مدريد - البحرين اليوم
اكتُشفت جنوب إسبانيا، البوابة المفقودة للقصر الإسلامي الأسطوري لمدينة الزهراء الأندلسية التي دمرتها النيران أثناء الحرب الأهلية عام 1010.وبُني القصر الذي يعني اسمه "المدينة المشرقة"، كمركز للسلطة بواسطة عبد الرحمن الثالث، وهو الخليفة الأول لقرطبة، ابتداء من نحو 936م و940م.
وازدهرت مدينة الزهراء لمدة 70 عاما، قبل أن تُسلب وتُحرق من قبل المتمردين البربر في انتفاضة شهدت في نهاية المطاف تفكك الخلافة.
وفي القرون التالية، تم نهب أنقاض المدينة لبناء مبان أخرى بعيدة مثل مراكش. ووقع حفر الموقع لأول مرة في العشرينيات من القرن الماضي، حيث لم تكشف الجهود المبذولة حتى الآن، سوى عن نحو 10% من المجمع الضخم.
ويأمل العلماء في أن يزيد اكتشاف البوابة في فهمهم لأعمال القصر، لا سيما ساحة الاستعراض التي يُعتقد أن البوابة هي المدخل الشرقي لها.وتقع مدينة الزهراء على بعد نحو 6 كم غرب قرطبة في سفوح سييرا مورينا، حيث كانت تهيمن على السهول المحيطة بها.وقال عالم الآثار ألبرتو كانتو من جامعة مدريد المستقلة، الذي قاد أعمال الحفر: "البوابة الشرقية وقفت على رواق انهار بالنار التي دمرت المدينة، لقد انهار كل شيء.. ولذا وجدنا بقايا البلاط مدفونة، مثل الخشب والمسامير والعتبات والمُفصِّلات والحلي".
وإلى جانب حطام البوابة، اكتشف الفريق الأثري فحما يُعتقد أن ناتج عن النار التي دمرت البوابة.ويُعتقد أن البوابة المفقودة هي مدخل ساحة العرض الفسيحة للقصر والتي كانت بحجم ملعبين لكرة القدم، حيث يجتمع حراس الخليفة.كما يعتقد العلماء أيضا أن البوابة "المفقودة" كانت بارتفاع طابقين على الأقل، ووقع بناؤها بأسلوب مماثل لأبواب مسجد قرطبة في الأندلس، وربما كان مضمنا في رواق مملوء بزخارف نباتية زرقاء.
وامتدت مدينة الزهراء على مساحة تبلغ 112 هكتارا، ويقال إن 10 آلاف عامل قاموا ببنائها عبر عدة سنوات، ويشار إلى أن المدينة تضم إلى جانب ساحة العرض الكبيرة مكاتب إدارية وحكومية وثكنات عسكرية وحمامات وثلاث حدائق ومساجد وقاعات استقبال ومساكن ومدارس واسطبلات وورش، وكان قلب مدينة الزهراء قاعة استقبال يشار إليها باسم 'Salón Rico' (قاعة الأغنياء).
ووسط هذه القاعة كان يوجد صهريج مملوء بالزئبق إذا سطعت عليه الشمس تنعكس أشعتها على جوانبه بأضواء ساحرة، وهي أحد الأساليب التي استخدمها الخليفة للترفيه عن ضيوفه.تم تصميم مدينة الزهراء "المشرقة" على غرار القصر الأموي القديم في دمشق، وهي خطوة تهدف إلى أن تكون رمزا للعلاقة بين الخليفة وأسلافه.وبين البناء الأول لقصر المدينة ووفاة عبد الرحمن الثالث عام 961، يقال إن الحاكم أنفق ثلث عائدات خلافته السنوية على تطوير المجمع الرائع.
قد يهمك أيضا
"البحرين للثقافة" تؤكد أن المنجزات الحضارية تتحقق عبر تعاون الجهات العامة والخاصة
اتحاد الغرف السياحية المصري يكشف خطة لرفع كفاءة العنصر البشرى
أرسل تعليقك