خسرت شبكة بي إن سبورتس القطرية، قضية جديدة تضاف إلى خسائرها المتوالية في الميادين الإعلامية وساحات القضاء العالمي، وذلك بعد أن قررت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية رفض الشكوتين الأولى والثانية للشبكة، ورُفعت أولاهما في شهر آار/مارس من عام 2018 ضد الشركة الناقلة كومكاست بحجة قيام الموزع بتقديم عروض تجديد للاشتراك تمييزية وغير عادلة إلى حدٍ كبير، فيما قالت شركة كومكاست إن عملية التفاوض التي قامت بها "بي إن سبورتس" في الشهر نفسه لم تكن بحسن نية.
وتُعد "بي إن" الشريك الحصري للبث في الولايات المتحدة وكندا لبطولات كرة القدم العالمية؛ مثل رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، والدوري الفرنسي الدرجة الأولى لكرة القدم، والدوري التركي الممتاز لكرة القدم، فضلاً عن المنافسات الممتازة مثل دوري كوبا ليبرتادوريس ودوري كوبا سود أميركانا وكأس ملك إسبانيا وكأس الأمم الأفريقية، وتزعم أن شركة كومكاست تحرم عشاق الرياضة من هذا المحتوى من خلال ما وصفته بي إن بممارسات "تمييزية".
وفي شهر آذار/مارس من عام 2018، تقدمت بأول شكوى لها متعلقة بالنقل ضد عملاق خدمات البث عن طريق الكيبل في الولايات المتحدة، مُدعية أن موزع القنوات المدفوعة قد قدم "رسوم تجديد تمييزية وغير عادلة إلى حدٍ كبير" للشبكة الرياضية، وأنه يعطي أولوية لمحتواه الخاص وهو عملٌ محظور بموجب الإطار التنظيمي للولايات المتحدة.
وبشكل أكثر تحديدًا، زعمت شركة البرامج الرياضية في القضية أن موزع برامج الفيديو متعددة القنوات (MVPD) قد قام بالتمييز "على أساس الانتماء أو عدم الانتماء" في الاختيار والشروط وأحوال نقل قناتي شبكة بي إن؛ وقناة بي إن الناطقة بالإسبانية وقناة بي إن، في انتهاكٍ للمادة 616 من قانون الاتصالات الأميركي الصادر عام 1934.
وكان رد شركة كومكاست الحاسم هو أنه لم تكن بي إن في شهر آذار/مارس من عام 2018 تتفاوض بشأن تجديد النقل بحسن نية، حيث تم حذف بي إن من منصتي كومكاست - إكس فينتي مثل قناة ڤي بي ڤي يونيفيرسو (VPV Universo) التابعة لشركة كومكاست في 31 تموز/يوليو من عام 2018، مما يمنع المشتركين من الوصول إلى محتوى ممتاز لكرة القدم والتنس ورياضة السيارات.
وقد ردت هيئة الاتصالات الفيدرالية (FCC) أول شكوى في شهر آب/أغسطس من عام 2018 بسبب طلبها المزيد من المعلومات، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2018، أكدت بي إن أنها تمضي قدما في اتخاذ إجراءات قانونية إضافية ضد شركة كومكاست من خلال الجهة التنظيمية للوسائط الإلكترونية (Media Bureau) التابعة لهيئة الاتصالات الفيدرالية التنظيمية الأميركية.
غير أنه بعد النظر في الشكوى الثانية، أصدرت هيئة الاتصالات الفيدرالية حكمًا بأن بي إن سبورتس فشلت في بناء قضية تمييز في الانطباع الأول فيما يخص بي إن إن إسبانيول (beIN en Español) لأن الهيئة وجدت أن القناة الإسبانية وقناة ڤي بي ڤي يونيفيرسو لم تكونا في "وضعٍ مماثل".
كما وجدت الهيئة أنه رغم تمكن بي إن سبورتس (بي إن) من بناء قضية تمييز في الانطباع الأول لصالح بي إن، فإن هيئة الاتصالات الفيدرالية وجدت بعد بحثها حيثيات القضية أنه رغم كون بي إن في "وضع متماثل" لشبكة ڤي بي ڤي إن بي سي سبورتس ومعاملتها بشكل مختلف عن ڤي بي ڤي إن بي سي سبورتس، فإن شركة كومكاست لم تُميز على أساس الانتماء أو عدم الانتماء.
وبناءً على هذه الاستنتاجات، فقد قررت هيئة الاتصالات الفيدرالية أنه لا يوجد، بحكم التعريف، أي انتهاك لشروط Comcast - NBCU، وعليه، فقد ردت هيئة الاتصالات الفيدرالية الشكوى الثانية المقدمة من بي إن سبورتس فيما يتعلق ببي إن إن إسبانيول دون إمكانية رفعها مجددا، ورفضت كذلك الشكوى الثانية فيما يتعلق ببي إن.
وبشكل غير مفاجئ، ذكرت بي إن في بيانٍ رسمي أنها تشعر بخيبة أمل إزاء النتيجة الكلية الناجمة عن قرار الجهة التنظيمية للوسائط الإلكترونية، إذ ذكرت بي إن قائلة: "لقد سرنا أن قرار ميديا بيورو يعترف بأن بي إن سبورتس في وضعٍ مماثل لإن بي سي سبورتس وأن المعاملة التمييزية التي مارستها كومكاست تجاه بي إن قد قيدت من قدرة بي إن على المنافسة بشكل عادل".
وأضافت قائلة: "ببتها في القضية بهذه الطريقة، فقد أخذت ميديا بيورو على عاتقها بصورة خاطئة الفصل في حيثيات [القضية] بناءً على أقوال كومكاست دون التحقق من الأدلة في محاكمة حضورية، مثلما هو معتاد في هذه الحالات، وفي إطار جهودنا المستمرة لمنح الأولوية للمشجعين، فإن بي إن سبورتس يو إس إيه [بي إن USA ] سوف تنظر في خياراتها المتاحة المتعلقة بهذا القرار وتتخذ الإجراءات المناسبة لتقديم برامجها إلى الجمهور على أوسع نطاق ممكن".
وكانت قنوات بي إن سبورت تلقت صفعة جديدة قبل يومين بخسارتها معركة قضائية أخرى، عقب صدور حكم نهائي ضدها لصالح شركة سيليفيجين السعودية يقضي بدفع تعويضات تزيد على 30 مليون ريال في القضية التي نظرتها محكمة لندن في محاكم مركز دبي المالي العالمي.
ويثبت الحكم الصادر ضد بي إن القطرية وقوعها في مخالفات قانونية جسيمة في السوق السعودية، منها خروقات نظامية لاتفاقية توزيع منتجاتها، وتجاوزات نظامية أخرى.
ويعكس الحكم الجديد ضد بي إن القطرية، وهن الإدارة القانونية داخل الشبكة الرياضية القطرية، بالإضافة إلى ضعف حججها في مرافعاتها ومداولاتها القضائية، والناجم أساسا عن وضعها القانوني المشبوه في العواصم العربية التي توزع فيها منتجاتها.
ويعزز كسب شركة سيليفيجين السعودية القضية ضد بي إن، مشروعية المخاوف السعودية المتنامية من الشبكة القطرية والتي كانت ترتكب مخالفات مستفزة ومثيرة للريبة وتجاوزات تنطوي على الإضرار بالأمن الوطني من خلال احتفاظها بصور من هويات المشتركين وإرسالها إلى الدوحة
أرسل تعليقك