دبي _صوت الأمارات
أفاد مدير إدارة الصحة العامة والبحوث في المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي، الدكتور علي المرزوقي، بأن عدد مرضى الإدمان، المسجلين في المركز منذ تأسيسه في 2002، بلغ 3500 مريض، معظمهم من الشباب (18 – 28 سنة)، محذراً من استهداف العصابات الإجرامية لهذه الفئة العمرية، واستقطابها إلى طريق الإدمان.
وأبلغ المرزوقي «الإمارات اليوم» بأن المركز بصدد تنظيم مخيمات صيفية للشباب (المواطنين والمقيمين)، للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات وأسبابها والوقاية منها، متضمنة أنشطة ترفيهية وثقافية واجتماعية مختلفة، داعياً الأسر إلى إشراك أبنائهم في هذه المخيمات، التي تنطلق الشهر المقبل.
وأكد أن دور المركز لا يقتصر على علاج مرضى الإدمان، وإنما يعمل على نشر التوعية المجتمعية، والوقاية من مخاطر المخدرات بين أفراد الجمهور، خصوصاً طلبة المدارس والجامعات، مشيراً إلى تنظيم المركز، خلال الأربعة أشهر الماضية، سلسلة من المحاضرات في تسع مدارس، وجامعة أبوظبي، وسجن الوثبة، والاتحاد النسائي، وغيرها.
وأضاف أن المركز يتبع أساليب توعوية من الإدمان بطرق غير مباشرة، عبر تنظيم مخيمات صيفية ترفيهية للشباب، بهدف استغلال أوقات فراغهم في ممارسة برامج وأنشطة تثقيفية وترفيهية مفيدة، وإكسابهم مهارات مجتمعية في التعامل مع المشكلات الأسرية والحياتية وحماية أنفسهم من خطر المخدرات، وغرس قيم الولاء للوطن والقيادة، موضحاً أن المخيم الصيفي للذكور من الثامن حتى 19 يوليو المقبل، وللإناث من 22 يوليو حتى الثاني من أغسطس المقبل، داعياً الأهالي إلى المبادرة بتسجيل أبنائهم في هذه المخيمات، عبر الاتصال بالمركز.
ونبه إلى أن الإدمان مشكلة عالمية، والدول والحكومات تعمل على محاربة هذه الآفة، التي تسبب أضراراً صحية واجتماعية واقتصادية، لافتاً إلى أن المركز الوطني للتأهيل يقدم أوجه الرعاية والعلاج من الإدمان للراغبين في التخلص من هذا المرض، وإعادة تأهيله وفقاً لبرامج علاجية بمستويات عالمية، ما يضمن عودته إلى المجتمع شخصاً صالحاً.
ودعا الأسر إلى ضرورة إحكام الرقابة على تصرفات الأبناء، ومتابعة مستوياتهم الأكاديمية، وحمايتهم من مخاطر تعاطي المخدرات، مؤكداً ضرورة تنبه الآباء إلى خطورة المخدرات، حتى لا يتفاجأ الأب بتعرض ابنه أو ابنته للتعاطي، مشيراً إلى أن المركز تعامل مع عديد من الحالات لآباء صدموا، حينما عرفوا أن أبناءهم يتعاطون المخدرات.
وأشار المرزوقي إلى أهمية الوقاية ومراقبة الأبناء، والتعرف إلى العلامات الأولية للتعاطي، ما يساعد على الوقاية أو تفادي الوصول إلى مرحلة متقدمة من المرض، موضحاً أن طريقة تعاطي المخدرات قد تبدأ بالفضول من بعض الأشخاص، وإن كانت بكميات قليلة، ثم تزداد الجرعات حتى يصاب المريض بالإدمان، ليواجه الآثار السلبية للتوقف، ومن ثم يصل إلى مرحلة متأخرة قد تجعله يرتكب الجريمة للحصول على المخدرات.
ولفت إلى أن بعض الحالات، خصوصاً بين المراهقين، تعود أسباب تعاطيها إلى مشكلات اجتماعية أو أسرية أو مالية أو دراسية، فيتوقع المريض أن التعاطي يحل المشكلة فيقع في مشكلة أكبر.
وأضاف أن رفقاء السوء يساعدون هذه الفئة على تعاطي المخدرات، مشيراً إلى أن الأشخاص غير القادرين على تحمل الظروف، أو مواجهة مصاعب الحياة إلى جانب ضغوط الأقران أو الزملاء، هم الأكثر عرضة للوقوع في مشكلة تعاطي المخدرات.