أفاد المواطنون المفرج عنهم من السجون القطرية بأنّهم تعرّضوا لمعاملة سيئة بما لا يتفّق مع المواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن حقوق الإنسان، وأنّ الأجهزة الأمنية القطرية حرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية خلال فترة الاعتقال.وذكروا في تصريحات لـ«الأيام» لدى وصولهم إلى مطار البحرين الدولي، أمس، أنّهم تعرّضوا للإهانات والمعاملة القاسية والألفاظ السيئة، والزجّ بهم في سجون تفتقر لأبسط الخدمات والحقوق.وروى المفرج عنهم تفاصيل اعتقالهم التعسّفي والملاحقات التي تعرّضوا لها، كما توّجهوا بالشكر إلى الحكومة لجهودها الكبيرة في
الإفراج عنهم، وعبّروا عن إعجابهم وفرحتهم بالتضامن الشعبي الكبير معهم الذي تجلّى في الصحافة المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي.وعن تفاصيل الاعتقال، عبّر سفير الأولمبية سامي الحداد عن صدمته من التعامل القطري معه، وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية من أدوات النظافة والاستحمام، وعدم توفير الطعام والشراب بانتظام، بالإضافة إلى تعمّدهم إهانته بأبشع الألفاظ، والتعامل القاسي معه كأنه مجرم أو مهرّب.وأشار إلى أن السجن الذي تم زجّهم فيه «لا يُعرف فيه الليل من النهار، كنّا لا نعلم بالأوقات أبدًا، وعمدت الأجهزة الأمنية إلى تشديد
الحراسة من خلال وضع أربعة حراس على بوابات الزنزانة طوال الوقت».وذكر أن السجن الذي زُجّ فيه مع صديقه «سيّئ للغاية، ولا يرقى أبدًا إلى العيش الآدمي بتاتًا»، فهل هذه «الإنسانية» التي تتغنّى بها الدوحة أمام العالم؟!وبالعودة إلى واقعة الاعتقال في عرض البحر، سرد الحداد قصّته وقال: «اعتدت على الإبحار للابتعاد عن روتين الحياة اليومية، وكلما سنحت لي الفرصة ذهبت مع أصدقائي إلى البحر للاستمتاع بالأجواء الجميلة وقضاء أوقات مرحة، وهذه ليست المرة الأولى التي أذهب إلى النقطة التي اعتقلت بها، فقد اعتدت ذلك مرارًا
وتكرارًا».وذكر أن قوّات خفر السواحل القطرية داهمته مع مرافقه محمد الدوسري على حين غفلة، وأجبرتهما على الخضوع لأوامرهم تحت تهديد السلاح، وسحبتهما إلى داخل المياه الإقليمية القطرية.وأضاف: «لو أردت التحدّث بصراحة، فقد استبشرنا بعد الاتفاق الذي تم توقيعه في القمّة الخليجية، ولكننا تفاجأنا في أثناء اعتقالنا بالسلوك العدواني الذي مازالت تمارسه السلطات القطرية بحق الصيّادين البحرينيين، إذ تتم معاملة كل من يعتقل معاملةً قاسيةً لا تنمّ على حُسن الجوار والأخوّة التي امتاز بها أبناء الخليج».وعن حجز ممتلكاته، أضاف سامي
الحداد: «تم الإفراج عنّا، ولكن مازالت ممتلكاتنا في دولة قطر، فالطراد الذي أملكه محتجز حتى هذه اللحظة، ولا أعلم ما الذي ستقوم به الدوحة، وماذا تريد منّا لإعادة أملاكنا، ونحن نثق كل الثقة بالجهات المختصّة في المملكة لمطالبة السلطات القطرية بإعادة ما تم احتجازه دون أدنى حق».وتقدم البطل العالمي سامي الحداد بالشكر الجزيل إلى جلالة الملك المفدى وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وحكومة مملكة البحرين، على جهودهم المضنية التي بذلت للإفراج عنهم من السجون القطرية.أما البحّار المفرج عنه حبيب عباس فأكد أنه عاش فترة
زمنية صعبة في السجون القطرية جرّاء اعتقاله التعسّفي، مؤكدًا أن السلطات القطرية تعمّدت ممارسة الإرهاب بحق البحّارة البحرينيين، من خلال مداهمتهم للطراريد البحرينية، وفي بعض الأحيان يتم إتلاف الطراد في عرض البحر من خلال الاصطدام به، أو إطلاق الأعيرة النارية بقصد القتل، وأسفر ذلك مرارًا عن إصابة البحّارة البحرينيين، وبعضهم فقد حياة, وأضاف: «في أثناء وجودي في مياهنا الإقليمية، تفاجأت ذلك اليوم بقدوم زوارق بحرية قطرية سريعة، شاهرين الأسلحة وطالبونا بالتوقف، فرضخت للأمر مع مرافقي الآسيوي، وفي أثناء ذلك بدأت
العناصرالقطرية بالصراخ والتهديد باستخدام السلاح ضدنا في حال لم نستجب لأوامرهم بالذهاب معهم إلى داخل العُمق القطري، بحجّة تجاوزنا الحدود، وبأنها ستسخدم القوة ضدنا، مع أن الخرائط البحرية تؤكد عدم صحة ادعاءاتهم، فصادروا الجهاز كي لا نتمكن من توثيق ذلك».وتابع «تحت تهديد استخدام القوة ذهبنا إلى الحدود القطرية، وتم إيداعنا السجون القطرية التي تفتقر إلى أدنى المعايير الإنسانية، وحُرمت من الاستحمام منذ لحظة اعتقالي مطلع ديسمبر الفائت، بل وتمت معاملتي كمجرم أو مهرّب لا صيّاد سمك، وتناسوا أنني مواطن خليجي، ثم
حوّلت القضية إلى النيابة القطرية بحجّة تجاوز المياه الإقليمية، وقد بيّنت للشرطة والقاضي أنني اعتقلت من الحدود البحرينية، وأنا لست سوى صيّاد سمك، فلماذا هذه المعاملة القاسية؟!، ولكن القاضي أمرني بعدم التحدّث، وبرّر ما قامت به خفر السواحل القطرية بالأمر الصحيح، ما أثار دهشتي».وأكد عباس أن الجهود الحثيثة التي بذلتها حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، هي محل اعتزاز وشكر
وتقدير، مشيرًا إلى أن البحرين لا تتخلى عن أبنائها مهما كانت الظروف.وطالب البحّار حبيب عباس السلطات القطرية بالإفراج عن مصدر رزقه الوحيد؛ الطراد المحتجز في الدوحة، فباحتجازالدوحة طراده سيبقى عاطلاً عن العمل، وليس باستطاعته تلبية متطلبات الحياة اليومية لأسرته.أما المواطن المفرج عنه محمد الدوسري فشكر جلالة المفدى وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وشعب البحرين، على جهودهم للإفراج عنه، مؤكدًا أن ما تلقاه من معاملة حاطّة بالكرامة لا يسع سردها خلال بضع دقائق، وبحاجة إلى أيام طوال.
قد يهمك ايضاً
فنانين تشكيليين بحرينيين يبدعون أعمالًا فنيّة للعرض
غضب في مطار البحرين لرفض شركة طيران قبول شهادات فحص كورونا
أرسل تعليقك