انتقال هذه الظاهرة إلى المدن وخصوصا بغداد ويعتبرها إرثا عشائريا مرتبط بالريف العراقي جنوب البلاد.

ومنذ عقود تتجنب السلطات الاصطدام مع العشائر لما تملكه من نفوذ واسع، بل أن الحكومات المتعاقبة كانت تغازل زعماء القبائل عبر منحهم أسلحة، وغالبا ما تغض القوات الأمنية النظر عن الموروث العشائري في القرى والأرياف، ولكن انتقال ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي إلى بغداد يثير قلق الحكومة والسكان على حد سواء، وتبدو محاولة الحكومة لمنعها غير مجدية.

النقيب في شرطة نجدة بغداد سامر هادي يقول "السلاح منتشر بين السكان على نحو كبير ولا يخلو منزل من قطعة سلاح، أوقات الاحتفالات يحدث إطلاق رصاص كثيف لا نعرف مصدره، وعندما نلقي القبض على شخص متلبس بذلك يحاول استخدام منصبه أو منصب أحد أفراد عائلته للإفلات من الاعتقال".

ويضيف النقيب هادي أن "بعضهم أفراد في الحشد الشعبي وآخرون موظفون في مناصب عليا في الدولة، حتى أن عناصر في الشرطة والجيش متورطون بذلك ويستخدمون أسلحة الحكومة مثل مسدسات كلوك وبندقية كلاشنكوف رغم العقوبات القانونية الصارمة".

ينص قانون ما زال ساريا على المستوى الوطني يحمل الرقم 15 لسنة 2000 على حبس مطلق العيارات النارية مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن ستة أشهر، وتغريمه مبلغا لا يقل عن (50000) خمسين ألف دينار ولا يزيد على (1000000) مليون دينار، ومصادرة السلاح الشخصي مع الذخائر، ولكن هذا القانون يحتاج إلى جهود جبارة لتطبيقه على الجميع دون تمييز بين المواطنين، وفقا للنقيب هادي.

النائبة في البرلمان العراقي منى الغرابي، تعتقد بأن على الحكومة تشديد العقوبة أكثر، وطالبت في بيان رسمي بمحاسبة مطلقي الرصاص العشوائي وفق قانون مكافحة الإرهاب، وتدعو إلى تدخل العشائر والحملات المدنية لوقف الظاهرة.

albahraintoday
albahraintoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يستنزف دماء العراقيين الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يستنزف دماء العراقيين



GMT 19:50 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الجوزاء

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 05:27 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

فييتو يزاحم فورلان على لقب الأغلى في تاريخ فياريال

GMT 16:53 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

أصول وقيود إلقاء التحية والمصافحة مع الآخرين

GMT 06:06 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لامبورجيني تطلق طرازها الجديد أفينتايدور بسقف قابل للطي

GMT 15:22 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

إليك طرق سهلة لتنسيق موضة الأبيض والأسود بأناقة

GMT 09:42 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

الإمارات والصين ورؤية 2050

GMT 00:59 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

قمر بإطلالات مثيرة وصور شبه عارية على "إنستغرام"

GMT 18:23 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

العين يكتسح رأس الخيمة داخل صالات أصحاب الهمم

GMT 03:08 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

نيللي كريم تنفي شائعة عودتها لزوجها السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates