مدريد - لينا عاصي
فكرة الاصطياف في جزيرة "إيبيزا" الاسبانية، تثير ردود فعل مختلفة جدًا لدى الزوار، وذلك اعتمادًا على نوع المسافر السائح، فهناك الذين يحبون الخلجان الصخرية المليئة بالرمال، وآخرون يحبون اللهو والصخب والاستمتاع بالإجازة الصيفية.
ولذلك قرَّرت روز دي ويت وزوجها بيار ترافيزير الانتقال من العاصمة الهولندية "أمستردام" قبل عامين والمجيء الى تلك الجزيرة التي تقع فوق سطح البحر اللازوردي والوصول إليها يكون عن طريق طريق ترابي، وتحيط به حديقة تمتلئ بالزهور التي تفوح رائحتها في الهواء الدافئ.
وتقول روز: لقد "كانت الحديقة مجرد واحدة من الأسباب التي جعلتنا نريد أن نعيش هنا، إنها أكبر بكثير مما كنا نبحث عنه، لذا وقعنا في حب المنزل. ليس هناك يوم يمر دون نوع من العمل الذي يتعين علينا القيام به في الخارج في منتصف الطريق بين البرية، فالحديقة لديها أيضا منافذ عديدة تطلُّ منها على الطريق، كما يوجد فيها الأراجيح، وسرير معلق ، وطاولات تحت الأشجار وكراسي حمام السباحة وكأنها مزرعة إسبانية".
ويوجد في المنزل جوقة من أصوات "الزيز" التي ترتفع عبر المناظر الطبيعية الصخرية، والتي لا تمنح الهدوء والسكينة. وتقول أنها وبيار اعتادا أن يقسما وقتهما بين باريس وأمستردام لعدد من السنوات، نظرا لأولويات عملها كمحررة مجلة في هولندا وكلاعب كرة سلة محترف في فرنسا.
وعندما قرر بيير الاعتزال بعد مسيرة 25 عامًا، فضّل الابتعاد عن العيش في المدن الكبيرة، على الرغم من أن روز لا تزال تسافر بانتظام إلى أمستردام للعمل. وتقول: "لم أكن أعتقد أنني سأجد نفسي أعيش في منزل مثل هذا، ضمن منطقة ريفية، ولكن نحن هنا. إنه منزل تقليدي قديم حيث يمكنني الابتعاد عن العمل وضغوط المدينة، لأتمتع بالجمال والطبيعة".
وتتميز طبيعة المنزل بالفوضى الجذابة، ولكن روز أضافت مجالات جديدة، وخلقت خطة جديدة للمنزل، مثل الحمام الرئيسي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عبر الشرفة، ولكن روز وبيار سعداء للعيش مع هذه التدخلات التاريخية.
وللتعويض عن التخطيط الصعب، شجعهما مهندس معماري على بناء حمامات داخلية في كل غرفة نوم، ولكن الزوجين فضَّلا الاحتفاظ بالمساحات السخية في الغرف، بدلا من ذلك، كانت فكرة بيير بناء حمام للضيوف في شجرة.
وقد أرضى روبنسون كروزو جميع الأطراف، مع الأخذ في الاعتبار قوانين التخطيط التي تمنع أي توسعات أخرى للمنزل، فقد سمع للزوار بالحصول على الاستحمام على منصة بدعم من أطراف الشجرة، والتي يصلون إليها عن طريق ممر من غرفة النوم، ودش يمنحك التحديق في البرية الداخلية للجزيرة.
وقد تم تزيين المنزل بطريقة راقية من الأثاث والفن والمنسوجات المستقدمة من أسواق السلع المستعملة والمحلات التجارية الكلاسيكية، حيث تقول روز: "أنا أحب تجاور الأشياء غير المتوقعة، فنحن لا نحاول أن نفكر في ذلك كثيرا، نشتري ما نحب، ومعظمه مستعمل، فنحن ندع الأشياء تتعانق وتتداخل".
أرسل تعليقك