عدن _ حسام الخرباش
تواصل القوات الحكومية اليمنية إتلاف مخلفات "الحوثيين"، من الألغام التي تزرع بشكل عشوائي، في المناطق التي شهدت معارك في السابق وسيطرت قوات الجيش اليمني عليها، وأتلفت وحدات الهندسة العسكرية للمنطقة العسكرية الرابعة التي تقود الجيش في لحج وعدن وتعز وأبين، كميات من الألغام والمتفجرات، في منطقة العلم في محافظة عدن، وذلك بالاشتراك مع المركز التنفيذي لمكافحة الألغام، وأزالت الوحدات المتخصصة الألغام التي فجرتها المنطقة العسكرية الرابعة، من محافظة لحج جنوبي اليمن، وأتلفت قوات الجيش "وحدات الهندسة العسكرية"، في الساحل الغربي لتعز، ألغاماً زرعها الحوثيين، بشكل عشوائي في الطرقات العامة والمناطق السكنية في جبهات القتال، في الساحل الغربي "المخا-موزع".
وكشف المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد الانتهاكات وحقوق الإنسان، مطهر البذيجي، في مقابلة خاصّة مع "صوت الإمارات"، أنّ التحالف رصد ووثق 2258 حالة تضرر بشرية ومادية خلفتها الألغام التي زرعتها قوات الحوثيين منذ بداية الحرب التي دخلت عامها الثالث وتنوعت الأضرار بين قتل، إصابة، تفجير منشآت، تفخيخ مركبات وجسور، مزارع وآبار.
وأوضح البذيجي أن الألغام التي يزرعها الحوثيين في المدن والمنازل، والشوارع والطرقات والمدارس والمرافق والساحات العامة التي اجتاحتها جماعة الحوثيين، منذ استيلائها على المدن بقوة السلاح تسببت بأضرار وخسائر بشرية كبيرة ولازال خطرها قائماً، لعدم وجود خرائط تساعد بإزالتها كاملة.
وبيّن البذيجي أنّ زراعة الألغام توزعت بين العديد من المحافظات اليمنية، وهي تعز، مأرب، البيضاء، لحج، عدن، إب، صنعاء، أبين، الجوف، الضالع، عمران، شبوة، صعدة، حجة، وذمار، وأشار البذيجي إلى أن عدد القتلى من المدنيين بالألغام يتجاوز بكثير عدد القتلى من العسكرين ما يوضح بأن خطر الألغام يهدد المدنيين بشكل أساسي، حيث أنه وثق 615 حالة قتل جراء حوادث انفجار الألغام في المحافظات المذكورة، بينها 101 حالة قتل، تعرض لها أطفال يمنيون دون سن السادسة عشرة، و26 حالة قتل من النساء، في حين بلغ عدد القتلى المدنيين 533 شخصًا مقابل 82 حالة قتل في أوساط العسكريين.
وأشار البذيجي إلى أن التحالف اليمني لرصد الانتهاكات وثق 924 حالة إصابة جراء انفجار الألغام بينها 160 حالة تعرض لها أطفال، و36 حالة تعرضت لها النساء، بينما وصل عدد الجرحى المدنيون 682 شخصًا، ومعظم من تسببت الألغام بإصابات لهم غير قادرين على العيش بشكل طبيعي والعمل وذلك بسبب الأضرار الكبيرة والإعاقات التي تنتج عن الإصابة بلغم ما يضاعف من معاناة أسر المصابين .
ودعا البذيجي قوات الحوثيين إلى سرعة تسليم خرائط الألغام التي زرعتها حتى اللحظة، والامتناع عن زراعة الألغام المحظورة دوليا لتفادي سقوط المزيد من المدنيين بالألغام حيث سيتم اتخاذ الإجراءات من قبل الجهات المعنية لنزعها وتحذير السكان من هذه المناطق إلى حين التأكد من نزع الألغام فيها وتأمينها، مطالبًا الحكومة اليمنية بتكثيف جهود التوعية بمخاطر الألغام ومسح المناطق المحررة، وتحديد أماكن زراعة الألغام، وعدم السماح للمدنيين بدخولها حتى الانتهاء من تطهيرها، والتأكد من خلوها من أي ألغام تشكل خطورة على حياتهم، وناشد المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد الانتهاكات وحقوق الإنسان الدول الموقعة على معاهدة حظر الألغام "اتفاقية أوتاوا"، للمساعدة في تأهيل فرق نزع الألغام وتوفير المعدات اللازمة لكشف ونزع الألغام والضغط على الحوثيين للتوقف عن زراعة الألغام، وتسليم خرائط الألغام ليتم نزعها الأمر الذي سيساعد بتحجيم خطر ألغام الموت على المدنيين.
أرسل تعليقك