خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي
آخر تحديث 11:20:29 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي

الرياض ـ وكالات

رواية «طائف الأنس» لعبدالعزيز الصقعبي (بيروت: دار بيسان، 2011م، 156ص)، تناولت حياة شاب سعودي من مدينة الطائف، أكمل دراسته في الرياض، وعمل فيها معلماً للتاريخ. قصد الرياض جرياً وراء حب طفولي لجارته الطفلة نور. ومضت السنون ومات الحلم عندما علم عبدالرحمن أن زوجة والده الثالثة هي نور التي يبحث عنها. وعندما أراد الزواج وقع في حيرة، فقد كانت أمامه ثلاثة عروض مغرية، ولكل منها ميزاتها، ولكنها سرعان ما تبخرت كأن لم تكن؛ فقد تبين أن لطيفة أخته في الرضاعة من المرضعة أم عبيد. وسمر توفي والدها قبل أن يراها، بالإضافة إلى رفض والدته لهذا الزواج، فهي ترغب أن يقترن ابنها بعائلة مرموقة، لا بوافد يبحث عن إقامة أو جنسية. أما مريم المغربية فقد رفضها الأخ الأكبر حمود، وسرعان ما تزوجها حمد صديق عبدالرحمن. وهكذا عاد عبدالرحمن بخفي حنين، يطلب من والدته أن تبحث له عن عروس كما فعلت مع إخوته من قبل. وهي حكاية أشبه بفيلم هندي، خاصة عندما عرف عبدالرحمن أن لطيفة أيضاً هي ابنة عم نور، وأن صديقه سليمان الذي رشح له الزواج من لطيفة كان قد خطب نور بعد طلاقها من ابن عمها لكنها رفضته. تطرقت الرواية إلى موضوعات أخرى مثل استغلال الدين، والطفرة الاقتصادية، وعودة الأسر إلى مواطنها الأصلية، وموضوع الوافدين والإقامات، والحياة خلف الجدران بعيداً عن الرقابة، والتاريخ والغزو الأمريكي للعراق، وتعدد الزوجات وعلاقات الآباء بالأبناء، وغير ذلك من الموضوعات التي أثرت الرواية وأغنتها بالتفاصيل الحياتية التي لا بد منها لأي عمل روائي ليكون قريباً من الواقع، أليفاً للقارئ. ما لفت الانتباه في رواية «طائف الأنس» هو خيبة المثقف، وفشله في الحياة، وعيشه على الهامش مهما بذل وعمل وحاول، فقدره في الدول التي تكون الثقافة فيها مهمشة، ولا أولوية لها، أن يعيش مهملاً لا يؤبه له إلا مجاملة. وينعكس ذلك على مستواه المادي والاجتماعي ومن ثم النفسي من بعد. إخوة عبدالرحمن الثلاثة حمود وحسن ونايف لم يتعلموا مثله، ولكنهم نجحوا بشكل باهر في أعمالهم التجارية في الطائف، حتى أصبح يشار إليهم بالبنان، وكذلك صديق طفولته حمد الذي استغل الدين وصار وكيلاً للأغنياء فقطف ثمار ذلك ثروة كبيرة. ومثل ذلك خليل وسعود وغيرهم كثر. ولكن عبدالرحمن الذي أكمل دراسته الجامعية بقي يكابد الحياة معلماً بالكاد يكفيه راتبه، وعندما فتحت له طاقة قد ينفذ منها إلى الثراء بشراكة مع خليل وحمد، سرعان ما أغلقت لأنه لم يقتنصها بسرعة كما يجب حسب أبجديات خليل، الذي وضع لعبدالرحمن طعماً لم يحسن التعامل معه، وعلى الأصح اختبره بموقف لم ينجح فيه. وحتى خياراته في الزواج التي حاول أن يختارها بنفسه وحسب قناعاته، وقع أسيراً فيها لاقتراحات وخيارات الآخرين، وعندما توارت هذه الخيارات، عاد إلى الطريقة التقليدية في الزواج، وهو أن تختار له الأم من تراها مناسبة. عبدالرحمن يدرك وضعه إلى حد ما يقول: «من ترضى برجل طموحه أن يحصل على آخر ما صدر من كتب أو روايات، ومتعته أن يتم رواية ليبدأ بقراءة رواية أخرى.»(86) وتنعكس رواية المسخ التي يقرأها في بيت والده على خياله وتفكيره: «هل سأتحول إلى حشرة وأتحرك بدون رقيب بين غرف بيت والدي.»(54) ويتخيل زوجة والده نور تخبره بتبادل الورقة والعطر بينهما وهما أطفال: «سيغضب والدي حتماً، سأسمع صوته يرتفع ليأتي إليَّ في مجلس الرجال يراني قد تحولت إلى حشرة ليسحقني بقدمه التي اعتادت لسنوات طويلة على «البسطار» العسكري.»(55) وبدلاً من أن يرافق صديقه سليمان إلى الحوطة ويتعرف على بلاد جميلة في وطنه فضل أن يسافر على الورق إلى أمريكا الجنوبية: «سليمان كان قد قرر الذهاب إلى الحوطة لبضعة أيام لزيارة عائلته وقد طلب مني مرافقته، لكني اعتذرت، كنت أفكر بقراءة بعض روايات أمريكا الجنوبية، وتحديداً ايزابيل الليندي، فعلاً كنت أحتاج أن أقرأ ما تكتبه المرأة، وأنا البعيد عن النساء.»(105) وبعد عودته من البحرين في رحلة هدفت للتغيير قضاها وسليمان على شاطئ البحر أو في معارض الكتب يقول عبدالرحمن: «ماذا يمنع أن أكون أو أبقى الأستاذ عبدالرحمن أستاذ التاريخ بمدرسة هارون الرشيد المتوسطة بالرياض، هل أصلح أن أكون تاجراً، لا أعتقد مطلقاً، قد أصبح كاتباً، ربما، … ، ما يسعدني حقاً أنني أضفت لمكتبتي رفاً من الكتب الجديدة التي أحضرتها من البحرين.»(155) إن مشكلة كثير من المثقفين أنهم يعيشون عوالم وهمية خاصة بهم، شيدوها مما قرأوا من كتب وقصص وروايات، فابتعدوا عن الواقع وانعزلوا عنه شعورياً على الأقل، مما ولد في دواخلهم الوحدة والغربة وربما التيه والضياع. إن القراءة ضرورية جداً، ومتعة فريدة، ولها فتنة لا تقاوم، ولكن يجب ألا ينغمس بها المرء إلى حد يفقده القدرة على التمييز ويدفعه إلى الانسحاب من الواقع إلى عالم متخيل لا وجود له. فالواقع لا بد أن نعيشه ونتكيف معه ونكون أداة للتغيير من داخله. أما العالم المتخيل فهو حلم أو رؤية نصبو للوصول إليها وهيهات هيهات. وبعد، فإن «طائف الأنس» للصقعبي رواية لطيفة خفيفة، كتبت بلغة سلسة، تحدثت عن موضوعات شتى، رابطها التغيرات الجذرية المتسارعة بسبب الطفرة في كل شيء، وخاصة الطفرة الاقتصادية التي غيرت وبدلت كثيراً من المفاهيم والعلاقات وربما القيم. وهي حلقة من سلسلة إبداعات الصقعبي المتنوعة في عالم السرد المسرحي والقصصي والروائي. ويسجل لها أنها من الأعمال الأدبية القليلة التي اهتمت بمدينة الطائف العريقة. وهي بالتأكيد مكسب جديد للرواية السعودية التي تقتحم ميدان الرواية العربية بقوة.

