رام الله - كمال اليازجي
دمرت مدينة تل ميجدو القديمة بواسطة النار قبل 3 آلاف عام، وهي مدينة شرقية تربط آسيا وأفريقيا، حيث اشتعلت النيران في المدينة التي تقع بالقرب من مدينة حيفا ما جعلها تتحول إلى جمر مشتغل وطوب طيني متفحم، وتشير أدلة جديدة إلى أن الحريق ربما يكون أكثر كثافة مما كان يُعتقد سابقا، حيث تحطمت المدينة ما بين ساعتين إلى 3 ساعات، وكانت ميجدو مستوطنة تاريخية مهمة لوقوعها في أعلى التل حيث تربط طرق التجارة من البحر مع مستطونات منطقة الهلا الخصيب، وهي المنطقة التي تغطي العراق وإيران وسورية.
ويُعتقد أن الزراعة ظهرت هناك، ويُعتقد أن المدينة كانت مسرحًا لعدد من المعارك بما في ذلك الغارات والغزوات من قبل البحارة الإيجيين والآشوريين والمصريين والإمبراطوريات الأخرى، وفي حين أن عدد سكان المدينة غير معروف إلا أن حطامها مبعثر حاليا في عدد من المواقع داخل المستوطنة بمساحة 25 فدان.
ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج تقدم نافذة ليس فقط على كيفية تدمير ميجدو ولكن أيضا بشأن كيف أثرت الحرائق على المستوطنات الأخرى من الطوب الطيني، وللحفر في ماضي ميجدو أجرى الباحثون تجارب على الطوب الطيني محلي الصنع، وكان الطين مادة بناء وفيرة لبناء المستوطنات في المناطق الجافة والحارة لآلاف السنين باعتباره مادة متينة ووفيرة ومجانية، وقدم الباحثون من معهد وايزمان الإسرائيلي للعلوم طوب مصنوع من التربة والقش والمياة قبل مزجهم معا وفقا للطريقة التي لا تزال تستخدم اليوم في المنطقة، وعرض الباحثون هذا الطوب لدرجات حرارة شديدة مثل تلك الحرائق في ميجدو، وتم مزج الطوب بمكوناته جيداً مع الحرارة لمعرفة الوقت المستغرق ليصل قلبه إلى درجة حرارة 600 مئوية.
وأوضح الباحثون في الدراسة التي نشرت هذا الشهر في مجلة journal Antiquity " عن طريق تسخين الطوب التجريبي من مختلف الأحجام والأشكال والتراكيب في درجات حرارة عالية، يمكن حساب الحد الأدنى للمدة بالنسبة إلى الحريق القديم"، ووفقا لموقع
LiveScience كان الطوب الأكبر الأبطأ في الدفء كما هو متوقع بسبب زيادة الحجم، إلا أن تغيير كمية القش لم يكن لها أثر يذكر على معدل تسخين الطوب، وأفاد الباحثون " تم تطبيق المعادلات الناتج على الطوب من ميجدو المحطمة في نهاية العصر الحديدي الأول، حيث استمر الحريق لما لا يقل عن ساعتين -3 ساعات وهي فترة أقصر بكثير مما كان يتوقع"، وعلى الأرجح أن اللهيب زاد بسبب محتويات منازل الناس مثل القماش والخشب والنفط والمواد الغذائية.
وتقدم هذه النتائج نظرة ثاقبة عن الظروف المسؤولة عن سقوط ميجدو لكنها لا تقدم القصة كاملة ما دفع الباحثون إلى إضافة عنصر الشك لنتائجهم، وأفادت روث شاهاك عالمة الآثار الجغرافية في حيفا " من الواضح أن هناك الكثير من القيود، ونحن مدركون تماما أن التجربة التي أجريت في المختبر في ظروف تم التحكم فيها لا تحاكي ما حدث في الماضي".
أرسل تعليقك