المنتخب الإماراتي

أكَّد رياضيون أنَّ مباراة المنتخب الإماراتي لكرة القدم الودية الأخيرة أمام ترينداد وتوباغو، التي انتهت بخسارة الأبيض بهدفين نظيفين، خلال معسكره الخارجي الحالي في إسبانيا، ضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا المقررة في الإمارات كانون الثاني / يناير المقبل، كشفت العديد من الثغرات في صفوف المنتخب، ودقت ناقوس الخطر بعدما ظهر المنتخب بصورة باهتة وبأداء غير مقنع، وقبل أربعة أشهر فقط من انطلاق البطولة الآسيوية.

وأشاروا إلى أنَّ المنتخب في حاجة إلى سبع نقاط أساسية للتحضير بشكل جيد للبطولة القارية، بينها إعادة المدرب زاكيروني لخطة اللعب الخاصة بالمنتخب، وكذلك إعادة النظر في نوعية المباريات الودية التي يخوضها الأبيض حاليًا، بجانب العمل على إقامة معسكرات إعداد طويلة للوصول باللاعبين إلى الجاهزية المطلوبة، وترميم صفوف المنتخب بلاعبين جدد، في ظل تراجع مستويات بعض اللاعبين، والعمل على الاستفادة المثلى من مباريات دوري الخليج العربي في تجهيز لاعبي المنتخب، من خلال المتابعة الجيدة للعناصر المميزة، وكذلك إعادة النظر في مركزَي الظهيرين بالمنتخب لسد الثغرات الدفاعية التي يعاني منها الأبيض، إضافة إلى تقييم عمل زاكيروني، واتخاذ قرار من الآن بشأن استمراره من عدمه قبل فوات الأوان.

وقالوا لصحيفة "الإمارات اليوم" ، "المؤشرات الحالية لا تعطي الثقة في المنتخب، بعدما كشفت مباراته الودية الأخيرة أمام ترينداد وتوباغو، العديد من الأمور الفنية السلبية التي تجب معالجتها، والقيام بعملية إنقاذ عاجلة لوضع الأمور في نصابها الصحيح".

ويلعب المنتخب في كأس آسيا ضمن المجموعة الأولى، التي تضم البحرين والهند وتايلاند، إذ يستهل مشواره بلقاء البحرين في الخامس من كانون الثاني / يناير المقبل.

ورغم أن المنتخب الإماراتي خاض مباراة ترينداد وتوباغو بكامل عناصره الأساسية، بمن فيهم الثلاثي عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل، إلَّا أنَّ المنتخب لم يقدم المردود الفني المطلوب، وظهر بصورة متواضعة للغاية، وسيلعب المنتخب مباراته الودية الثانية في إسبانيا أمام منتخب لاوس بعد غد.

ورأى محمد مطر غراب عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق والمحلل الرياضي أنَّ ما يحدث للمنتخب حاليًا أمر متوقع في ظل الظروف الحالية المحيطة به، ومنها برمجة المسابقات المحلية، لافتًا إلى أنَّ المؤشرات الحالية تجعل الوضع غير مطمئن.

وقال غراب " المؤشرات الحالية لا تعطي الثقة في المنتخب، وهناك أمور كثيرة بحاجة إلى إعادة نظر، بينها طريقة اللعب التي يلعب بها زاكيروني وهي 3-5-2، وتتغير أحيانًا إلى 3-4-3، بجانب نوعية المباريات الودية التي سيخوضها المنتخب حاليًا".

وأضاف غراب قائلًا " المنتخب في حاجة إلى معسكرات وفترات إعداد أطول للوصول باللاعبين الى مرحلة الجاهزية المطلوبة، إضافة إلى أنَّه تجب الاستفادة من مباريات الدوري المحلي في عملية تجهيز اللاعبين، فضلًا عن أن المنتخب يحتاج إلى إعادة ترميم من جديد، لأنَّ بعض العناصر غير جاهزة، كما أنه يجب على المدرب إعادة النظر في مركزَي الظهيرين، وهناك عناصر في الأبيض يجب الاستفادة منها بالشكل الأمثل، ومنهم اللاعب خلفان مبارك".

وشدد غراب على أن دوري الخليج العربي يعد حاليًا غير منتج للاعبين مميزين يشكلون الإضافة المرجوة للمنتخب، مضيفًا" قرعة كأس آسيا من الممكن أن توصل المنتخب إلى نصف النهائي، ومن الممكن أن تكون المرحلتان الأولى والثانية أسهل، لكن كلما وصل إلى مراحل متقدمة، كانت مهمته صعبة، كونه سيواجه منافسين أقوياء، لذلك فإن المنتخب بحاجة إلى جاهزية عالية تمكنه من مواجهة أي منتخب".

