لندن ـ كاتيا حداد
تحظى شركة الهندسة المعمارية ويلكينسون إير، بسمعة مثيرة للاهتمام من خلال بعض مشاريعها، بما في ذلك إحياء محطة باترسي للطاقة وإعادة إنشاء الصلب الرائدة في روثرهام، ويعدّ عمل الشركة في حاملات الغاز في King's Cross في لندن مثالاً مثاليًا على أعمالها، حيث تم تطوير ثلاث كتل من الشقق الدائرية والتي تتصل من المركز، وتقع جميعها في الإطار الحديد لحاملات الغاز الفيكتورية، ويقول مدير شركة جيم إير "هناك عدد من المهندسين المعماريين لديهم علامة بصرية مميزة حيث يقدمون أشكال مختلفة من المبنى نفسه، ونحن نميل إلى التعامل مع مشاريع مختلفة بطبيعتها ما يدفع إلى الحاجة إلى ابتكار حلول مختلفة"، ويتفق معه شريكه كريس ويلكنسون قائلا " لن نقدم عملاً مثل هذا مرة أخرى، نحن لا نميل إلى تكرار أنفسنا".
ويعدّ مشروع "King's Cross Gasholders" عملاً فريدًا من نوعه، وشيدت حاملات الغاز عام 1867، في شكل حلقات عرفت باسم Siamese Triplets، بسبب طريقة ترابطها معا بشكل مركزي، وظهرت هذه الحلقات في The Ladykillers، ويعدّ هذا الهيكل المعماري ذات أهمية معمارية وتاريخية، وفاز ويلكنسون إير في مسابقة لإيجاد استخدام للحلقات عام 2002 وبعد أعمال الترميم للحلقات تم نقلها إلى موقع جديد بجانب Regent's Canal قبل بدء البناء عام 2014، ويقول ويلكنسون عن المخطط الذي يضم 145 شقة تتراوح ما بين ستوديوهات إلى الدوبلكس وتبدأ أسعارها من 810,000 أسترليني " نعتقد أنه يمكنك الحصول على 3 مباني داخلية دون لمس الإطارات".
وكان من التحديات التي واجهها المهندسون المعماريون تقطيع الكتل الدائرية لتشكيل شقق بما يمنح كل شقة مساحة كافية دون حجب النوافذ، وتابع ويلكنسون " القيود صعبة لكنها تقودك إلى حل معين"، وتضم الشقق جدران منحنية مع المرايا التي تجعلها تواصل شكلها الدائري للحفاظ على الشكل الجمالي للهيكل، ويمكن تغطية النوافذ بمعادن رقيقة مثقوبة، وصمم كل مبنى بحيث يكون ذات ارتفاع مختلف لتعزيز الذاكرة بحاملات الغاز القديمة، التي تعلو أو تنخفض، وفقا لكمية الغاز التي تحتوي عليها، وفي حين يمنحك الشكل الخارجي مظهرًا صناعيًا إلا أن الشكل مختلف تمامًا في الأجزاء الداخلية.
وأردف ويلكنسون "من الأعلى تبدو التروس كأنها داخل ساعة ما يسمح لك باستخدام مواد ذات جودة عالية مثل النحاس، وهذا ما أردنا تحقيقه من خلال مبنى هندسي جيد"، وكانت لندن مملوءة بحاملات الغاز ولم يبق منها حالا سوى القليل نظرا لصعوبة تحويلها، وأضاف ويلنسون " يكمن السر في العثور على استخدام جديد متوافق مع المبنى، وأعتقد أنه من المثير للاهتمام محاولة إعادة استخدام هذه الهياكل الصناعية التاريخية، ولا نحتاج لفعل ذلك مع جميعهم ولكن يجب أن يتم الحفاظ على أفضلهم".
وعقدت شركة Berkeley Homes صفقة مع National Grid لبناء 14 ألف منزل جديد في محطات الغاز المهجورة، حول لندن خلال 15 عامًا مقبلاً، وتعمل شركة ويلكنسون إير حاليًا على إعادة تطوير محطة باترسي للطاقة، من خلال مخطط متعدد الاستخدامات يشمل الإسكان والترفيه ومقر لندن الجديد لشركة آبل، وتعدّ هذه المشاريع مثالا للتحويلات الصناعية مثل مشروع قطار بريستول ومطحنة الصلب في يوركاشير والتي فازت بجائزة ستيرلنغ في عام 2001، وأضافت شركة غير " بعض الأشياء تعدّ جزء من الهوية المدنية للمدينة وإذا استطعت إيجاد وسيلة لدمجها فإنها تجعل المباني الأخرى تبدو أكثر إثارة للاهتمام".
ويعتقد ويلكنسون أن هذا يشجع عمل أفضلمن جميع الممارسات المعنية، مضيفا " عندما يكون هناك مطور مهتم والمزيد من المهندسين المعماريين الجيدين لا يمكنك المساعدة بل المنافسة، لأنك تعلم أن هناك شخص بالجوار سيقدم شيئًا جيدًا، وبالنسبة لحاملات الغاز كان التحدي الأساسي هو الشكل الهندسي، ولكن الشيء الأخر كان بشأن خلق مظهر عام يعكس قضة حاملات الغاز، إنه إعادة تعيين أغراض حاملات الغاز لكنك أيضًا ترغب في الحصول على التاريخ الصناعي، أتمنى أن يشجع المبنى لدينا الناس على معرفة القصة".
أرسل تعليقك