المنامه-البحرين اليوم
أكدت الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم الأستاذة أحلام أحمد العامر أن الوزارة مستمرة في تطوير مناهج جميع المراحل الدراسية، وتعزيزها بمشروعات تطويرية نوعية، بما يحقّق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة، ويستجيب للمستجدّات الحديثة والتغييرات المتلاحقة في المجالات المعرفيّة والتكنولوجيّة والتقنيّة، ويتماشى مع الرؤى الوطنيّة، ويحقق أهداف التنمية المستدامة، ومهارات القرن الحادي والعشرين، ومفهوم «التعلّم مدى الحياة»، ويلبي حاجات المتعلّم والمجتمع وسوق العمل. وأضافت، في تصريح خاص لــ«أخبار الخليج» أن رؤية الوزارة وخططها على صعيد الارتقاء بالمناهج تأخذ بعين الاعتبار دعم المسيرة التعليميّة بمختلف مستوياتها، والانسجام مع التطلّعات والمصالح الوطنيّة، تحقيقًا لبرنامج الحكومة والإطار الوطني للأولويات الحكومية.
وعلى صعيد مناهج اللغة العربية تحديدًا قالت العامر إن قطاع المناهج والإشراف التربوي يولي الارتقاء بمستوى هذه المناهج اهتمامًا بالغًا، ضمن خطته الاستراتيجية، وهو من أولويّاتها؛ كون اللغةِ العربيّة هي لغتنا الأمّ، ومناطَ الهويّة القوميّة، وأهمَّ مقوّمات الثقافة الوطنيّة، ولغة التعلم، حيث إن النهوض بقدرات الطالب في اللغة العربية ينعكس إيجابًا على مستوى استيعابه وتفوقه في تلقي العلوم الأخرى تطوير شامل وعن أبرز وأحدث جوانب التطوير في مناهج اللغة الأم، أوضحت الوكيل المساعد أنه قد تم تطوير الوثائق المناهجيّة للتعليم الأساسيّ والتعليم الثانويّ، وتأليف كتاب خبرة (هيّا إلى المدرسة) لرياض الأطفال، وكتاب (نتهيّأ للمدرسة) للصفّ الأول الابتدائيّ، وكتاب اللغة العربيّة للصفّ الأول الابتدائيّ والموادّ التعليميّة المساندة له، وتطوير كتاب القراءة للصفّ الرابع الابتدائيّ بإدراج ستَّةِ نصوص جديدة، مع تطوير المعالجة التعليميّة للنصوص القرائيّة في ضوء معايير نصوص الامتحان الدولي للمهارات القرائية (بيرلز)، وتطوير كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي، وتطوير كتب المرحلة الإعدادية، وتأليف كرّاسة الخطّ للصفّ الرابع الابتدائيّ، وتأليف كرّاسة الخطّ للصفّ الخامس الابتدائيّ، وتأليف كرّاسة الإنتاج الكتابيّ (دروب الكتابة) للصفّ الخامس الابتدائيّ، وتأليف كراسة السرد الكتابي للصف السادس الابتدائي والتي تعزز مهارات التواصل وكفايات الإنتاج الكتابي وقيم المواطنة، وتأليف كرّاسة الإنتاج الكتابيّ للصفّ الثالث الإعداديّ، وتطوير مقرّر من فنون الأدب - عرب 102 للمرحلة الثانوية، إضافة إلى تطوير مقرّر الأدب البحرينيّ - عرب 301. وتطوير مقرّر النصّ على النصّ - عرب 302. وتأليف مقرّر الأدب والحضارة في العصر العبّاسيّ والأندلسيّ - عرب 214.
الجانب التدريبي وعلى صعيد التدريب وتعزيز القدرات تم تنفيذ المشروع الوطنيّ لتدريب المعلّمين المستجدّين على مهارات تدريس مادّة اللغة العربيّة لمعلِّمي صفوف الحلقة الأولى، وتمهين المعلّم الأول بإعداد المادّة التدريبيّة النوعية، وتدريب المعلّمين الأوائل للغة العربيّة بالمرحلة الإعداديّة على تعليميّة القراءة (النص السرديّ)، وعلى تعليميّة الكتابة (الموضوع الحجاجيّ)، وتدريب المعلمين الأوائل على بناء الامتحانات وفق مواصفات علميّة، وتنفيذ ورشة تدريبيّة بعنوان «توظيف عمليّات الفهم في بناء أنشطة تعلّم القراءة في الكتاب المدرسيّ»، وورشة بعنوان «توظيف مهارات القرن الحادي والعشرين في بناء أنشطة التعلّم في الكتاب المدرسيّ»، أما بخصوص الامتحانات الوطنيّة فقد تم عقد اللقاءات التربويّة، والدورات التدريبيّة للمعلّمين الأوائل والمعلّمين للارتقاء بكفاءتهم التدريسيّة، وتحسين مستويات الطلبة التحصيليّة في هذه الامتحانات.
