لندن ـ كارين إليان
من بين الأفكار الأكثر تداولًا حول كيفية تأثير الحياة البدائية لرجل الكهف على السلوك الحديث، النظرية التي تقول إننا عندما نذهب للتسوق فإن النساء يذهبن لجلب العلف للماشية
أما الرجل فيذهب للصيد.لكن اتضح، أن البيانات الإثنوغرافية الحديثة لا تعضد هذا الاعتقاد. فقد تبين أن النساء يذهبن لمطاردة السيارات والإلكترونيات بينما يتطلع الرجال للحصول على الملابس والأدوات المنزلية.ويقول مارشال كوهين كبير المحللين في مجموعة NPD " لقد أصبحت كل تلك الاختلافات القديمة ضئيلة جدا "المرأة هي الآن التي تذهب لاصطياد الأشياء الكبيرة والثمينة، والرجل يذهب لشراء العلف وربما مع بعض المطاردة".دليل صغير آخر نجده في إضافة جديدة طرأت على مجال أزياء الرجال وهي تخص المعطف أو ما يرتديه فوق الملابس في الشتاء – الإضافة الجديدة فيما يخص المعاطف تظهر أن الرجال حريصون جدا فيما يخص ملابسهم تماما كالنساء.
الحكمة التقليدية تقول: إن معطف الشتاء للرجل ينبغي أن يكون كلاسيكيا وحتى رزينا، وأن الرجل يختار معطفه بنفس الطريقة التي يختار بها الأريكة، شيئاً تقليدياً وغير مميز ويمكن أن يتماشى مع أي قطعة ملابس في خزانة ملابسه أو حتى في غرفة معيشته. لذلك فمن المستغرب أن نجد المصممين يخرجون علينا بمجموعة من المعاطف الرجالية هي أبعد ما يكون عن الرزانة، والغريب أيضاً أن نجد أن الرجال يقبلون عليهم. فهناك المعطف الأزرق الزاهي، ومعطف آخر بلون الخردل الأصفر. صحيح أن هذه المعاطف لا تحقق نفس الرواج الذي تحققه المعاطف الكلاسيكية الأخرى، لكنها تباع بشكل جيد بدرجة تكفي لإنتاج المزيد منها العام المقبل.
هناك عدة عوامل تسببت في هذا التغير في الذوق الرجالي، أول هذه العوامل هو حقيقة أن الكثير من الرجال لديهم بالفعل، معطف تقليدي يصلح لجميع الأغراض، ويمكنهم ارتداؤه فوق البذلة، ولكن مثل هذا المعطف سيبدو كلاسيكياً جدًّا عند ارتدائه فوق سترة عصرية أوسروال جينز. وقد تطورت فكرة هذا المعطف العصري الخفيف من أجل الحصول على شيء أقل تعقيدا وأصغر حجماً من المعطف الكبير الذي يُرتدى فوق البذلات.
المعاطف الخفيفة العصرية الجديدة ليست ضخمة الحجم وتسمح فقط بارتداء سترة ذات رقبة عالية تحتها، أنه نوع من الدمج بين فكرة المعطف التقليدي والمعطف الرياضي معاً.ويقول توبي بيتمان، مدير قسم المشتريات لمحلات بورتر، للتجزئة "إن كل ما يريده الرجال باختصار هو معطف يشبه كثيراً الجاكت الرياضي ولكن أكثر دفئاً وطولاً ".وأضاف "على مدى السنوات القليلة الماضية، عكف المصممون على تحديث معطف الرياضة، ولعبوا بالألوان والنمط، حتى لا يجعلونه يبدو وكأنه زي مدرسي موحد. والآن يأخذون نفس النهج مع المعاطف الخفيفة. والفكرة هي جعل المعطف كما يحب الرجل لِأنْ يرتديه حقًّا".
وأشار توم كالندرين، مدير الموضة في محلات بارنيز لملابس الرجال في نيويورك، إلى أن المعاطف الخفيفة لا تزال تنطوي على درجة من الرزانة. وهي تجمع بين عناصر الحداثة والعصرية مع الكلاسيكية والتقليدية. وأضاف السيد كالندرين "أن الأمر لا يتعلق فقط بملابس خارجية تؤدى الغرض منها وهو إعطاء الدفء، ولكن الأمر يتعلق أيضاً بالموضة. نحن لم يعد لدينا شتاء بارد ولا حتى خريف بارد. لذلك فالأمر يتعلق أكثر ربما بالظهور أنيقاً وعصرياً. وهذا المعطف الخفيف الجديد هو ما ستراه قادما في كل فصل شتاء".
وأضاف أنه يرى أن فئة جديدة بدأت تظهر لتحل محل المعاطف الجلدية والصوفية الطويلة التي كانت من أساسيات ملابس الرجال في العقد الماضي.من جانبه، لفت السيد كوهين الانتباه لمعطف السيارة الذي يصل الى منتصف الفخذ والذي كان ظاهرة في الستينات ومنح الرجال ملبسًا خارجيًّا أنيقًا دون أن يكون له أي سابقة في التاريخ يعود لها. في كل الحالات، هذه القطعة الجديدة في ملابس الرجال هي إضافة جيدة وليس لها شكل ملزم يملى عليك ما هو الشكل "الصحيح" لها. إذ يمكنك إدخال ما تشاء من تفاصيل على هذه المعاطف الجديدة، في حدود المعقول. وتذكر أنت تريد أن تتطور، لا أن تتحور.