و تمنى مساعد مدرب المنتخب السابق حسن العبدولي، التوفيق للمنتخب في مشواره، مشيرًا إلى أنَّه يأمل أنَّ يقوم الجهاز الفني بتعزيز النقاط الإيجابية في المنتخب، وتصحيح الجوانب السلبية. وقال العبدولي" أتمنى أن يعود الجهاز الفني للعمل بخطتَي اللعب السابقتين اللتين اعتاد عليهما اللاعبون لسنوات طويلة، وهما 4-4-2 و4-2-3-1 .

وأشار العبدولي إلى أنَّ هذه الطريقة تناسب إمكانات لاعبي المنتخب وتعودوا عليها لنحو 10 سنوات، ومن الصعب تغييرها خلال فترة وجيزة، مؤكدًا أنَّ المدرب قد يغيرها بعد كأس آسيا، ولكن ليس قبله لضيق الوقت قبل أن يتعود عليها اللاعبون.

وقال العبدولي " المنتخب يضم في صفوفه نخبة من أفضل العناصر، ورغم أن الثغرات الدفاعية موجودة في السابق، لكنه كان يتميز بالشق الهجومي، ولديه شخصية وهوية محددة، ويعد من أفضل المنتخبات في آسيا، ويملك أقوى خط هجوم بدليل أن علي مبخوت فاز بلقب هداف آسيا في 2015 برصيد خمسة أهداف، ونال عمر عبدالرحمن لقب أفضل صانع ألعاب في آسيا، وأحمد خليل لقب أفضل لاعب في آسيا، ويمتاز عدد كبير من لاعبي المنتخب بالنزعة الهجومية".

وأشار إلى أن هناك تراجعًا في النسبة التهديفية للمنتخب، كون أنه خلال 12 مباراة خاضها في الفترة الأخيرة لم يسجل سوى أربعة أهداف فقط.

وشدد عضو مجلس إدارة نادي الوصل السابق حسن طالب المري على أهمية تقييم عمل المدرب زاكيروني بعد دراسة فنية من المختصين، واتخاذ قرار بشأن استمرار المدرب في عمله من عدمه، وفقًا للعمل الذي يقوم به، وذلك قبل فوات الأوان، نظرًا إلى أنَّه لم يتبقَّ سوى فترة قصيرة على انطلاق كأس آسيا.

وقال المري" إذا كان اتحاد الكرة يرى أن المدرب قام بعمل جيد ويستحق أن يستمر، فإننا كرياضيين ندعم أي قرار يتخذه الاتحاد في هذا الخصوص، وفقًا لنظرة فنية يراها اتحاد الكرة، لكن في حال لم يتمكن المدرب من خلق التوليفة المناسبة التي يمكن أن تخدم المنتخب قبل كأس آسيا، فإن على الاتحاد أيضًا اتخاذ القرار الصعب من الآن قبل فوات الأوان".

 النقاط الـ 7
1- إعادة زاكيروني النظر في خطة اللعب الخاصة بالمنتخب.

2- إقامة معسكرات إعداد طويلة للوصول بالمنتخب للجاهزية المطلوبة.

3- إعادة النظر في نوعية المباريات الودية التي يخوضها المنتخب حاليًا.

4- العمل على إعادة ترميم صفوف الأبيض بعناصر جاهزة.

5- الاستفادة المثلى من مباريات الدوري في تجهيز اللاعبين.

6- إعادة النظر في مركزَي الظهيرين في المنتخب لسد الثغرات الدفاعية.

7- على اتحاد الكرة تقييم عمل المدرب زاكيروني خلال الفترة الماضية واتخاذ القرار المناسب بشأن بقائه من عدمه.

وشدد عمران عبدالله أمين السر العام المساعد السابق في اتحاد كرة القدم على أهمية عدم الحكم على المنتخب من مباراة واحدة فقط، لا تعطي مؤشرات حقيقية عن المنتخب، مشيرًا إلى أنَّ مباراة ترينداد وتوباغو أول مباراة ودية يخوضها المنتخب بعد فترة توقف طويلة، وأن اللاعبين لم يصلوا حتى الآن إلى كامل الجاهزية.

وأكَّد عمران أنَّه متفائل وليس متشائماً، وأن القادم سيكون أفضل بالنسبة للمنتخب، مطالبًا اللاعبين بالجدية والتركيز والروح القتالية العالية خلال المباريات المختلفة التي يخوضها المنتخب.

وقال عمران عبدالله لـ"الإمارات اليوم"،" المنتخب لايزال في بداية التحضير لكأس آسيا، وهو بحاجة إلى المزيد من الوقت للوصول إلى مرحلة الجاهزية المطلوبة بالنسبة لجميع اللاعبين، وأتمنى أن تكون الأمور أفضل في الفترة المقبلة".

وأشار عمران عبدالله إلى أنه يعتبر الإيطالي ألبيرتو زاكيروني مدرباً ممتازاً، ويجب عدم التسرع في الحكم عليه من خلال مباراة ودية واحدة.