رصد مسؤولون تنفيذيون في شركات تأمين محلية، إقبالاً من السكان على شراء تأمين على المنازل ومحتوياتها خلال الفترة الأخيرة، في أعقاب عدد من الحرائق التي شهدتها بعض الأبراج السكنية، وآخرها برج زن في مرسى دبي مؤخراً.
وقالوا في تصريحات لــ«البيان الاقتصادي»، إنه في الوقت الذي تعتبر فيه هذه الزيادة موسمية مرتبطة بتكرار حوادث مشابهة، فإن هذه الوثائق ذات أسعار منخفضة للغاية حسب المعايير الدولية، مشددين على ضرورة التوعية التأمينية في هذا الإطار، بهدف الحفاظ على سلامة الأفراد والمنشآت والبيئة المحيطة من أي مخاطر.
وكانت هيئة التأمين أصدرت توجيهاً إلى الشركات، بضرورة أن تكون وثيقة تأمين المباني من الحريق، تشمل ما يغطي نفقات توفير سكن بديل لمالك الشقة أو مستأجرها الذي يضطر إلى إخلائها بسبب الأضرار التي تلحق بالمبنى نتيجة حادث مغطى.
وأوضحت أن اهتمامها ينصب على أن يتم دفع نفقات الانتقال إلى السكن البديل، أو بدل إيجار شقة مماثلة لمستوى الشقة نفسه التي كان يشغلها في المبنى، وفق المدة المتفق عليها مع شركة التأمين.
وذكرت الهيئة، أنها أصدرت تعميماً لشركات التأمين العام الماضي، طلبت ضرورة الالتزام بالاشتراطات التي فرضها «قرار مجلس الوزراء رقم (24) لسنة 2014 بشأن تنظيم خدمات الدفاع المدني»، عند تأمين المباني العالية.
ارتفاع
وقال جهاد فيتروني، الرئيس التنفيذي لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين «أمان»، إن مستويات الإقبال على شراء وثائق التأمين ضد الحرائق، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد الحرائق التي حدثت خلال الفترة الماضية، التي عادة ما تكون موسمية، تتكرر بعد وقوع حرائق مماثلة.
وأضاف أنه لا يزال هناك قلة وعي بين الأفراد، بشأن أهمية التأمين على الممتلكات ضد حوادث الحريق، التي لا يتذكرونها إلا عند حدوث الكارثة أمام أعينهم، نظراً لما يمكن أن يتكبدوه من خسائر فادحة، يصعب تعويضها، موضحاً أن نسب تأمين المباني من الحريق، لا تزال ضعيفة، حيث تعتبر اختيارية للأفراد في عقد الإيجار، ولم يصدر قانون حتى الآن بجعلها إلزامية، أسوة بدول أخرى حول العالم.
ولفت إلى أن أصحاب العقارات يقومون بالتأمين ضد الحرائق على أجزاء من الأبراج السكنية، مثل المداخل والأسطح والمصاعد.
وطالب بضرورة استحداث وثيقة تأمين إلزامية على العقارات والمنازل، بالإضافة للأعمال التجارية الأخرى، كالمستودعات والمخازن، بما يضمن لحملة الوثائق، القدرة على تغطية استثماراتهم وممتلكاتهم من أخطار الحرائق أو أي كوارث طبيعية أخرى.
إقبال
وأكد أيمن خميس مدير عام شركة الشارقة للتأمين، أنه على الرغم من إقبال الأفراد على وثيقة التأمين ضد الحريق عادة في أعقاب حوادث الحريق، إلا أنه لا تزال نسبة ضعيفة مقارنة بالشركات والمؤسسات على الوثيقة ذاتها، التي عادة ما تكون لضمان الحفاظ على أصولها.
ولفت إلى أن أهم عقبة في القطاع عموماً، هي قلة الوعي التأميني، وبخاصة على وثائق التأمين على المنازل التأمين ضد الحريق والأخطار المرافقة، مؤكداً ضرورة إلزامية التأمين في هذا المجال على الأفراد، سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين.
وأشار إلى أن هذا النوع من التأمين غير مكلف، وهناك وثائق تأمينية يتم تداولها بأسعار مخفضة، وبأقساط زهيدة، حيث تتراوح تكلفته بين 0.4 إلى 1 في الألف، أي أن تكلفة شقة عادية بين 200 و300 درهم.
وأوضح أيمن خميس أن نسبة التأمين في هذا المجال يعتبر ضعيفاً بين 1 إلى 2 % من إجمالي الأقساط التأمينية في السوق المحلي مشيراً إلى أن 11 ٪ فقط من المقيمين في الإمارات يوقعون على بوليصة تأمين على المنازل مقارنة بمعدلات تصل إلى 70 ٪ في أوروبا.
استفسارات
كشف جون والدرون رئيس قسم العملاء الأفراد لدى «نيكزس» للوساطة التأمينية، عن ارتفاع كبير في إقبال السكان على شراء تأمين على المنازل ومحتوياتها، وذلك في أعقاب الحريق مؤخراً في برج «زن» بمنطقة مرسى دبي، كما أن هناك زيادة ملحوظة في حجم الاستفسارات التي تتلقاها شركته بخصوص التأمين على المنازل ومحتوياتها. وقال: «أصبحنا أكثر انشغالاً بتلقي استفسارات متعلقة بالتأمين على المنازل، منذ انتشار خبر الحريق، فعندما يحدث حريق، نرى تجاوباً فورياً وارتفاعاً طفيفاً في أعداد وثائق التأمين الجديدة التي تصدرها شركات التأمين».
وأشار إلى أن حالة مماثلة حصلت بعد نشوب الحريق في برج الشعلة العام الماضي، مؤكداً أن السوق شهدت ارتفاعاً كبيراً في الاستفسارات لفترة تراوحت بين ثلاثة أسابيع وأربعة، ولكنه كان حراكاً ما لبث أن عاد إلى مستوياته الاعتيادية.
وأضاف: تتسم أسعار التأمين على المنازل في دولة الإمارات، بكونها منخفضة للغاية، حسب المعايير الدولية بالنظر إلى شمول أقل من 10 % من السكان بالتغطية التأمينية على العقارات.
وتغطي وثيقة التأمين ضد الحريق، مخاطر الخسائر أو الأضرار الناجمة عن الحرائق والبرق فقط، فيما تشمل وثيقة التأمين ضد الحريق والأخطار المرافقة، بالإضافة إلى تغطية وثيقة الحريق السابقة أيضاً، عدداً من الأخطار الإضافية التي قد تختلف من وثيقة تأمين إلى أخرى، ولكن المخاطر في الغالب مثل انفجار، عاصفة، زوابع، طوفان زلازل، ثوران البراكين، إسقاط الطائرات أو أجهزة جوية.
أرسل تعليقك