روما ـ أ.ف.ب
يملك رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي فرصا جيدة لتولي رئاسة الجمهورية في اليوم الثاني من تصويت برلماني حاسم لاخراج الاقتصاد الاوروبي الثالث من المازق السياسي الذي يتخبط فيه.
بعد فشله في انجاح الديموقراطي المسيحي والنقابي السابق فرنكو ماريني الذي حظى بموافقة مشتركة مع اليمين البرلسكوني في تصويتي الخميس حصل زعيم اليسار بيار لويدجي بيرساني صباح الجمعة على الضوء الاخضر من حزبه الديموقراطي لدعم رئيس المفوضية الاوروبية السابق رومانو برودي.
وقد يزول الغموض مساء في اعقاب الجولة الرابعة للتصويت التي لا يتطلب فيها الفوز سوى الحصول على الاكثرية المطلقة (504 اصوات).
في الدورة الثالثة التي بدات صباحا يطلب فوز المرشح الحصول على اكثرية الثلثين، وهو ما يستبعد ان ينجح فيه برودي عدو برلسكوني اللدود. بالتالي يتوقع ان تنتهي دورة الصباح بكثير من الاوراق البيضاء بما فيه من طرف اليسار. اما برلسكوني فلم يتوجه حتى الى التصويت.
وصرح بيرساني للناشطين المرحبين بان ترشيح الرجل الذي قاد الحكومة مرتين (1996-1998 و2006-2008) "يستجيب لمطلب البلاد".
لكن هذاالاعلان ادى الى استنفار معسكر رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني لا سيما وان برودي كان الوحيد الذي هزمه مرتين في حياته السياسية المستمرة منذ 18 عاما. وصرح مساعد برلسكوني ان "الحزب الديموقراطي ابرم معنا في البدء اتفاقا حول ماريني لكنه لم يستطع او لم يرد احترامه. برودي هو خيار خلافي".
وقال المقرب من برلسكوني ريناتو برونيتا ان "رومانو برودي ليس رجلا محايدا، انه يثير الانقسام. الشيوعيون فعلا لا يتعلمون".
للفوز برهانه على بيرساني الحصول على 9 اصوات، وهو امر لا يعتقد انه صعب علما انه منذ انتخابات اواخر شباط/فبراير التشريعية قادر على تعبئة 495 ناخبا كبيرا من اليساريين.
اما حزب خمسة نجوم برئاسة النجم الهزلي الصسابق بيبي غريلو فاكد انه سيدعم "حتى الدورة الرابعة" ستيفانو رودوتا الذي اختاره الناشطون في تصويت مسبق على الانترنت. لكن برودي كان على لائحة المرشحين المحتملين الذين اختارهم ناشطو الحركة الاحتجاجية في تصويت على الانترنت.
واثار قرار اليسار عدم دعم رودوتا غضب حركة خمسة نجوم والكثير من النواب والناشطين المنتمين الى الحزب الديموقراطي الذين لم يتفهموا رفض الحزب دعم اول رئيس للحزب اليساري الديموقراطي الذي انشئ عام 1991 على انقاض الحزب الشيوعي الايطالي.
وتحدث مدير صحيفة لا ستامبا ماريو كالابريزي عن "كارثة تطل من بعيد" لوصف الفوضى التي احاطت بالاختيار والخلافات ثم الفشل في ترشيح ماريني.
وقال "انها نتيجة عدم الشجاعة وعدم وجود افكار لامعة وواضحة ومعلنة بشكل مقنع ولذلك ايضا لم يفز الحزب الديموقراطي بالانتخابات".
وانتهت الانتخابات التشريعية بالفعل الى معادلة مستحيلة حيث يملك اليسار الاكثرية المطلقة في مجلس النواب لكن ليس في مجلس الشيوخ المقسوم الى ثلاث كتل متساوية النفوذ: اليسار، اليمين البرلسكوني وخمسة نجوم.
واعتبر المحلل السياسي والكاتب في موقع هافينغتون بوست ايطاليا فرنشيسكو مارتشيانو ان التصويت الرئاسي يشكل "من بين الاسوأ في تاريخ ايطاليا" وانه "يجري في بلاد بلا حكومة فعليا ومع احزاب عاجزة عن الاتفاق على اي شيء".
واتى ترشيح ماريني نتيجة تسوية بين يسار بيرساني ويمين برلسكوني على امل تشكيل حكومة ولو باقلية.
لكن هذا الاتفاق الذي اعتبره قسم من الحزب الديموقراطي اتفاقا مع الشيطان اثار غضب شباب الحزب الذين انهالت عليهم رسائل الناشطين، الى جانب رئيس بلدية فلورنسا ماتيو رنزي الطموح الذي يدعم برودي منذ بدء الترشيحات.
أرسل تعليقك