برلين ـ وكالات
تتواصل فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي فتح أبوابه السبت للجمهور أيضا، وقد حظيت عدد من المواضيع الثقافية والسياسية بحيز من النقاش ومن ضمنها قضايا الربيع العربي ونتائجه وتأثيره على المشهد الثقافي.
شكل الربيع العربي بؤرة الحضور العربي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هذه السنة، حيث خصص المنظمون حلقات للنقاش مع كتاب ألمان وعرب، تتناول الأوضاع في مصر وتونس وليبيا واليمن. غير أن الاحتجاجات التي تشهدها سوريا في الوقت الحالي ظلت هي الأكثر حضورا. وقد خصصت إدارة المعرض لقاء خاصا مع الكاتبة والمترجمة الألمانية لاريسا بندر لتقديم الكتاب الذي أشرفت على نشره " سوريا، الطريق الصعب نحو الحرية". وهو الكتاب الذي يعرض شهادات عدد من النشطاء والكتاب حول الوضع السوري المتأزم.
كما شكل وضع النساء في ظل الثورات العربية محورا للنقاش، حيث تحكي الكاتبة التركية نيكلا كيليك التي سافرت في عز الثورات العربية إلى عدد من الدول العربية عن شهادتها حول نساء يطمحن إلى الحرية، وتشاركها في النقاش وزيرة شؤون اندماج المهاجرين في ولاية بادن-فوتمبرغ "بيلكاي أونيي".
ويذكر هنا أن المعرض فتح أبوابه اليوم السبت لجمهور القراء بعد أن اقتصرت الثلاث الأيام الماضية على الزائرين المتخصصين والناشرين والتجار.
وعن الوضع الثقافي في مصر عقب التغييرات السياسية التي حصلت وصعود الإخوان المسلمين إلى الحكم، خُصص لقاء مشترك بين الكاتب المصري خالد الخميسي والفنانة فيروز كراوية رفقة المستشرق الألماني يوهانس إبرت والرسام الألماني شتيفان فينكلر و المترجمة لاريسا بندر.
وتبقى للحكايات العربية ذات البعد الأسطوري مكانة خاصة في المتخيل الغربي، حيث تناقش الكاتبة والمستشرقة الألمانية كلاوديا أوت في لقاء خاص تحت عنوان"1001 ليلة" ملامح من الحكي العربي وعوالم ألف ليلة الغنية بالقصص. كما يشكل حضور الكاتب الجزائري بوعلام صنصال إضافة للحضور العربي في معرض فرانكفورت حيث سيلتقي بجمهوره لتقديم كتابه "4001 سنة من الحنين".
تجدر الإشارة إلى أن العشرات من دور النشر العربية تشارك هذه السنة في معرض فرانكفورت الدولي، تتقدمهم دور النشر اللبنانية بأربعة وعشرين دار للنشر، تليها الإمارات العربية المتحدة التي تشارك بعشرين دار للنشر، فمصر بأربعة عشر دار للنشر. إضافة إلى دور نشر من دول عربية أخرى وهي: العراق، السعودية ، البحرين، قطر، سوريا، الأردن، الكويت، تونس، والجزائر.
وشكلت سنة 2004 سنة خاصة بالنسبة للعالم العربي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث اختارت إدارة المعرض " العالم العربي" ضيفا للشرف، وهو تقليد سنوي يتم التركيز فيها على دولة أو منطقة جغرافية معينة. وقد كان الجانب الألماني في ذلك الوقت قد عبر عن رغبته بالتعرف على الثقافة العربية والإسلامية، وخلق جسور للتواصل بين المثقفين الألمان والعرب.
غير أن هذه المشاركة شهدت العديد من الاختلالات التنظيمية، حيث تأخرت جهات عربية في تقديم برنامج المشاركة النهائي. إضافة إلى مشاكل حدثت بين اتحاد الناشرين العرب ووزارات الثقافة العربية. كما ساد نقاش في الساحة الثقافية العربية آنذاك حول فكرة مقاطعة معرض فرانكفورت.
واعتبر عدد من الكتاب والمثقفين العرب، أن فكرة اختيار كل الدول العربية كضيف شرف، هو نوع من الإجحاف في حق الثقافة العربية الغنية. فبالرغم من وجود نقط ثقافية مشتركة بين الدول العربية، فإن لكل دولة عربية خصوصية وثقافة محلية خاصة.
أرسل تعليقك