عشية الانتخابات النيابية التاريخية في بورما التي قد تتيح لزعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي الوصول الى السلطة، تزايدت السبت مؤشرات القلق الناجم عن تعذر اشراف المراقبين على التصويت المبكر للعسكريين.
وقال الكسندر غراف لامبسدورف رئيس مهمة المراقبين الاوروبيين لوكالة فرانس برس ان "العملية الانتخابية كانت ستتسم بمزيد من الشفافية لو سمح لنا بارسال مراقبين" الى الثكنات التي اجري فيها التصويت المبكر.
ويعتبر جنود الجيش البورمي القوي الذين يتفاوت عددهم بين 400 و500 الف، كما تفيد التقديرات، مكونا لا يستهان به في اطار هيئة ناخبة يفوق عددها 30 مليون ناخب.
وفي 20 تشرين الاول/اكتوبر، اعرب رئيس مهمة المراقبين الاوروبيين عن ارتياحه لحصوله من قائد الجيش الواسع النفوذ الجنرال مين اونغ هلاينغ، على الموافقة للاشراف على التصويت في الثكنات، ورأى في ذلك مؤشرا الى حسن نية ورثة المجلس العسكري الذي اقدم على حل نفسه في 2011.
لكن قائد الجيش لم يرافق موافقته بتعهد خطي مما ادى الى خيبة امل المراقبين فيما كان دخول الثكنات واحدا من ابرز اسباب القلق لديهم.
وقد تزايدت مؤشرات القلق في الايام الاخيرة حيال رد فعل السلطة التي يتولاها جنرالات سابقون انخرطوا في الاصلاحات منذ 2011، على الفوز المحتمل لحزب زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي.
وحذر الرئيس ثين سين الجنرال السابق وآخر رئيس وزراء ايام المجلس العسكري، من محاولة الاقتداء بالثورات الشعبية "للربيع العربي". لكنه اكد في كلمة متلفزة مساء الجمعة ان "الحكومة والجيش سيحترمان نتيجة التصويت".
واعرب فيل روبرتسون مندوب منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية الذي ارسل الى رانغون للاشراف على الانتخابات، عن قلقه من الا يقتدي بالرئيس ثين سين انصار الخط المتشدد بين ورثة المجلس العسكري.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال روبرتسون ان "الرئيس قال انه سيقبل النتائج وهذا جيد (...) لكن ذلك لا يعني ان الناس خلفه، بمن فيهم الجيش البورمي الذي يمسك فعلا بالسلطة في الكواليس هنا سيقتدون به".
واعربت الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية التي تتزعمها اونغ سان سو تشي عن تخوفها من حصول غش وتزوير، خصوصا خلال عمليات التصويت المبكرة.
واتسم التصويت المبكر في الخارج بالفوضى ايضا.
ولأنه لم يجر اي استطلاع للرأي، حاول البعض اليوم السبت ان يتوقعوا نتائج هذه الانتخابات التاريخية.
ومنذ بضعة اسابيع، يتقاسم البورميون على شبكات التواصل الاجتماعي صور القرابين الموضوعة امام صورة اونغ سان سو تشي، وهذه عادة مألوفة في المعابد البوذية.
وفي هذا البلد الذي يؤمن كثيرا بالخرافات، غالبا ما اضطلع المنجمون بدور المستشارين السياسيين، خصوصا خلال فترة حكم المجلس العسكري.
ومنذ اعلان الاستقلال عن الاستعمار البريطاني السابق في 1948، الى القرار المفاجىء للجنرالات بنقل العاصمة من رانغون الى نايبيداو في بداية العقد الماضي، اضطلع علم الاعداد وعلم الفلك بدور لا يستهان به.
وموعد الانتخابات بحدد ذاته الذي تحدد اجراؤها في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، اثار تكهنات واسعة لدى الناس الذين تساءلوا هل ان هذا الموعد فأل خير ام لا.
وقال سان زار ني بو أشهر المنجمين في بورما، ان الثامن من تشرين الثاني ملائم لفوز امرأة.
واكد هذا المنجم ان "بطاقة التارو التي تحمل الرقم ثمانية تظهر امرأة جميلة تقفل فم اسد". وقد تميز في السابق بتوقعاته المؤيدة لاونغ سان سو تشي. والاسد هو رمز حزب الاتحاد والتضامن من اجل التطور الذي يتولى السلطة.
وفي احد شوارع رانغون التجارية الصغيرة، ابدت هنين اون مار يي، المنجمة التي تبلغ الخامسة والاربعين من العمر، رأيها ايضا في انتخابات يوم غد الاحد.
وقالت ان "هذه البطاقة تظهر ان الفائز سيكون الشخص الذي سيختاره الناس رئيسا (...) من سيختار الناس؟ الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية، بالتأكيد".
أرسل تعليقك