اتحاد كرة القدم

 أجمع الوسط الرياضي، في واحدة من الحالات النادرة، على صحة ما ذهب إليه اتحاد كرة القدم، في ما يتعلق بقراره الأخير الذي منع بموجبه قصات الشعر الغريبة، القذع وما شابه، عن ملاعب كرة القدم الإماراتية، ربما باستثناء قلة ترى أن القرار به تدخل في الحريات الشخصية.

فيما أكد الداعمون للقرار، أنه لا يوجد ما يسمى بالحريات الشخصية، إذا ما تعارضت مع الأعراف والقيم والعادات والتقاليد، وإذا مست الجوانب الأخلاقية التربوية.
واجتمع الوسط الرياضي على قلب رجل واحد وقرار واحد بأغلبية كاسحة لم يشهدها أي قرار من قبل، بأن قصات الشعر الشاذة لا مكان لها في الملاعب الإماراتية، ولا بد من استخدام المقص لمن يرفض القص وتسوية شعره، علمًا بأن كل القرارات التي يتخذها اتحاد الكرة دائمًا تكون محل شد وجذب واختلاف.

وعلى الرغم من الدعم الكبير للقرار، لكن البعض شدد على أهمية اتخاذ القرارات التربوية، ومعاقبة كل اللاعبين الذين لا يلتزمون بالتوجيهات على حد سواء، بمساواة تامة، دون أن يكون هناك تمييز، مع سؤال متشابه عن المعايير التي سيحدد بموجبها اتحاد كرة القدم، إن كانت هذه القصة عادية والأخرى مخالفة.. وهو ما رد عليه رئيس لجنة الانضباط، ووضح الكيفية التي يتم بها اتخاذ القرار.

وخلال التحقيق حول موضوع قصات الشعر، بعد أن أثار جدلًا واسعًا في الأيام الماضية، قدم الكثيرون إفادات جريئة في هذا الصدد، عبر أطياف متنوعة من إداريين ومدربين ولاعبين ونقاد رياضيين.. لتكون المحصلة، التأكيد على دعم القرار، والتمسك بالعادات والقيم.

واستنكر الشيخ محمد بن صقر القاسمي، الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة، ظاهرة قصات الشعر الغريبة في ملاعب الكرة الإماراتية، مؤكدًا أنها دخيلة على المجتمع العربي، ولكنه تحفظ على قرار تنفيذ اتحاد كرة القدم، وفرض العقوبة على جميع اللاعبين دون استثناء.

وشدد محمد عتيق الهاملي عضو مجلس إدارة شركة الجزيرة لكرة القدم، رئيس أكاديمية النادي، على أنه مع قرار اتحاد كرة القدم، وضد قصات الشعر التي بها تقليد للغرب، ويرى أن اللاعب الذي يقدم على مثل هذا السلوك، لاعب أناني، يحب نفسه، لأنه يريد أن يلفت انتباه الجمهور إليه بمفرده، والأسوأ من ذلك، أن مثل هذه التصرفات غير أخلاقية، ولا مكان لها في دولة الإمارات.

بدوره، بين محمد العامري عضو مجلس إدارة نادي الوصل، المتحدث الرسمي باسم النادي، أن هناك قصات شعر دخيلة على العادات، والمؤسف أكثر، أنها أكثر انتشاراً بين الصغار، لأن الصغار يقلدون ما يفعله الكبار دون وعي، وبالتأكيد، نحن ضد مثل هذا السلوك الذي يتنافى تماماً من تقاليدنا، وذكر العامري أن موضوع قصات الشعر ليس جديداً، وموجود منذ فترة، وأن اتحاد الكرة بدأ حالياً فقط في التركيز عليه.