مراكش ـ صوت الإمارات
يُعد مطعم "قصر سليمان" من بين المطاعم التقليدية العريقة والتاريخية التي تشتهر ليس فقط على مستوى مدينة مراكش أو المغرب بل ذاع صيته إلى مختلف الدول العالمية من بينها السعودية إذ يعتبر المطعم من أبرز المطاعم في المدينة الحمراء الذي يحقق نسبة إقبال كبيرة من طرف السياح السعوديين لاسيما عشاق الأطباق المغربية التقليدية التي تمتاز ببهاراتها وتوابلها المتنوعة والمتعددة والتي تفتح الشهية على الأكل وتجعل مختلف الأطباق بنكهة خاصة بالمطعم يتفنن في تقديمها طباخو المطعم بكل امتياز الذين ينوعون ويتخصصون في إعداد كل ما قد يخطر على بال السائح وما لا يخطر من أطباق تقليدية وعصرية متنوعة.
ويُحقق المطعم نسبة إقبال من طرف الرواد وذلك ليس فقط على مستوى الأطباق اللذيذة التي يقدمها إنما حتى على مستوى الديكور والهندسة المعمارية التي يمتاز بها المطعم الذي كان في البداية بيتا عتيقا وتقليديا يقطنه قائد مشهور خلدته الذاكرة الشعبية وأغاني العيطة الشعبية في المغرب، هو القائد العيادي والذي كان يخصصه للسكن واستقبال الضيوف من العيار الثقيل وهو مكون من بهو رئيسي وأربعة صالونات، إضافة إلى تلك البناية التي تسمى الدار الخضراء وهي بناية تنفتح أمام الزائر من الجانب الأيمن للصالون الرمادي وكلها فضاءات شُكـِّلت بمقاييس الفن والمعمار الجميل التي تتجسد في تلك الديكورات والهندسة التاريخية بالونها ونقوشها وزخارفها في الخشب والجبس والحديد والنحاس ولمسات العاج والزليج الفاسي التي منحت الفضاءات رقة وجمالية الفن والعيش الراقي، إضافة إلى أنَّ القصر تتوسط بهوه نافورة متألقة بمائها وورودها، وتحيط به أربعة صالونات، يتميز كل واحد منها عن الآخر بلون أثوابه وديكوراته، فهناك الصالون الأحمر الخاص للنوم، والصالون الأخضر في الجهة المقابلة، والصالون الأزرق للأكل، والصالون الرمادي الخاص بالأبناء.
وكان هناك الرياض الكبير، الذي كان مخصصا للقيلولة، ودار العبيد، وكانت مخصصة لاستقبال المعتمرين العائدين من الديار المقدسة، ودار الحكام، المخصصة للبت في قضايا المنازعات والحكم بين الناس. كل الصالونات مزينة بالزليج الذي يتناسق مع سقف مزين بالجبس والخشب المنقوش وفق تقاليد الصنعة والمعمار التقليدي المغربي الأندلسي.
وتنفتح على البهو عبر نوافذ تساير البهو والصالونات بنفس الألوان والنقوشات. أما الأرضيات فتركت، في الغالب، عارية إلا من ألوان زليجها الذي يمتد كلوحة فنية في الأرض، مع بعض السجادات، التي تظل وفية للإطار العام للديكور والبناية، أما حين يرفع الزائر عينيه إلى الأعلى فسيشاهد أضواء خافتة تزيد ليل القصر جمالا وفتنة وشاعرية ، غير أن الجميل في كل هذا أن سقف البهو يفتح ويغلق وفق ظروف الطقس ويوميات القصر ، إضافة إلى تلك الأضواء الخافتة المزينة بالشموع، التي تؤثث لكل أركان القصر، هناك الثريات التي ترسل أضواءها خافتة لتأخذ، هي أيضاً، لون الشموع.
وفي البهو، كما في الصالونات، تتراص الموائد التي يتحول بها القصر إلى مطعم، وهي موائد تتوافق من حيث كبرها وعدد الكراسي المحيطة بها، الشيء الذي يعطي للجلسة مدلول الضيافة الكبيرة بعدد ناسها والمدعوين إلى جلساتها ووجباتها التي تتنوع بين التقليدي المغربي والعصري العالمي حسب الطلب والرغبة ، والغالب في الأمر أنَّ هذا المطعم كل من يدخله يقصده للاستمتاع بجماله ولذة أطباق المغربية ونادرا ما تجد أحدا يطلب طبقا مخالفا أو مغايرا للأطباق المغربية التقليدية المتنوعة والمتعددة بين طبق الكسيكسي بجميع أنواعه ، أو طبق الحريرة المغربية ومختلف أنواع الطواجن المغربية والمراكشية إضافة إلى الطبق الأكثر شهرة في المدينة الحمراء وهو طبق الطنجية التي ذاع صيتها في كل أنحاء العالم ، إضافة إلى مختلف أطباق الأسماك المتنوعة التي يتفنن طاقم المطعم في إعدادها وتقديمها للزوار ، هذا بالإضافة إلى تنوع السلطات والمقبلات والحلويات وحتى المشروبات التي يختار منها الزائر حسب رغبته والتي يعتبر الشاي المغربي أولها والأكثر إقبالا.
ويفتح المطعم أبوابه في وجه الجميع لاسيما عشاق الأطباق المغربية اللذيذة ويقدم مختلف الخدمات المميزة بجودة عالية حتى يقوم بذلك في استقطاب السياح الأجانب من كل أنحاء العالم وكذلك استقطاب الرواد المغاربة الذين يقبلون بشكل كبير على تناول الأطباق المغربية في جو تقليدي بهيج ينطلق من التصميم الهندسي للقصر مرورا بالموسيقى والأجواء والتأثيث والديكور الذي يتميز به القصر وصولا إلى نكهة الأطباق المغربية والطقوس والعادات والتقاليد المغربية التي ما يزال يحافظ عليها القصر لجعل تلك الصورة التقليدية المغربية راسخة في ذهن كل الزوار وعشاق مدينة مراكش وفضاءاتها التقليدية والشعبية.