تحتفل أوروبا في ديسمبر/كانون الأول من كل عام بعُطلة عيد الميلاد، وتزدحم منتجعات التزلج على الجليد بالزائرين، ولكنها مهددة اليوم بالغلق جراء كورونا، حيث تشعر بعض السلطات بالقلق من إعادة فتح المنحدرات للزوار خلال عطلة عيد الميلاد والعام الجديد وما بعده، خاصة مع ظهور موجة أخرى من انتشار الفيروس في القارة الأوروبية.
خطط الإنقاذ
تسببت بعض مراكز التزلج في تفشي فيروس كورونا خلال الموجة الأولى من الإصابات في الموسم الماضي، مما أدى إلى تسريع انتشاره في جميع أنحاء أوروبا، واليوم تؤكد المنتجعات أن لديها خططا للتخفيف من مخاطر تكرار الأزمة التي حدثت مطلع عام 2020، وتسعى إلى إنقاذ الموسم الجديد وسط الوباء، لكن قيود السفر والحاجة إلى التباعد الاجتماعي والخلاف بين الحكومات حول السماح للمنتجعات بفتح أبوابها من عدمه، يعرقل تلك الجهود، وفي هذا الصدد قال جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي: "لن يكون من الممكن السماح بقضاء عطلة عيد الميلاد على الثلج. نريد اتفاقًا بين الدول الأوروبية للعمل في انسجام تام".
وتتبنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقفا مشابها، لكن لا يوجد في ألمانيا سوى عدد قليل من المنتجعات، ويتدفق العديد من المتزلجين الألمان إلى بلدان أخرى. لكن ميركل تعترف أن الوصول لاتفاق سيكون صعبًا نظرًا للخلافات مع النمسا، وهي منطقة جذب كبيرة للتزلج، بحسب فوربس.
تعتمد النمسا بشكل كبير على السياحة القادمة من ألمانيا، والتي تتطلب حاليًا دخول أي شخص قادم من النمسا إلى الحجر الصحي، فيما هدد رئيس الوزراء الإيطالي بفرض إجراءات مماثلة للإيطاليين الذين يزورون النمسا للتزلج.
آمال وقيود
تعقد قيود السفر الأمور، حيث يذهب العديد من ملايين الأوروبيين الذين يتزلجون كل عام إلى الخارج للقيام بذلك، حيث تأمل بعض المنتجعات في فتح أبوابها على الرغم من العقبات، حتى لو انخفضت الأرقام بشكل حاد مقارنة بالموسم العادي.
بدأت المنتجعات السويسرية في فتح أبوابها، ولا تخطط لإغلاقها، على الرغم من العدد المرتفع نسبيًا للوفيات على المستوى الوطني المرتبطة بفيروس كورونا، فيما تخضع النمسا لحظر وطني ينتهي في 7 ديسمبر/ كنون الأول، وتأمل المنتجعات في إعادة فتح أبوابها قبل عيد الميلاد.
وتبقي فرنسا المنتجعات مفتوحة، ولكن المصاعد مغلقة في عيد الميلاد، حيث تضخ الآلات في منتجع باسو ديل تونالي في إيطاليا، ثلجًا صناعيًا على المنحدرات تحسباً لبدء الموسم، رغم توقف مصاعد الكرسي على الكابلات وإغلاق المطاعم.
وقالت ميشيل بيرتوليني، رئيسة أحد مجموعات الضغط المحلية التي تضم أصحاب عدد من المطاعم ومحلات تأجير معدات التزلج في منتجع باسو ديل تونالي الصغير في منطقة ترينتينو بإيطاليا بالقرب من النمسا وسويسرا: "إذا كنا نحن الإيطاليون الوحيدين الذين لن نفتح أبوابنا، فستكون كارثة اقتصادية"، موضحة: "إذا أغلقنا لكن فتحت مناطق أخرى أبوابها، فمن المحتمل أن يختار الإيطاليون قضاء عطلاتهم في بلد آخر وسيكون هذا كارثة مضاعفة".
ومن جانبه قال مدير هيئة السياحة في منتجع إيشجل أندرياس ستيبل، موقع أسوأ انتشار لفيروس كورونا في النمسا حتى الآن والذي شهد إصابة آلاف الأشخاص هناك الشتاء الماضي، بمن فيهم الزوار الأجانب الذين عادوا بعد ذلك إلى ديارهم: "نريد إرسال إشارة إلى أننا تعلمنا الكثير من تجاربنا، والعمل على استعادة الثقة".
ويعد إصلاح سمعة المنتجع أمرا ضروريا للمنتجع الذي أطلق على نفسه اسم "إيبيزا الألب" بسبب مشهده الاحتفالي. كان من المفترض في الأصل أن يفتح المنتجع في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن الموعد تأجل مؤقتًا حتى 17 ديسمبر/ كانون الأول.
خسائر كبيرة
وفي هذا الصدد قال كبير الاقتصاديين في مؤسسة الفكر الاقتصادي النمساوية Wifo أوليفر فريتز: "لم يعد هناك من يؤمن بانخفاض في الإيرادات النمساوية بنحو 20% فقط بعد الآن. كانت توقعاتي المتفائلة إلى حد تشير إلى نحو 30% طوال الفترة، ولكن حتى ذلك الرقم سيكون إنجازًا"، وسيعني ذلك تراجعا بمليارات اليوروهات بالنسبة للاقتصادات الوطنية. تقدر وزارة المالية أن عائدات منتجعات التزلج يبلغ نحو 800 مليون يورو في الأسبوع في النمسا وحدها، سيكون التأثير على المدى الطويل بالنسبة للمجتمعات المحلية أمرا مقلقا.
قد يهمك أيضًا
شاهد: وزير داخلية النمسا يُعلن أن مُنفذ هجوم فيينا سعى إلى الارتباط بـ"داعش"
طفل مصري يلهم النمسا في زمن "كورونا"
أرسل تعليقك