دبي – صوت الإمارات
أكد مدرب فريق بني ياس، العراقي عبدالوهاب عبدالقادر، أنه لم يتردد لحظة في قبول التحدي مع السماوي، وقيادة الفريق في وقت حسّاس للغاية، الذي أصبح أكثر المرشحين للهبوط إلى دوري الهواة هذا الموسم.
وكشف عبدالوهاب، في مقابلة لـ"الإمارات اليوم"، أن أول ما قام به مع الفريق، كان جلسة سريعة لرفع معنويات اللاعبين، لم تستغرق أكثر من ست دقائق، كانت كافية لجعلهم يقبلون على ما تبقى من مباريات بروح جديدة، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى تدريب السماوي قبل بداية الدور الثاني، حين اتصلت به الإدارة السماوي السابقة للمرة الأولى، موضحًا أن الظروف خدمته في تحقيق الفوز في أول مباراة له أمام حتا، ما ساعده كثيرًا في مهمته لرفع معنويات اللاعبين أكثر، وجعلهم يعتقدون بإمكانية طي صفحة الفترة المخيبة التي مرت من الموسم، وجعلت الفريق حبيسًا لقاع الدوري.
وأشار عبد الوهاب، إلى أنه رغم تحسن نتائج السماوي في الفترة الأخيرة، إلا أنه ما زال بالأرقام هو المرشح الأقوى للهبوط، لافتًا إلى أن بقاء بني ياس في دوري المحترفين يحتاج إلى "معجزة"، بحيث أصبح مطالبًا بالفوز في كل المباريات، ما يراه صعبًا للغاية.
وبشأن قدرته على تغييّر واقع فريق بني ياس سريعًا، أجاب عبدالوهاب، إن السبب بسيط للغاية، فلاعبو بني ياس كانوا بحاجة إلى استعادة ثقتهم بأنفسهم، بعد النتائج المُخيّبة للفريق ووجوده في موقع لا يتناسب مع قدرات بني ياس، ولا قدرات اللاعبين أنفسهم، فاجتمعت معهم لفترة قصيرة لم تتجاوز ست دقائق، لرد إليهم ثقتهم في أنفسهم، مضيفًا "عرفناهم بقيمة الشعار الذي يلعبون له، وحقيقةً، اللاعبون لم يخيّبوا الظن فيهم خلال المباراة الأولى ضد حتا، إذ ساعدتنا كثيرًا على استكمال بقية عملنا بنجاح حتى الآن"
كما أوضح عبدالوهاب، أن "الجانب النفسي كان البوابة التي انطلقنا منها، وتوجهنا بعد ذلك إلى الأمور الفنية، عبر الاهتمام بالجانب الدفاعي، بعدما استقبل الفريق نسبة كبيرة من الأهداف، فأدخلنا عددًا من اللاعبين إلى التشكيلة الأساسية، وفي مقدمتهم الثنائي حبوش صالح وأحمد دادا، وغيّرنا مركز قائد الفريق يوسف جابر، إلى قلب الدفاع، بدلًا من الظهير الأيسر، ما أعطى قوة لدفاع السماوي".
فيما أكد عبدالوهاب، أنه "لم أتردد للحظة واحدة في قبول مهمة تدريب بني ياس، رغم قناعتي الكاملة بصعوبة المهمة، وأنا من الناس الذين يقرؤون جيدًا، وهناك الكثير من القصص والعبر التي تجعلنا لا نخشى المواقف، بل نقابلها بشجاعة وعزيمة وإصرار كامل على النجاح، لهذا قبلت المهمة"، لافتًا إلى أن الإدارة السابقة للنادي تحدثت معه بهذا الشأن، قبل انطلاق الدور الثاني لبطولة الدوري، لكن لم تذكر أي تفاصيل، موضحًا أن كل ما جرى أنهم كانوا يرغبون في معرفة قراره، ووافق لكنهم لم يعاودوا الاتصال مرة أخرى.
كما أشار عبدالوهاب، إلى أن "كنت أتمنى أن أتولى تدريب بني ياس في هذا التوقيت، بدلًا من التوقيت الذي توليت فيه المهمة، لقد كان هناك عدد أكبر من المباريات، وفترة توقف كانت ستفيديني كثيرًا، وبشأن اللاعبين الأجانب، أكد أنهم يملكون إمكانات فنية جيدة، لكن مشكلتهم الوحيدة في اللياقة البدنية، لأنهم جاؤوا إلى بني ياس من دوريات قد توقف نشاطها، وهذا ما سنعمل عليه خلال فترة التوقف الحالية
وشدد عبدالوهاب، أنه لا يوجد عمل ناجح يتحقق بالحظ، ربما يكون هناك توفيق، والتوفيق لا يأتي إلا من خلال العمل والاجتهاد، متابعًا "تكفيني إشادة الجميع بالمستويات التي قدمتها الفرق التي توليت قيادتها، وتلك المستويات لم تأتِ بالحظ، ولكن بالعمل والعمل الجاد، مؤكدًا أنه لا يستطيع أُن يعطي نسبة مُحددة لبقاء السماوي في الدوري، وكل ما يستطيع قوله إن عليهم الاجتهاد وعدم الالتفات إلى نتائج الآخرين، إذ لا جدوى من خسائر الفرق المتصارعة على البقاء دون تحقيق الفوز
فيما لفت عبدالوهاب، أنه ليس مع تصنيف المدربين عربي وأجنبي، فقط مع المدرب الناجح، الذي يُضيف للأندية التي يعمل فيها، أو المسابقة بشكل عام، دون النظر لتحديد هويته، فهناك مدربون حصلوا على فرصتهم ولم ينجحوا، رغم كل المحاولات المبُذولة من جانب إدارات أنديتهم لمساعدتهم على النجاح، وهناك مدربون قدموا عملًا جيدًا، سواء كانوا عربًا أو أجانب.
وبشأن تجربة السوري محمد قويض، يرى عبدالوهاب أنه من المدربين الذين تركوا بصمة في الدوري الإماراتي، وهذا تحقق بفضل فكرة إدارة الظفرة، إذ تُعجبه إدارة كرة القدم فيه، فهم لم يستعجلوا على المدرب، رغم الخسائر التي تعرض لها الفريق، ثقةً في قدرات المدرب، الذي كان دوره واضحًا في نجاحات فارس الغربية، رغم رحيل اثنين من أفضل لاعبيه في الدور الثاني
كما أضاف عبدالوهاب، أن حظوظ الجزيرة هي الأقرب، من حيث عدد النقاط التي تفصله عن أقرب ملاحقيه، إذ قدم عملًا جيدًا هذا الموسم، رغم أنه لم يكن من المرشحين لنيل اللقب، مشيرًا إلى أن عجمان هو أقرب الفرق للتأهل، وسيتأهل بالفعل، عطفًا على العمل الكبير الذي قامت به الإدارة والمدرب واللاعبون.
بينما عبر عبد الوهاب، عن تفائله بقدرة منتخب الإمارات على التأهل للمونديال رغم صعوبة المهمة، فالأبيض لديه عناصر مميزة وقادرة على تحقيق حلم الإماراتيين والعرب كافة، أما بشأن المدرب مهدي علي، فأكد أنه من أكثر العاملين في مجال كرة القدم، اقتناعًا بما يقدمه هذا المدرب من عمل طوال ما يزيد على أربعة أعوام مع المنتخب الأول، فلا يوجد فريق في العمل يُمكن أن يستقر على مستوى ثابت طوال الوقت، فهناك فترة صعود وهبوط لكل الفرق والمنتخبات، وفق الحالة الفنية والبدنية وأيضًا النفسية للاعبيه.