القاهرة - صوت الامارات
تختلف عادات النوم من شخص لآخر وفقا لطبيعته وظروفه وما تعود عليه، إلا أنه من الثابت وجود أهمية للنوم في الظلام مما له دواعي وتأثيرات صحية على المخ والجسم بشكل عام، وأكبر دليل على ذلك يتمثل في قوله تعالى " وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"، مما يوضح أن الليل المظلم هو وقت السكون والنوم ، أما النهار المضىء فهو وقت العمل وممارسة الحياة الطبيعية.
ومن جانبه أكد الدكتور خالد أسامة عبد الغني، استشاري المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة حلوان لليوم السابع، على ضرورة النوم في الظلام، قائلا : "إن غياب الضوء يرسل إشارة للجسم بأن الوقت قد حان للراحة فتساعد هذه الإشارة على بدء الاستعدادات الفيسيولوجية للجسم للنوم، حيث تفرز مادة الميلاتونين؛ أو ما يعرف باسم "هرمون النوم"، و تبدأ العضلات بالاسترخاء، ويزداد الإحساس بالنعاس"، لافتا إلى أن مستويات الميلاتونين ترتفع بشكل طبيعي في وقت مبكر من المساء حين يبدأ الظلام وتستمر في الصعود طوال الليل، قبل أن تصل إلى ذروتها عند حوالي الساعة الثالثة فجراً.
وأشار الدكتور خالد إلى أن التعرض للضوء وقت النوم يؤدي إلى تغيير هذه الظواهر بالإضافة إلى تغيير الساعة الداخلية للجسم، وهي الآلية البيولوجية التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ، بطرق تتداخل مع كمية وجودة النوم.
ونصح الدكتور خالد في حالة احتياج الشخص لمصدر إضاءة ليلاً لأي سبب من الأسباب مثل أن يريد الذهاب إلى غرفة نوم الأطفال، فعليه استخدام ضوءً ليلياً خافتاً يميل إلى الإحمرار؛ حيث وُجد انه الأقل تأثيرا على النوم، كما ينصح بوضع هذا الضوء خارج غرف النوم.
وفي السياق ذاته لفت الدكتور خالد إلى أن بعض الدراسات أظهرت أن 95٪ من الناس يستخدمون نوعا من الأجهزة ذات الشاشات مثل الموبايل واللاب توب مباشرة قبل النوم. وتنبعث إضاءة تميل إلى الزُرقة من هذه الشاشات، والتي بدورها تؤثر سلباً على افراز الميلاتونين وعلى الساعة الداخلية للإنسان حتى وإن كانت الغرفة مظلمة.