دورست ـ ريتا مهنا
يطلق ريتشارد لي على بيته الواقع في عمق الوادي، في قلب مدينة دورست اسم كوخ الراعي، في تجربة يصفها بالمحببة، وقد بنى بالفعل كوخ بلانكبريدج بسبب محبته لأكواخ الرعي المتواضعة، وفي العام 2007 ازدهرت أعماله وأصبح يقود فريقًا يتكون من ثمانية أشخاص ويطرحون نحو 50 كوخًا سنويًا ويبدأ سعر الواحد بـ19 ألف جنيه إسترليني.
ويبلغ لي من العمر 46 عامًا واتخذ من المكان مقر إقامة له، وبدأ كل شيء بالنسبة إليه مع رواية الكاتب توامس هاردي صاحبة أشهر كوخ راعي في التاريخ، والذي يملكه بطل الرواية غابرييل أيكو في رواية هاردي الكلاسيكية العام 1874.
واستلهم لي مصدر مشروعه من الرواية بعيدًا عن الزحام الصاخب للمدينة، وفي عمله كصانع أثاث، بحث العام 2000 عن مشروعه الجديد، وعلى تلة غير بعيدة عن منزله قرب دورتشستر المكان الذي بنيت رواية هاردي فيه لمح كوخ متداعي كان آيلاً للسقوط، فتولد لديه طموح جديد، وكان ينوي في البداية أن يقدم نسخة من هذا الكوخ القديم على التلة مع المحافظة على التراث الفيكتوري بجدارن الحديد المموج والسقف المنحني ومنظر العجلات كمقاعد، وعند اكتمال بناء الكوخ باعه مقابل 6000 جنيه إسترليني وشرع في بناء آخر.
واستلهم اسم المنزل من مذكرات نورمان ثلويل عن حياة الريف تحت عنوان بلانك بريدج، إضافة إلى كتابات روجر ديكن عن أكواخ الرعي التي وصفها بعالم آخر حيث كل شيء ممكن فيها، وتستخدم الأكواخ في الأصل كمأوى للرعاة، وبطبيعة الحال تحول كوخ لي إلى منزل صغير على عجلات، ويجب أن يمتلك كل كوخ حديقة رائعة تميزه، وتأتي هذه الأكواخ مع شعور مهم بالتاريخ والتي يقول عنها المعامري ادي غراندي إنها مكان من التاريخ ويتناغم بشدة مع أفكار لي في بناء الأكواخ طالما ما يزال الأخير وفيًا للتقاليد.
وأشار غراندي "هناك الكثير من النسخ التي بالكاد تشبه الأكواخ الرعوية، ومن الناحية المثالية يجب أن يكون حجم الكوخ 12 قدمًا طول وستة أقدام عرض، وهو على شكل عربة مع بوابات مزرعة"، ويبلغ طول بعد الأكواخ 14 قدمًا لاستيعاب الحمام أو غرفة الاستحمام، ويقول لي "أحاول دائمًا كبح جماح الناس فالعملاء يطلبون كوخ بطول 24 قدمًا ولكني دائمًا أرفض"، وبنى لي أكواخًا مزودة بحمامات بخار ومكتب منزلي، وغرف نوم بديلة نظرًا إلى أن الناس تبحث عن طرق ذكية لزيادة مساحة منازلها.
واستطاع أن يحقق نجاحًا على الصعيد التجاري أيضًا، فأحد الأكواخ في ديلسفورد يحتوي على مطبخ محترف لخدمة الزوار، واستطاعت شركات أخرى أن تنتج بعض الأكواخ المماثلة مثل ناوشونال ترست على بوكس هيل في ساري كوسيلة لجذب أعضاء جدد، كما أخذ لي قرضًا من شركة برنس تراست كي يمول مشروعه وفي المقابل سيقدم للأمير جورج في عيد ميلاده الأول كوخًا كعربون شكر، وبناه في حديقة في هايغروف في مقر إقامة أمير ويلز في غلوسيسترشاير.
وذكر لي "كان الكوخ عبارة عن فكرة عبقرية لقول شكرًا، في كوخ تقليدي من دون أي شيء غير عادي، مع القليل من الألوان"، ويعمل مؤسس كوخ ريد سكاري بول بينيت على بناء الأكواخ أيضًا، وتكلفت أكواخه 9950 جنيهًا إسترليني للكوخ بطول 12 قدمًت وبعرض 7 أقدام، وبعدها يأتي بطول 18 قدمًا، وذكر "أريد أن أبني أكواخ جميلة بأشكال مبدعة محمولة على العجلات ولكن بأكثر معاصرة من أسلوب الزراعة التقليدية".
ويطلق كل بناة الأكواخ على كوخ الراعي اسم "الحظيرة" ويقول لي "إنها ليست حظائر على عجلات ولكنا أقرب إلى المنازل الخشبية مع عجلات في نفس هيكل البناء، وأفضل الهياكل المعدنية على الهياكل الخشبية في الأكواخ، لدى الناس أفكار مسبقة عن الحديد المموج إذ لم يروه من قبل، ويعتقدون أن الخشب أفضل ولكن الحديد أفضل بكثير، فهو مثال على كوخ الراعي الفيكتوري وواحد من السمات الرئيسية للنموذج الحقيقي للكوخ".
ولا يحتاج كوخ الراعي إلى بناء فلديه بنية ثابتة ويمكن نقله حيث يريد الإنسان، ويقول بينيت إن سهولة الحركة في الكوخ لها أهمية خاصة، وشرح "أصبح الناس يتحركون أقل، ويتطلعون لزيادة مساحة منازلهم وإضافة الملحقات إليها، ولكن هذا المشروع غالبًا ما يكون ضخم ومكلف، في حين أن صيانة كوخ الراعي منخفضة وكل ما يحتاجه هو تيار كهربائي"، ويعتقد بينيت أن كوخ الرعي يمتلك جاذبية جمالية في فكرة انتقاله من مكان إلى مكان مع إمكانية اصطحاب كل شيء خصوصي للمنزل، ويصف الكاتب هاردي كوخ غابرييل بأنه مثل سفينة نوح يمكن أن ترسوا حيث تريد.
أرسل تعليقك