نمت أرباح "إعمار" بنحو 19 % على أساس سنوي في النصف الأول من العام الجاري، لتصل إلى ما يقارب 2.4 مليار درهم، محققة أكبر قيمة لأرباح نصفية مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الثلاثة الماضية، بفضل الأداء الجيد للقطاع العقاري.
وتعد تلك النتائج الجيدة محصلة ارتفاع الأرباح الصافية في الربع الثاني بنسبة 25 % على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 1.3 مليار درهم، وارتفاع أرباح الربع الأول بنحو 13 % على أساس سنوي، لتصل إلى ما يقارب 1.1 مليار درهم.
وتحسنت أرباح "إعمار"، بالرغم من ارتفاع "تكلفة الإيرادات" 58 % على أساس سنوي لتتجاوز 3 مليارات درهم، وارتفاع "المصاريف البيعية والعمومية والإدارية" 7 % على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 1.4 مليار درهم بنهاية النصف الأول من 2015.
إلا أن النمو الجيد لكل من "الإيرادات التشغيلية" وحصة "إعمار" من نتائج الشركات الشقيقة والمشاريع المشتركة، نجح في احتواء ضغوط تلك البنود وأثمر في النهاية ارتفاعاً جيداً في الأرباح الصافية النصفية.
وارتفعت إيرادات "إعمار" 28 % على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 6.5 مليارات درهم للمرة الأولى، كما سجلت حصة "إعمار" من نتائج الشركات الشقيقة والمشاريع المشتركة أرباحاً بقيمة 78 مليون درهم للمرة الأولى أيضاً، بعدما تكبدت الشركة خسائر خلال الفترة نفسها من الأعوام الثلاثة الماضية.
وكان لأداء القطاع العقاري في الشركة دور مؤثر في ارتفاع إيرادات "إعمار" التشغيلية، حيث ارتفعت إيرادات القطاع 49 % على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 3.6 مليار درهم، مشكلة ما نسبته 55 % من إجمالي إيرادات الشركة.
كما ارتفعت إيرادات قطاع التأجير 15 % على أساس سنوي لتصل إلى قرابة ملياري درهم، بينما تراجعت إيرادات قطاع الضيافة 1 % على أساس سنوي لتصل إلى 884 مليون درهم.
يذكر أن "إعمار" اختارت من بداية العام الاعتماد المبكّر لمعيار التقارير المالية الدولية رقم 15 المتعلق بالاعتراف بالإيرادات بناءً على نسبة إنجاز بناء العقارات عوضاً عن الاعتراف بالإيرادات عند استكمال وتسليم العقارات.
وكشفت القوائم المالية للشركة عن عدد من الإيجابيات والسلبيات الأخرى، تمثلت أبرز الإيجابيات في ارتفاع قيمة أصول "إعمار" بنهاية النصف الأول من العام الجاري 7 % على أساس سنوي لتبلغ قرابة 76.3 مليار درهم، نتيجة ارتفاع قيمة "أرصدة لدى البنوك ونقد في الصندوق" 25 % على أساس سنوي لتصل إلى قرابة 17.4 مليار درهم.
كما تحسنت قيمة "الاستثمارات العقارية " 7 % على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 8.5 مليارات درهم، الأمر الذي نجح في احتواء تراجع قيمة "العقارات لغرض التطوير" 6 % على أساس سنوي لتصل إلى ما يقارب 25 مليار درهم، وتراجع قيمة الاستثمارات في الأوراق المالية 46 % على أساس سنوي.
أما أبرز السلبيات فتمثلت في تراجع إجمالي حقوق ملكية مساهمي الشركة 2 % على أساس سنوي ليصل إلى قرابة 36.6 مليار درهم، نتيجة انخفاض قيمة الأرباح المستبقاة 8 % على أساس سنوي، لتصل إلى ما يقارب 12.5 مليار درهم.
أما التزامات الشركة فقد ارتفعت بنفس معدل نمو الأصول، إذ نمت بنسبة 7 % على أساس سنوي، لتصل إلى 36.4 مليار درهم، نتيجة ارتفاع قيمة "القروض والسلفيات" 27 % على أساس سنوي لتصل إلى 6.2 مليارات درهم، كما ارتفعت قيمة "الدفعات المقدمة من العملاء" 5 % على أساس سنوي (وهو أمر إيجابي) لتصل إلى ما يربو على 14 مليار درهم.
وتحسنت نسب السيولة لدى "إعمار"، حيث ارتفعت "نسبة النقدية" إلى مستويات 72 % مدعومة بنمو قيمة "النقد وما يعادله" 25 % مقابل نمو قيمة "الالتزامات المتداولة" بنسبة أقل بلغت 6 %..
في حين ارتفعت نسبة "السيولة السريعة" إلى 101 % مقابل 86 % خلال الفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة النمو المستمر في قيمة الأصول سريعة التسييل بدعم من قوة التدفقات النقدية للشركة وتخارج الشركة من جزء كبير من استثماراتها في الأوراق المالية، مما يعني أن نسب السيولة للشركة تعتبر قوية وتمكنها من سداد جزء كبير من الديون المستحقة عليها في المدى القصير وتمكنها من مواصلة تعزيز أنشطتها التشغيلية بأقل درجات المخاطرة.
وتحسنت نسب الربحية لشركة إعمار أيضاً، مدعومة بنمو الأرباح الصافية للشركة وبنسبة أعلى من نسبة النمو في الموارد التي تمتلكها، بشقيها الذاتية والخارجية، وهو ما ساهم في نمو "العائد على الاستثمار" إلى 4.6 %، مقابل 4.2 % بالفترة نفسها من العام الماضي، مدعوماً بنمو قيمة "حقوق الملكية" بنسبة أقل من معدل نمو "الأرباح الصافية"، وهو ما ساهم في نمو معدل "العائد على حقوق الملكية" إلى 6 %، مقابل 5 % في النصف الأول من العام الماضي، رافقه في ذلك نمو متواصل في قيمة الأصول خلال الفترة وبنسبة بلغت 7 % ليرتفع بذلك معدل "العائد على الأصول" إلى مستويات 3.2 % من 2.8 % حققها خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
أما نسبة "صافي هامش الربح" فقد تراجعت إلى مستويات 37 % نتيجة الضغوط من قبل التكاليف التشغيلية، والتي رفعت نسبة "التكلفة للإيرادات" إلى 46 % مقارنة مع ما نسبته 37 % في الفترة السابقة، مما يجعلنا نتوقع استمرار الأداء الجيد لشركة إعمار خلال الفترة المقبلة بالرغم من أرجحية استمرار ضغوط التكلفة.
أرسل تعليقك