تتجه البيرو الاثنين الى دورة ثانية للانتخابات الرئاسية تتنافس فيها كيكو فوجيموري ابنة الرئيس الاسبق المثير للجدل البرتو فوجيموري التي احتلت الطليعة بفارق كبير عن خصمها اليميني خبير الاقتصاد بيدرو بابلو كوشينسكي في النتائج التي ما زالت جزئية.
ويفترض ان تتنافس فوجيموري التي حصلت على 39,18 بالمئة من الاصوات في الخامس من حزيران/يونيو في الدورة الثانية من الاقتراع مع هذا المصرفي السابق في وول ستريت البالغ من العمر 77 عاما والذي حصل على 24,25 بالمئة من الاصوات.
وتستند هذه التقديرات الرسمية التي نشرتها السلطة الانتخابية البيروفية فجرا على فرز اربعين بالمئة من الاصوات.
اما النائبة اليسارية الشابة فيرونيكا ميندوزا التي تعادلت لفترة قصيرة مع كاشينسكي، فقد حصدت 16,57 بالمئة من الاصوات. وكانت طبيبة النفس هذه التي تبلغ من العمر 35 عاما سجلت تقدما في نوايا التصويت في الاسابيع الاخيرة.
وقالت كيكو فوجيموري في مقر حملتها حيث تجمع مئات الاشخاص الذين ارتدوا قمصانا برتقالية كتب عليها الحرف الاول من اسمها ان "البيرو تريد المصالحة ولم تعد تريد نزاعات. نمثل صوت البيروفيين الذين يريدون وجودا للدولة".
وفي مؤشر الى انقسام البيروفيين في مواجهة هذه المرشحة اليمينية البالغة من العمر 40 عاما ويثير ارث والدها جدلا، كان وسم #براي-فور- بيرو (صلوا من اجل البيرو) الاكثر تداولا على موقع تويتر للرسائل القصيرة في هذا البلد.
- سؤال كبير -
وقال المدير التنفيذي لمرصد اميركا اللاتينية في معهد العلوم السياسية في باريس غاسبار استرادا لوكالة فرانس برس ان "السؤال الكبير هو +هل ستتمكن كيكو فوجيموري من تخطي قاعدة ثلث الاصوات؟ اليس هذا ايضا سقفا؟+ ففي الدورة الثانية يمكن ان تعقد تحالفات مخالفة للطبيعة لقطع الطريق على شخصية ما".
وجرى الاقتراع بهدوء على الرغم من القلق الذي يثيره هجومان استهدفا السبت الجيش ونسبتهما السلطات الى فلول حركة "الدرب المضيء" الماوية. وقد اسفرا عن سقوط سبعة قتلى في وسط البلاد.
وكانت كيكو فوجيموري التي تشير الاستطلاعات منذ اشهر الى انها الاوفر حظا للفوز وتعول على خطة امنية طموحة، بدأت يومها باعداد نقانق امام كاميرات التلفزيون، لافطار عائلي. ثم ظهرت بعد ذلك مبتسمة وهي تدلي بصوتها في حي سوركو الراقي جنوب العاصمة.
ويرى قسم من البيروفيين ان والدها البرتو فوجيموري رئيس البلاد من 1990 الى 2000 هو الرجل الذي كافح حركة الدرب المضئ. لكنه يمضي عقوبة بالسجن 25 عاما بعد ادانته بالوقوف وراء مجزرتين ارتكبتهما وحدة قوات خاصة في 1991 و1992 في اطار مكافحة حركة التمرد.
وما زال البيروفيون منقسمين حول ارث الرئيس الاسبق الذي يبلغ من العمر اليوم 77 عاما وادين ايضا بالفساد، ويؤثر ذلك على مسار ابنته سلبا او ايجابا.
وقالت الطالبة انخيلا ريوس (18 عاما) التي صوتت في مدرسة في العاصمة البيروفية "لا يمكن الحكم على شخص بسبب ما فعله والده"، مؤكدة ثقتها بان "فوجيموري ستعزز الاقتصاد وستحسن التعليم".
- حملة غير عادية -
من جهته، قال ويلفريدو بينيا عامل الصيانة البالغ من العمر 55 عاما "نريد تغييرا. الامن للمواطنين وامن الوظيفة"، مؤكدا دعمه لرئيس الوزراء بيدرو بابلو كوشينسكي.
ولم تكن الحملة عادية اذ انها اتسمت بتطبيق قانون جديد يحظر توزيع الاموال او الهدايا، تحت طائلة الاستبعاد، مما اثار انتقادات حادة. ومن اصل 19 مرشحا كانوا مسجلين في البداية، انسحب تسعة.
وسيواجه الرئيس او الرئيسة المقبلة الذي سيتولى مهامه في 28 تموز/يوليو، تحديات عدة.
وتشهد البيرو التي تعد من الدول التي تسجل نموا بفضل ثرواتها الطبيعية (مناجم)، تباطؤا اقتصاديا بتوقعات نمو تبلغ 3 بالمئة في 2016، ويعاني عدد من سكانها من فقر مزمن. وهي احدى الدول الاولى المنتجة للكوكايين في العالم.
أرسل تعليقك