حول عدد من الفنانين التشكيليين الأردنيين مع أهالي منطقة جبل القلعة الأثرية بوسط العاصمة الأردنية عمان شوارع المنطقة إلى معرض مفتوح للفنون ضمن مشروع "انعكاس حضري"، الذي اجتذب أيضاً مشاركة سكان المنطقة.
رسومات رائعة الجمال انتشرت على الجدران في منطقة جبل القلعة بشرق عمّان ضمن مشروع "انعكاس حضري" الهادف إلى ربط الفنانين المحليين بالمجتمع وخلق أعمال من شأنها التدخل في "إعادة تأهيل والاستجابة لتاريخ وثقافة" منطقة القلعة الأثرية الجميلة. تقول صاحبة فكرة المشروع نهلة الطباع في حوار مع DW عربية إن المشروع جاء ليساعد المشاركين وخاصة الفنانين منهم على الاتصال بمناطق مختلفة من المدينة و"مخاطبة قضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية ومعمارية"، على ألا يقتصر الفن العام على مجرد عنصر تجميلي للمكان، "وإنما يكون مقروناً بأبعاد وأهداف أكثر".
وتضيف الطباع أن من أهداف المشروع أيضاً "تشجيع المجتمع المحلي" على الأعمال الاجتماعية وإعادة الروابط المجتمعية "التي نفتقدها في الوقت الحالي" والإحساس بالانتماء إلى المكان وإكساب المجتمع المحلي فرصة للتعبير والاستفادة من تبادل الخبرات.
وبدأ المشروع بستة فنانين مع مجموعة صغيرة من أهالي المنطقة، ثم سرعان ما زاد العدد إلى 22 فناناً كما زاد عدد المشاركين من السكان. وتبين الطباع أن المشروع ينقسم إلى أربع مراحل، أولاها اتصال الفنانين بالمجتمع المحلي في جبل القلعة "لاستنباط أفكار للوحاتهم"، وثانيها إعداد نماذج للأعمال الفنية المقترحة وعرضها على مجموعة عمل من الأهالي. أما المرحلة الثالثة فتتعلق يتنفيذ الأعمال الفنية "التي نالت الموافقة"، بينما تشمل المرحلة الرابعة "استكشاف تأثير المشروع" على سكان المنطقة وتوثيق انطباعاتهم بالفيديو.
ويقول مايك خالد رحمة، وهو مشرف إداري وتنظيمي في المشروع، إن القائمين على المشروع لم يتوقعوا الإقبال والتشجيع الذي صدر من أهالي المنطقة، "فهم لم يعتبرونا ولو للحظة غرباء بل على العكس أقدموا على التعرف علينا مما شكل علاقة مودة واحترام فيما بيننا". ويضيف أن الأهالي كانوا لا يتأخرون عن مد يد العون لإنجاح المشروع رغم إمكاناتهم المحدودة كما كانوا دائماً "متفاعلين" مع الأفكار المطروحة و"متحمسين" لرؤية الصورة تكتمل معهم ولأجلهم.
ويؤكد رحمة أن "من شارك من الأهالي في المشروع اكتسب نوعاً جديداً من المهارات الفنية والإبداعية كفن طي الورق (اوريغامي) وفن الرسم التعبيري على الجدران (تحويل الكتابات - رسم تعبيري) والتعبير المسرحي الإبداعي والتعرف على معلومات من دول أخرى"، وشجعت خيالهم على "الابتكار الذاتي" وكيفية تحويل الأماكن من شكلها الحالي إلى "أماكن ذات قيمة أو تأثير ايجابي".
من جانبه يقول سعيد الشنتير، من أهالي جبل القلعة وشارك في المشروع، إن حبه لمكان سكنه ازداد وأصبح يشجع زوار الجبل على القيام بجولات للتعرف على المساهمات التي قام بها. ويضيف الشنتير، الذي لم يتجاوز ربيعه الخامس عشر، أن والفتيات والصبية من أبناء المنطقة تساعدوا مع بعضهم البعض ورسموا "لوحات جميلة" زينت الجدران و"جذبت السياح" لمنطقتهم الأثرية. ويضيف أنه "يشعر بالفخر" لأنه ساهم على مدى أشهر طويلة في "انجاز شيء مفيد وجميل" لمنطقته.
أما مرح المغربي (17 عاماً) فتقولإنها لا تستطيع وصف شعورها لشدة سعادتها بالمشاركة في مشروع "انعكاس" وتضيف أنها تشعر "بالمسؤولية" بعد مشروع كانت له أصداء كبيرة "وأصبح كل من يسمع به يأتي إلى المنطقة لكي يرى روعة الأعمال".
من جانبها تقول أروى محمود (16 عاماً) إن والدها شجعها على المشاركة في مشروع "انعكاس" وقام برسم لوحات جميلة على الورق لكي تقوم هي وأصدقاؤها وصديقاتها من أهالي المنطقة "بتطبيقها على الجدران عند مداخل البيوت". وتضيف أن صديقاتها في المدرسة أعجبن بهذا المشروع وعبرن عن رغبتهن في المشاركة فيه.
ويؤكد محمود حسن جميل في حوار مع أن المشروع عرف أهالي مناطق عمان الغربية الراقية بجبل "القلعة العريق" والذي هو من أقدم جبال عمان "ورغم ذلك فهو لا يحظى بالاهتمام والرعاية من قبل المسؤولين"، كما يقول.
وأكد عدد من السياح الذين التقتهم عربية أنهم "لا يستطيعوا مغادرة عمّان قبل القدوم إلى جبل القلعة" المليء بالآثار والمطل أيضاً على ساحة الفورم والمدرج الروماني اللذين يعود تاريخ بنائهما على الأرجح إلى القرن الثاني الميلادي، وتحديداً بين عامي 138 و161 إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس.
أرسل تعليقك