مشروع اقرأ وبينت العامر أن مشروع اقرأ الذي يقوم على تخصيص حصّة يوميّة للقراءة قد أسهم بصورة واضحة في نشر ثقافة القراءة بين الطلبة، وفي تحفيزهم على تنويع ما يقرؤون، وفي تنمية تجاربهم الذاتيّة في التعامل مع المادّة المقروءة فهمًا وتقييمًا. وقد أسهم قطاع المناهج في تأسيس المشروع، واهتمّ اختصاصيّو مناهج اللغة العربيّة بالمتابعة الميدانيّة لتنفيذ حصص القراءة المطبّقة في المدارس، عن طريق إعداد أدوات قياس مقنّنة تتمثّل في استبانات قياس أثر تطبيق المشروع في المدارس، إضافة إلى التقارير التحليليّة، والرسومات البيانيّة، وذلك لتحقيق هدفين أوّلهما: رصد مدى تقدّم الطلبة في مستوياتهم القرائيّة، وثانيهما: تقديم التغذية الراجعة في سبيل تطوير مهارات الفهم القرائيّ.
وأوضحت العامر أن هذا المشروع يهدف إلى تنمية قدرة الطلبة على القراءة، وتشجيعهم على الإقبال على المطالعة، بوصفها نشاطًا أساسيّا، لإكسابهم المهارات المعرفيّة المتنوّعة؛ فإتقان القراءة شرطٌ لفهم الموادّ المختلفة، كما يهدف المشروع إلى ربط الكفاءة القرائيّة للطلبة بحاجاتهم المتنوّعة في سياقات الحياة اليومية وشواغلهم النّاشئة عن تطوّر العصر ومتطلّبات المجتمع وقد تم تنفيذ برنامج تدريبي لتزويد المعلمين بمهارات تطبيق هذه الاستراتيجية، مع تنفيذ بحث ميداني بشأن واقع القرائية في المدارس الابتدائيّة الحكومية، وإعداد المسودة الأولى لوثيقة استراتيجية القرائية في اللّغة العربيّة ومراجعتها، وتحديد قائمة بالكلمات البصرية للحلقة الأولى من التعليم الأساسي وطباعتها وتوزيعها على المدارس للاستفادة منها خلال تدريس القراءة، وإعداد إثراءات إلكترونية (أنشودتان تعليميّتان للحروف العربيّة، ولعبة تعليميّة تفاعليّة)، وتوزيع لوحات الحروف الهجائية المصورة مصحوبة بقرص مدمج يحتوي على أناشيد مساعدة على التعلّم الجيد لنطق الحروف.
وأكدت الأستاذة أحلام العامر أن الوزارة عمِلَت منذ العام الدراسيّ 2012- 2013م على تنفيذ برنامج متكامل لدعم الطّلبة ضعاف التحصيل في اللّغة العربيّة، عن طريق تطبيق أربعة مستويات من سلسلة (أحبُّ العربيّة) الصادرة عن مكتب التربية العربي لدول الخليج، وتتمثّل هذه المستويات في: المستوى التمهيديّ، والمستوى الأوّل، والمستوى الثاني، والمستوى الثالث. وتمّ اختيارها لما تتضمّنه من مادّة علميّة ملائمة لاحتياجات الطلبة، ومناسبة لمستواهم المعرفيّ والنفس حركيّ. ويهدف هذا البرنامج إلى تنمية مهارات فنون اللّغة الأربعة (القراءة والكتابة والاستماع والتحدث)، بتوفير استراتيجيات وأنشطة تتواءم وهذه الفئة المستهدفة، تعزيز مهارات التواصل والّتي هي من مهارات القرن الحادي والعشرين وأكدت العامر أن مملكة البحرين قد تصدّرت دول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا في نسبة التّعلّم، إذ أفاد تقرير البنك الدّولي في 2019 أنّ أغلبيّة الأطفال (حوالي 68%) في مدارس مملكة البحرين يتقنون القراءة وفقًا للمعايير الدوليّة المعمول بها إتقانًا كاملاً، كاشفًا أن نسبة الانقطاع عن التعليم في البحرين لا تتجاوز 2%، وهي من أقل النسب في المنطقة والعالم وتؤكّد هذه النّتيجة أنّ نسبة التقدّم عالية في تحقيق الهدف الرّابع من أهداف التّنمية المستدامة للعام 2030 الذي يعني بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، حيث عرض البنك الدولي مفهوم فقر التعلم، وذلك بالاعتماد على البيانات الجديدة التي تم تطويرها بالتنسيق مع معهد اليونسكو للإحصاء.
وأوضحت أن فقر التعلم يعني عدم القدرة على قراءة نص بسيط وفهمه في سن العاشرة، وعليه فإن قدرة الطلبة على القراءة بشكل مستقل وفهم المقروء والتعبير عنه تعتبر دلائل على تحقيق المستوى الأساسي وهو تعلم القراءة لينتقل الطالب بعدها إلى المستوى الأعلى وهو القراءة من أجل التعلم.
قد يهمك ايضا :
أجانب من دول عدة يتعلّمون اللغة العربية في دمشق للتفاعل مع حياتهم الجديدة
باكستاني يتسلق الجبال لالتقاط إشارة "الإنترنت" على حاسوبه المحمول
أرسل تعليقك