لندن - صوت الامارات
اعتبر أليكسي بوشكوف رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية أن الولايات المتحدة قد سئمت هستيريا كييف، التي ما انفكت تحذر وتهوّل لاجتياح روسي وشيك لأراضيها من جميع المحاور.
اختبروا الأمن الروسي فوقعوا في قبضة المخابرات
وفي تعليق على تصريح لوزارة الدفاع الأمريكية قللت فيه من حدة المخاوف الأوكرانية، كتب بوشكوف على "تويتر": "الولايات المتحدة دعت كييف إلى عدم البحث عن مخاطر الاجتياح الروسي" لأوكرانيا، معتبرا أن هذه الدعوة "دليل على ما يبدو على أن الولايات المتحدة قد تعبت من هستيريا كييف".
وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس قال: "نشعر بالقلق إزاء استمرار احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، كما أننا قلقون إزاء تصاعد العنف في شرق أوكرانيا. ما لا نلحظه، يتمثل في تعزيزات للقوات أو تحركات روسية واسعة النطاق على وشك الحدوث في المدى القصير"، موضحا أن الأمر لا يتعدى كونه "تحركات تصاحب مناورات عسكرية وشيكة".
هذا، وسبق للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الخميس 18 أغسطس/آب وأن حذر من "احتمال اجتياح روسي شامل لأراضي بلاده على جميع المحاور"، ما حمل وزارة الدفاع الأميركية في اليوم التالي لهذه التحذيرات إلى مناشدة كييف الحد من قلقها حيال غزو روسي محتمل لأوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الروسية المحتشدة على الحدود بين البلدين ليست إلا من أجل مناورات عسكرية عادية.
تجدر الإشارة، إلى أن روسيا تجري مناورات عسكرية دورية في أراضيها ومناطقها الحدودية، كثفتها بشكل كبير منذ عودة القرم إلى قوامها، واندلاع القتال في منطقة "دونباس" جنوب شرق أوكرانيا وما أعقبه من توتر دولي وتطورات على الساحة السورية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار جمهورية القرم مؤخرا، وذلك في أعقاب محاولة تسلل مجموعة تخريبة أوكرانية كشف عنها جهاز الأمن الفدرالي الروسي واشتبك مع عناصرها مما أدى إلى مقتل عسكري روسي واحد وإصابة آخر، وقوع المتسللين بين قتيل وأسير في قبضة الأمن الروسي.
أوكرانيا احتجت لدى الأمم المتحدة على زيارة بوتين إلى القرم، وكتبت في بيان نشرته ممثلية كييف لدى الأمم المتحدة على "تويتر": "لقد التقى المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير يلتشينكو بنائب السكرتير العام للأمم المتحدة يان إلياسون، وبحث الجانبان الزيارة اللاشرعية التي قام بها فلاديمير بوتين إلى القرم. لفت يلتشينكو نظر إلياسون خلال اللقاء إلى الحشود العسكرية الروسية على طول الحدود الأوكرانية في كل من القرم ومنطقة "دونباس" جنوب شرق أوكرانيا".
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الأوكرانية عن امتعاضها حيال زيارة بوتين إلى شبه الجزيرة، وبعثت بمذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الروسية، في تقليد صار يعقب كل زيارة يقوم بها الرئيس بوتين إلى القرم.
هذا، ووصل الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة 19 أغسطس/آب الجاري إلى القرم، ليرأس هناك اجتماع مجلس الأمن الروسي، وذلك للمرة الأولى في أعقاب المحاولة التخريبية الفاشلة التي خططت لها كييف في القرم.
وفي إطار جولته في القرم، عرج الرئيس الروسي على منتدى "تافريدا" الشبابي التعليمي المنعقد هناك، والتقى بالشبان المشاركين فيه وحاورهم.
يذكر أن برلمان جمهورية القرم كان قد أعلن في مارس/آذار 2014 عن قيام جمهورية القرم واستقلالها عن أوكرانيا، بموجب استفتاء عام أمّنته روسيا في شبه الجزيرة.
وبعد الاستفتاء الذي صوت فيه 96,77 في المئة من السكان في صالح العودة إلى قوام روسيا، وقبول جمهوريتهم كيانا فدراليا جديدا في روسيا الاتحادية، تقدم برلمان الجمهورية إلى البرلمان والقيادة الروسيين بطلب عودة القرم إلى روسيا، وصادق مجلسا "الدوما" و"الاتحاد الروسي" في الـ18 من مارس/آذار 2014 على انضمام القرم واعتبراها جزءا لا يتجزأ من أراضي روسيا الاتحادية.