يعتبر العمل الشرطي من أهم ركائز حفظ الأمن والنظام في جميع بقاع العالم، وتعمل شرطة البحرين منذ تأسيسها قبل أكثر من 100 عام على تعزيز الأمن والنظام في ارجاء المملكة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ونظرًا إلى ما توليه مملكة البحرين من اهتمام بالمرأة والعمل على تعزيز دورها في المجتمع، فإن دور الشرطة النسائية يعد ركيزة أساسية في منظومة عمل وزارة الداخلية، فمنذ تأسيسها قبل 50 عاما حتى اليوم تقوم الشرطة النسائية بدور كبير في مجال الحفاظ على الأمن العام والأمن المجتمعي خصوصا، حيث تحتفل وزارة الداخلية في هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيس الشرطة النسائية.
وبهذه المناسبة، أعربت العميد منى عبدالرحيم مدير عام الإدارة العامة للشرطة النسائية عن شكرها وتقديرها لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لدعمها اللامحدود للمرأة البحرينية وتفعيل سبل تمكينها في المجتمع، كما أعربت عن تقديرها لاهتمام ومتابعة الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية للشرطة النسائية وحرصه على تطويرها وتقدمها في المجال الأمني، منوهة بالدور الذي تضطلع به منتسبات الشرطة النسائية وما يبذلنه من جهود أسهمت في تعزيز مكانة الشرطة النسائية وفعلت دورها في حفظ أمن ونظام المجتمع.
وأشارت العميد منى عبدالرحيم إلى أن عمل الشرطة النسائية كان عند إنشائها في سنة 1970 هو التحقيق في القضايا التي تتورط فيها النساء والأحداث، حيث كانت البداية بسيطة من حيث العدد والمهام حتى اسلوب التدريب كان يقتصر على بعض العلوم الشرطية وجزء بسيط من التدريب الميداني، أما اليوم ومع النهضة العمرانية والثقافية في المملكة نهضت الشرطة النسائية بمهامها وأثبتت وجودها وأهميتها على جميع الأصعدة، وأصبحت إنجازاتها تشهد لها بذلك، بعدها تم تأسيس الشرطة النسائية في دولة الكويت الشقيقة وتم انتداب فريق متكامل من الشرطة النسائية بمملكة البحرين من عام 2008 إلى عام 2012م وتم الاسناد إلى فريق آخر لتأسيس نواة من العسكريات الاناث في الحرس الملكي التابع لقوة دفاع البحرين، أصبحت الشرطة النسائية عضوا في المجلس الأعلى للمرأة وتم تدشين قاعدة البيانات الوطنية للعنف الأسري وتفعيل لجنة تكافو الفرص، وعضوا في اللجنة الوطنية للطفولة عن طريق مشاركتها مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بوضع استراتيجية وطنية للطفولة كذلك مناقشة تقرير حقوق الطفل بمجلس حقوق الانسان بجنيف.
وقالت إن مهام الشرطة النسائية حاليا تنوعت وتشعبت وزادت، فاليوم هي طبيبة وقائدة ومدربة ميدان وممتحنة سياقة وهي مهندسة وجزء لا يتجزأ من حفظ النظام ورامية محترفة حصلت على العديد من الجوائز على الصعيد المحلي والدولي والعالمي، وتقلدت العديد من المناصب ووصلت إلى رتبة عميد وتقلدت مناصب المدير والمدير العام والوكيل المساعد ووصلت إلى مستشار معالي وزير الداخلية للشرطة النسائية، حيث حصلت على مؤهلات عملية رفيعة وبعد البكالوريوس نالت الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات، فاليوم ومع الدعم الذي تحظى به والمساندة من قبل القيادة نفتخر بأننا نمثل وزارة الداخلية بمعظم اللجان المحلية والدولية سواء المتعلقة بحقوق المرأة أو الطفل أو المتعلقة بحقوق الانسان، كنا مكتبا في البدايات واليوم أصبحنا إدارة عامة تحت مظلتها اربع إدارات، دائما نطمح لأن نكون في الطليعة والمقدمة أمام الجميع.
وفي ذات السياق، قالت العقيد ركن مريم محمود البردولي رئيس مركز رعاية الأحداث إن المرأة البحرينية حظيت بمكانة عالية ومرموقة نظير دورها في تأسيس الشرطة النسائية في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث إن المرأة البحرينية قادرة على العطاء في مختلف المجالات وبالتحديد في المجال العسكري وقد شهدت مملكة البحرين مشاركة فعالة من قبل العنصر النسائي في تعزيز الأمن والأمان كما شاركت في توعية أفراد المجتمع من خلال تطبيق برنامج معا لمكافحة العنف والإدمان والتعامل مع مختلف المجالات الأمنية كالتحقيق والتفتيش والتعامل مع مختلف الفئات العمرية بمهنية جدا عالية وجاء ذلك بعد تلقيها الدورات التدريبية والتأهيلية المتطورة، وعلى أثر ذلك حققت المرأة البحرينية حضورها المتميز وعطاءها القوي في مجال عملها.
وأضافت أن مركز رعاية الأحداث أنشئ في سبعينيات القرن الماضي إذ أصبح مسؤولاً عن الاحداث المعرضين للانحراف، والمنحرفين سلوكيًا، والمرتكبين لبعض الجرائم الجنائية، وقد أنشئ المركز الحالي في سنة 1984 إذ أصبح يجاري العديد من البرامج التطويرية للمجتمع الخارجي، وقد أصبح يواكب التطورات الخارجية في المجتمع، إذ يتضمن المركز العديد من الملاعب والمسابح وبعض المرافق الخاصة بإيداع الأحداث الذكور والإناث.
