موسى عباس

شن الدكتور موسى عباس، نائب رئيس أكاديمية النادي الأهلي والخبير والمفكر الرياضي والمتخصص في قضايا الاحتراف، هجوماً واسعاً على دعاة التعامل بعقلية الهواية مع مخرجات الأكاديميات والفوز بالبطولات.

مشيراً إلى أن الهدر الحقيقي للأموال هو الصرف من دون تحقيق بطولات، وأكد أن الموهبة لا تباع في «سوبر ماركت» الأندية، إنما هي هبة من رب العالمين، والمال من دون فكر يساوي هزائم ومخرجات ضعيفة.

وأوضح الدكتور أن الفلسفة الحالية التي يتعامل بها ناديا العين والأهلي مع مخرجات الأكاديميات والمدارس، فرضتها عقلية الاحتراف، مشيراً إلى النقلة التي أحدثها العمل الاحترافي في صفوف النادي الأهلي.

ومؤكداً أن في عهد الاحتراف والبحث عن البطولات والإنجازات الخارجية لا يمكن الاعتماد بالكامل على مخرجات الأكاديميات، ولكم النظر إلى ما فعله نادي العين بعد خسارته الشهيرة أمام الاتحاد السعودي، فعمل على استقطاب لاعبين من داخل وخارج الدولة، ومن ثم تغير شكل الفريق ونفس الأمر حدث مع الهلال السعودي.

ورد الدكتور موسى عباس على من قالوا إن الأهلي والعين يهدران الأموال ويصرفان أموالاً طائلة على اللاعبين الجاهزين «أن النادي الأهلي والعين يمكن يكون معدل صرفهما في هذا الموسم بين 350- 400 مليون درهم، لكن بالنظر إلى واقع إنجازاتهما فقد حققا مكاسب داخلية وخارجية، بالتالي لا يكون هناك صرف ولا هدر أموال، لأنه تم وضعها في مكانها الصحيح.

في المقابل يرى الدكتور موسى عباس أن هدر الأموال يحدث في تلك الأندية التي صرفت في هذا الموسم نحو 160 مليون درهم، لكنها اكتفت بوسط الترتيب العام في الدوري، وأخرى صرفت مبلغاً مماثلاً لكنها تنافس على الهبوط في كل موسم، فهذا صرف من دون نتائج.

وأكد الدكتور موسى عباس أن النادي الأهلي يفرق في تعامله الحالي بين عقلية الهواية ومتطلبات الاحتراف، وهل كرة القدم لعبة أم رياضة، إذا «لعبة الفريج» لا نصرف عليها أموالاً كما يحدث اليوم، ويمكن الموازنة لا تتعدى مليوناً في عصر الهواية، لأن اللعب من دون مقابل، واليوم المال عصب الحياة إذا صاحبه تفكير جيد.

لأنه هناك بعض من يملكون المال ولا يملكون الفكر اللازم للتعامل الاحترافي في التعاقدات سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين فيتم إهدار المال والدليل سوء النتائج رغم صرف ما يقارب 160 مليون درهم، والنتيجة الصراع على الهبوط أو احتلال مراكز وسط الترتيب، بعكس الأهلي والعين الذي يملك الفكر مع المال.

وكشف الدكتور موسى عباس أن إنجازات النادي الأهلي ليست وليدة عهد الاحتراف، فهو في العام 2006 في زمن الهواية أحرز البطولات بمشاركة 11 لاعباً من مخرجات المدارس والأكاديمية، ولم يكن هناك لاعب من خارج النادي سوى فرهاد مجيدي وأجنبي آخر، لكن للأسف هناك بعض الإداريين يريدون للأهلي أن يتعامل مع مخرجات الأكاديمية في عهد الاحتراف بعقلية الهواية، فهذا لا يمكن أن يحدث.

مشيراً إلى إنجاز نادي النصر بالوصول إلى دوري الثمانية آسيوياً بفضل شرائه لاعبين مميزين، وليس بالاعتماد على مخرجات الأكاديميات والمدارس، مضيفاً أنه في العام 2006 مخرجات أكاديمية الأهلي تضم نجوماً لامعة منهم: ماجد حسن – أحمد خليل – سعد سرور – سالمين خميس – خليفة إبراهيم الذي يلعب الآن في دبا الفجيرة، فضلاً عن إرسال الأهلي 11 لاعباً مميزاً منهم إسماعيل الحمادي وأحمد خليل أفضل لاعب أسيوي إلى فرنسا لاكتساب خبرات احترافية، فماذا يريدون من الأهلي أن يفعل أكثر من هذا.

وأوضح الدكتور موسى عباس أن الموهبة لا تخرج من الأكاديمية، وندرة المواهب ظاهرة عالمية مثلاً نجد عموري وعلي مبخوت ورونالدو وميسي ظواهر عالمية غير متكررة، فالموهبة هبة ربانية ولا تكتسب داخل الأكاديميات، بل تصقل فيها، والأهلي لديه مخزون استراتيجي من المواهب رهن إشارة المدرب.

ونتعامل بتوازن بإعارة اللاعبين بدلاً عن تكديسهم، والأهلي متميز في عهدي الاحتراف والهواية، لكن بعضهم لم يتميز لا في الهواية ولا الاحتراف، حيث لدينا 3 لاعبين في منتخب الشباب المشارك في البحرين، و3 في منتخب الناشئين المشارك في الهند، و5 لاعبين في منتخب مواليد 1999، بجانب 6 في منتخب مواليد 2002، يعني لدينا كنز من المواهب.

وتساءل الدكتور بحرقة، هل يعقل أن ننافس في آسيا بالهواة، لابد أن يكون لديك عمل على مديين قصير وطويل، ولا يعقل أن نعتمد على الأكاديميات وحدها، فكيف تتطور الكرة، وشيء طبيعي أن تكون السيطرة لفرق بعينها، بسبب توزع المواهب، وعندما سيطر الوصل والشارقة في حقبة زمنية، ضاعت أجيال، وهو شيء طبيعي والمشكلة تكون عند الاعتماد على الفريق الأول من دون أكاديميات، لكن لدينا أكاديميات ونشتري اللاعبين ونعمل في الناحيتين وليس الأكاديميات فقط، وهل العين والأهلي ارتبكوا جريمة بشراء اللاعبين، فهل لو اعتمد النصر على الأكاديمية يصل إلى دور الثمانية آسيوياً.

وقد يكون لديك مخرجات وتشارك باستمرار مع الكبار، لأنك لا تملك لاعبين مميزين في الفريق الأول وهذا الفرق، الرؤية واضحة عالمياً فهل الأندية الأوربية الكبيرة التي تشتري لاعبين ليس لديها أكاديميات مثل الريال وبرشلونة وغيرها.