albahraintoday
albahraintoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي



GMT 16:14 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

مدرّب الوصل رودولفو يرفض عرض روزاريو

GMT 02:15 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

البورصة العراقية تغلق على تراجع

GMT 11:26 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز اهتمامات الصحف التونسية الصادرة السبت

GMT 09:29 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ضغوط بيع "القيادية" تهبط بمؤشرات الأسواق المحلية

GMT 18:43 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب "رسائل ضد النسيان" بين إسبانيا والجمهورية الصحراوية

GMT 13:16 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

أم سورية تروي خفايا تهريبها من السودان إلى مصر

GMT 05:26 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مسلسل "الأدهم" يوميًا عبر قناة "MBC مصر"

GMT 16:09 2016 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

مهندس يصمم لوح تزلج لركوب الرياح في السماء وراء الطائرة

GMT 02:33 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

الأسهم اليابانية تغلق على تباين

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"المتفائل" يحتفل بالعام الجديد مع جمهور الإسكندرية الأحد

GMT 04:36 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تنتظرك أجواء إيجابية خلال هذا الأسبوع

GMT 08:09 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري لون طلاء الأظافر في الأعياد

GMT 21:12 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكلارين تشوقنا لـ 720S سبايدر وتعلن موعد الكشف عنها

GMT 02:30 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

احتفالية بذكرى المولد النبوى الشريف فى مكتبة مصر الجديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates