ابحاث علمية جديدة تكشف عن سر تكون كوكب المشترى

يرى العلماء اليوم أن المنظومة الشمسية بدأت تتشكل منذ 4.6 مليارات عام. وذلك نتيجة انهيار سحابة غازية ضخمة متألفة من الجزئيات السابحة في المجال بين النجوم.

وقد استهلكت غالبية تلك المواد حسب علماء الفلك في تشكيل الشمس نفسها. أما بقية المواد فباتت تشكل قرصا نشأت منه فيما بعد الكواكب وأقمارها والكويكبات وغيرها من الأجرام الفضائية الصغيرة.

وكان من المعتقد سابقا أن كل الكواكب تشكلت في مدارتها الحالية. لكن توصل العلماء اليوم إلى استنتاج مفاده أن المشتري وغيره من الكواكب الغازية العملاقة كانت تنزح في الماضي نحو الشمس أو نحو ضواحي المنظومة الشمسية ، الأمر الذي أثر تأثيرا قويا على ولادة الأرض وغيرها من الكواكب الصخرية.

وقرر عالم الفلك في جامعة (براون) الأمريكية براندون جونسون تحديد موعد بدء تلك العملية. وذلك بعد دراسة حطام كويكبات قديمة تشكلت جراء وقوع "حوادث مرور فضائية".

وقال جونسون: "لقد أدركنا أن ولادة المشتري أثرت على حزام الكويكبات الذي بدأ ينحرف، الأمر الذي جعل الكويكبات الموجودة فيه يصطدم بعضها ببعض بسرعة هائلة (تعادل 20 كيلومترا في الثانية أو ما يزيد عن ذلك) ، ما أدى بدوره إلى تشكل أجرام فضائية تسمى بـ " CV تشوندريتس " (البنية المسامية) التي تحتوي على نسبة كبيرة من المعادن.

وأجرى جونسون وفريقه نمذجة كمبيوترية للمنظومة الشمسية الوليدة حديثا بينت أن المشتري كان يسير نحو الشمس على مدى بضعة ملايين الأعوام بعد ولادته. وكان سيره في الفضاء كافيا لجعل أجرام فضائية يتراوح قطرها بين 90 كلم و300 كلم يصطدم بعضها ببعض بسرعة تبلغ 33 كيلومترا في الثانية. واستمرت تلك الاصطدامات خلال 500 ألف عام. ودفع هذا الأمر بالعلماء إلى الاعتقاد أن المشتري ولد في وقت واحد مع ولادة CV تشوندريتس، أي بعد نشوء الكويكبات الأولى في المنظومة الشمسية بـ 5 ملايين عام.

وإذا كانت حسابات العلماء صائبة فإنها يمكن أن تجبرهم على إعادة النظر في كيفية ولادة المنظومة الشمسية.