من جانبها، أكدت المقدم عهد راشد النجم أن العمل في الإدارة العامة للشرطة النسائية شهد تطورا ملحوظا حتى يومنا هذا من خلال الإنجازات المتواصلة التي تم تحقيقها على كافة المستويات والتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات في مملكة البحرين، بالإضافة إلى دورها البارز في حفظ أمن وأمان المجتمع، مشيرة إلى أنه من الأمور التي يجب الوقوف عندها هو التطور الملحوظ للتدريب الذي كان في السابق لا يتجاوز فترة اربعة أشهر تتلقى المتدربات خلالها تدريبهن العسكري إلى جانب المحاضرات المتخصصة في مجال العمل الشرطي، أما اليوم فأصبحت فترة التدريب ثمانية عشر شهرا يركز فيها على الجانب الأكاديمي الذي بدوره يعزز ثقافة الشرطة النسائية ويرفع مستوى وعيهن بأساليب العمل الأمني، بالإضافة إلى التدريب الميداني حيث تم تنظيم العديد من الدورات المتخصصة للضباط والأفراد تخدم جميع الوحدات الميدانية بوزارة الداخلية.
وأضافت أن الشرطة النسائية أثبت أنها قادرة على أن تتكيف مع تطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فنراها موجودة في كافة المجالات والإدارات فهي مواظبة منجزة مبدعة مؤثرة وقادرة على تحمل كافة الصعاب والمعوقات من دون تعب أو كلل.
وأشارت الرائد نوف الماجد إلى أن الإدارة العامة للمرور تصب اهتمامها في تقديم أعلى مستويات التدريب والتأهيل للشرطة النسائية، لتقوم بجميع اعمالها المختلفة في الإدارة بكل كفاءة واقتدار، وذلك بهدف أن تكون الشرطة النسائية شاملة، وعلى صعيد العمل الميداني فإن الشرطة النسائية تتواجد اليوم في شوارع مملكة البحرين بجانب رجال المرور لتؤدي عملها بكل كفاءة واقتدار، مشيرة إلى أن الشرطة النسائية تمثل ركيزة أساسية في العمل المروري، وليس على الجانب الميداني فقط، حيث إن لها دورا كبيرا في تطوير الخدمات المرورية والأنظمة الذكية، من خلال التصورات والمقترحات التي تقدمها، حيث إن النتائج التي نشهدها اليوم ما هي إلا وليدة لتدريبات عديدة ودعم ورؤية مستقبلية للإدارة العامة للمرور والتي تعمل عليها لتطوير العنصر النسائي.
وحول دور مركز رعاية الأحداث وعمل الشرطة النسائية فيه، أكدت النقيب شيخة مبارك جوهر أن مركز رعاية الأحداث يولي بالغ الاهتمام بالخدمات المقدمة للطفل ومنها الخدمات الترفيهية، والخدمات الصحية، والخدمات التعليمية، والخدمات الرياضية، وخدمات الرعاية النفسية والاجتماعية، إلا انه وفي الظروف الراهنة التي تمر بها مملكة البحرين وهي جائحة كورونا تم استبدال بعض البرامج والخدمات، بما يتناسب مع الوضع الرهن، مثل الزيارات الداخلية والخارجية، تم استبدالها بالاتصالات المرئية مع ذوي الطفل، كما تم مع بعض الجهات داخل وزارة الداخلية وخارجها إعداد المحاضرات التثقيفية بهدف تواصل الطفل مع المجتمع الخارجي، أما بخصوص البرنامج التعليمي فهو مستمر طوال فترة الجائحة، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل الفصول، وفحص الموظفين جميعهم بشكل دوري، وكذلك فحصهم بشكل يومي عن طريق قياس درجة الحرارة، وفي حال الاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا فإنه يتم عزل الموظف في الأماكن المخصصة لذلك.
من جانبهن، أكد عدد من منتسبات الشرطة النسائية أن المرأة البحرينية لها أثر واضح في جميع المجالات ومن ضمنها المجال العسكري، فمملكة البحرين تصدرت الدول العربية من حيث إنشاء أول جهاز للشرطة النسائية وكان ذلك عام 1970، بعد حصول المرأة على التدريب والتأهيل العسكري كانت اولى مهامها التحقيق وتقديم العناية والرعاية اللازمة أثناء مباشرة القضايا المتعلقة بالعنصر النسائي وقضايا الأحداث، ومن ثم طورت المرأة العسكرية عملها وأثبتت جدارتها بتولي المهام والمسؤوليات في كافة ميادين العمل الشرطي في وزارة الداخلية، وبالمقابل أولت وزارة الداخلية اهتماما كبيرا بها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمع، فنرى دورها الفعال في مكاتب القضايا الاسرية وخصوصا القضايا المتعلقة بالعنف الأسري، فكانت هي الأقرب في التعامل مع الاطراف لإيجاد الحلول والصلح بينهم.
وأوضحن أن الشرطة النسائية كانت لها مساهمة ملحوظة أثناء تنفيذ الحملات التوعوية للمواطنين والمقيمين بعدة لغات لمواجهة جائحة كورونا والحد من انتشارها، إلى جانب ذلك حققت نجاحًا متميزا أثناء تسيير الدوريات المرورية لمباشرة الحوادث وتنظيم حركة السير، ومن اجل دفع مسيرة العمل كان لها دور بارز في تفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية عبر تواجدها في الفعاليات والاحتفالات، حيث إنها كانت تتعامل مباشرة مع الجماهير بتقديم الخدمات والمساعدات برحابة صدر وفي نفس الوقت كانت تسهم في عملية الأمن والنظام.
قد يهمك ايضاً
إنتاج فيلم وثائقي عن الشرطة النسائية في دبي
الأميرة بسمة تُجري جولة برفقة منتسبات الشرطة النسائية في الأردن
أرسل تعليقك