كرة القدم

بين رغبة الوصول للنجومية والبقاء في طريقها، تبقى الإصابات شبحاً يهدد نجوم كرة القدم، ويهدم أحلام موهبين سقطوا تحت مقصلة الإصابات التي تعتبر الهاجس الأكبر، والشبح الحائل بينهم وبين استمرار ركضهم على المستطيل الأخضر. وطالما أنهت الإصابات المتعددة مسيرة مواهب كثيرة، وحرمت أنديتهم من عطائهم، وأحرجت مدربين،

وأثقلت كاهل رؤساء، وحرمت الجماهير من المتعة الكروية التي اعتادوا مشاهدتها في المباريات.وفي الدوري السعودي للمحترفين، أنهت الإصابات مسيرة عدد من نجوم الأندية باكراً، فعيّشتهم لعنة الملاعب الحسرة لغيابهم عن مداعبة الساحرة المستديرة، ومشاركة زملائهم في التدريبات، ولتخلفهم عن المساهمة في تحقيق الطموحات والإنجازات، ومن بين أخطر تلك الإصابات الرباط الصليبي حيث داهمت هذه الإصابة عبد الله عطيف نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي، الذي يعتبر من أبرز اللاعبين في منطقة محور الارتكاز في الملاعب السعودية.

ويعول الروماني رزافان مدرب الهلال على عطيف كثيراً في مركز محور الارتكاز، لتميزه في الربط بين الخطوط الخلفية والأمامية، بيد أن الكشف الطبي الذي أجراه اللاعب بعد الجولة الثانية التي خاضها الهلال في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، أثبت تعرضه لقطع في الرباط الصليبي، وسيغيب عن الملاعب حتى نهاية منافسات هذا الموسم، وهذا الغياب سيفقد فريقه متصدر ترتيب الدوري المحلي ومتصدر مجموعته الآسيوية خدماته، كما سيخسر المنتخب السعودي الأول أبرز نجومه في مشوار التأهل نحو مونديال 2022.

ولم تمهل الإصابة البرازيلي روجيريو، أحد أبرز نجوم الموسم الماضي مع الفيصلي، قبل أن يخطب الاتفاقيون ودّ صانع اللعب، وينتقل إليهم في صيف الموسم الحالي، وانتهى موسم أفضل صناع المتعة في الدوري السعودي للمحترفين باكراً، بعد تعرضه لإصابة قطع في الرباط الصليبي، في مواجهة فريقه الدورية أواخر القسم الأول من الدوري أمام الرائد،

وعرف عن البرازيلي أثناء وجوده مع نادي الشباب أو الفيصلي حتى وصوله للاتفاق مهارته الفردية العالية في صناعة اللعب وتخطي المنافسين، إضافة إلى جمالية أدائه الجماعي، حتى بات يتغنى بأهدافه التي تطرب المشاهدين قبل النقاد والمحللين حتى المعلقين.وتلقى دفاع الاتحاد ضربة موجعة بفقدانه أهم الركائز الأساسية بإصابة زياد الصحافي لاعب متوسط الدفاع، والتي شخصت بكسر إجهادي في الساق، وتأتي هذه الإصابة لتزيد من معاناة الفريق الذي يصارع من أجل البقاء في دوري المحترفين السعودي، في الوقت الذي فقد فيه الاتحاد خدمات المغربي داكوستا، واستعانت إدارة أنمار الحائلي بالبرازيلي برونو أوفيني لسد الخانة التي تركها الصحافي، الذي يعد من أهم اللاعبين في الاتحاد والمنتخب السعودي الأول.

وفقد الفيحاء قوته الهجومية الضاربة، بإصابة محترفه التشيلي روني فيرنانديز، هداف الفريق، وهداف الدوري السعودي للمحترفين في الموسم ما قبل الماضي، بعد تعرضه لإصابة بالغة أثناء التدريبات اليومية، وتطلب الكسر المضاعف في عظمة الساق «الشظية» الذي حرم التشيلي من تمثيل فريقه تدخلاً جراحياً لتثبيت العظم، كما احتاج إلى فترة علاج وتأهيل لمدة 4 أشهر، وبذلك لن يتمكن من المشاركة مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي.

وكان الفيحاء، الذي يوجد في موقف حرج في الثلث الأخير من الترتيب، يعول على فيرنانديز لقيادتهم لبر الأمان؛ حيث يعتبر من أفضل المهاجمين الأجانب في الدوري المحلي بعد تجربته المميزة الأولى في الموسم ما قبل الماضي، التي توّجها بالوقوف على هرم الهدافين، وأحرز هذا الموسم 7 أهداف في المباريات الـ15 التي لعبها بشكل أساسي وصنع هدفين.

الإصابة التي حرمت الفيحاء من نجم هجومه بعد إغلاق سوق الانتقالات الشتوية، تتيح لهم الاستثناء بالتعاقد مع لاعب بديل. وحصلت الإدارة الفيحاوية على موافقة لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيد لاعب بديلاً عن فيرنانديز، لتعرضه لإصابة تمنعه من خدمة الفريق حتى نهاية الجولة الأخيرة من منافسات هذا الموسم، وعوّض غياب التشيلي، المدغشقري فانيفا إيما الذي كان مع فريق أبها في القسم الأول من الدوري، وأحرز حينها 7 أهداف وصنع هدفاً وحيداً، وبعد استغناء فريق أبها عن خدماته في فترة الانتقالات الشتوية، ظل المدغشقري بلا عقد احترافي، وهو ما سهل وصوله للمجمعة للانضمام لصفوف الفيحاء ليقف مكان التشيلي في خط المقدمة.

وتخلخلت الخطوط الخلفية الشبابية كثيراً بفقدانهم الجزائري جمال بالعمري الذي حمل شارة القيادة البيضاء، بفضل روحه العالية والاعتماد عليه قائداً للفريق داخل الملعب، ولم يشارك الجزائري مع «الشباب» سوى في الجولات الثماني الأولى من الدوري، قبل أن يتعرض لتمزق في غضروف الركبة، وكان بالعمري من أبرز اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية،

إذ كان في الموسم الماضي بجانب زملائه المدافعين سدً منيعاً أمام هجوم الأندية المنافسة، وعلى الرغم من احتلال فريقه المركز الخامس على سلم الترتيب، فإن الشباب من أقل الفرق استقبالاً للأهداف، ولم يلج مرماهم سوى 25 هدفاً طوال الدوري.وعلى العكس تماماً في هذا الموسم، بعد فقدانهم قائداً للخطوط الخلفية، وصاحب الروح العالية والحماسة داخل المستطيل الأخضر، مُني الشباب بخسائر ثقيلة، واتضح مدى تأثر الفريق بغياب الجزائري بالعمري، واهتزت شباكهم بـ13 هدفاً فقط في المباريات الأربع الأخيرة، خماسية من الاتحاد،

ورباعية من النصر، وثنائية من ضمك والفيصلي، قبل أن ينتصر أخيراً على العدالة محافظاً على شباكه بيضاء، ويسابق الجهاز الطبي بنادي الشباب الزمن لتأهيل اللاعب لعودته للمشاركة من جديد قبل مواجهة نصف نهائي البطولة العربية، وما تبقى من منافسات الموسم الحالي الذي ينافس فيه الشباب على إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة.

وأخفت لعنة الإصابة عبد الفتاح آدم، الذي بزغ نجمه في الموسم الماضي مع التعاون وأسهم بشكل لافت في حصول ناديه على أولى البطولات، بتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين كأول إنجاز للنادي القصيمي، وانتقل للنصر بصفقة مالية ضخمة، تعتبر الأعلى في سوق الانتقالات الصيفية هذا الموسم، لإمكاناته العالية في اقتناص الفرص أمام المرمى،

بيد أن آدم لم يشارك مع النصر بسبب الإصابة التي طاردته، وحرمته من المشاركة أو الوجود في القائمة الاحتياطية مع ناديه الجديد، واكتفى بالدفاع عن شعار الفريق العاصمي في مواجهتين فقط، وأحرز هدفاً وحيداً في مرمى فريقه السابق، وصنع آخر.ولحق عبد الله مادو مدافع النصر الشاب بقائمة اللاعبين المصابين، بعدما أظهر إمكاناته المميزة، التي أهلته لحجز خانة أساسية في متوسط الدفاع النصراوي الذي كان متصدراً لترتيب الدوري المحلي قبل أن يتراجع للوصافة،

قبل أن يقع عليه الاختيار من الجهاز الفني للمنتخب السعودي لتمثيل الأخضر في مشواره نحو كأس العالم 2022. عطاء وتوهج مادو هذا الموسم أجبر البرتغالي روي فيتوريا مدرب فريقه على الاعتماد عليه بصفة أساسية، وإزاحة عمر هوساوي قائد الفريق عن هذه الخانة، غير أن الإصابة التي تعرض لها في الركبة أبعدته عن مداعبة الكرة،

وأوصى طبيب النادي بإجراء علمية جراحية لتنظيف الركبة، تمهيداً لخضوعه لبرنامج تأهيلي، قبل العودة للتدريبات الجماعية.وأبعدت الإصابة إبراهيم الزبيدي مدافع نادي التعاون الذي لم يشارك سوى في 5 مباريات هذا الموسم؛ حيث تعرض لتمزق في عضلة الفخذ تطلبت تدخلاً جراحياً خارج المملكة، وفترة تأهيل قد تبعده حتى نهاية الدوري،

وهو ظهير التعاون الأيسر الذي كان في الانتقالات الصيفية مطمعاً للأندية الكبيرة التي خطبت ود إدارة ناديه لانتقاله لصفوفهم، عطفاً على ما قدمه من مجهود مميز في منافسات الموسم المنصرم، بعد تحقيق فريقه بطولة كأس الملك، واحتلاله المركز الثالث على سلم ترتيب الدوري، وضمان المشاركة في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا،

إلى جانب لعب مباراة السوبر السعودي.إلا أن شبح الملاعب غيبه قصرياً عن المشاركة، بعد مرور الأسابيع الخمسة الأولى، وفقد معه الفريق القصيمي أبرز لاعبي الموسم الماضي، سواء بالنواحي الدفاعية والهجومية؛ حيث يعتبر من أكثر اللاعبين المحليين صناعة للّعب بواقع مساهمته بتسجيل 7 أهداف، صنع 4 وأحرز 3. كما صنع في جولة هذا الموسم هدفاً وحيداً

وكما رافق الزبيدي زميله ربيع السفياني من نادي التعاون الذي تعرض لذات الإصابة في مواجهة السوبر السعودي أمام النصر، وسيحتاج الأخير لفترة تأهيل لا تقل عن شهر، بعدما فشل في اختبار العودة، وتطلب خضوعه لفترة استشفاء مضاعفة، وتبقى عودته لمشاركة زملائه في التدريبات الجماعية صعبة في الوقت الحالي، حسب التوصيات الطبية.

قد يهمك ايضا

منصور بن محمد يُكرِّم نجوم كرة القدم العالميين في مؤتمر دبي الرياضي الدولي 

  منصور بن محمد يفتتح فعاليات النسخة 14 لمؤتمر دبي الدولي