دبي – كريم ابوالعلا
يواجه الجهاز الطبي للفريق الأول لكرة القدم في نادي العين الإماراتي تحديًا من نوع مختلف، يتمثل في السباق مع الوقت، من أجل ضبط "الساعة البيولوجية" للاعبي الفريق، خلال فترة تواجدهم في مدينة جينجو، معقل فريق تشونبوك الكوري الجنوبي، الذي يستضيف العين، في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، السبت. ويسعى الجهاز الطبي إلى تفادي التأثيرات الجانبية لفارق التوقيت، قبل موعد المباراة، بعد الرحلة الطويلة، بالطائرة الخاصة، التي ستقل اللاعبين من مطار أبوظبي الدولي، وتستغرق نحو 10 ساعات.
وأوضح طبيب المنتخبات الوطنية لكرة القدم السابق، ومدير مركز الفجيرة لتأهيل العظام، الدكتور عبد الله بارون، أن فكرة سفر فريق العين قبل فترة من موعد المباراة تساعد على ضبط "الساعة البيولوجية" للاعبين، وتفادي صعوبات التأقلم على الأجواء، في كوريا الجنوبية، مبينًا أنه يجب على اللاعبين الدوليين، أصحاب الخبرة في السفر مع المنتخبات الوطنية، مساعدة زملائهم على محاربة الآثار الجانبية، التي ستحدث بسبب تغير مواعيد النوم، والرحلة المرهقة، التي تصل إلى 10 ساعات.
وقال "بارون"، الذي يعد أول طبيب إماراتي يفوز بجائزة الخدمة في الطب الرياضي، من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: "كوريا تتقدم على الإمارات في فارق التوقيت بخمس ساعات، وهذا يتطلب أن تقضي خمسة أيام حتى تضبط ساعاتك البيولوجية، لأن مقابل كل ساعة تحتاج ليوم، لذلك فإن فكرة السفر المبكر للعين تساعد على تحقيق الأمر بالشكل المطلوب، حتى إن أدى الفريق المباراة وهو لم يكمل خمسة أيام بالتمام والكمال".
ووضع الجهاز الفني، بقيادة المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش، برنامجًا متدرجًا، سيخضع له اللاعبون، خلال فترة تواجدهم في كوريا، تجنبًا لتعرض اللاعبين للإرهاق، نتيجة السفر، وكثرة التدريبات، وستنحصر التمارين في الجوانب التكتيكية، وشرح الطريقة التي سيخوض بها الفريق لقاء الذهاب.
وخلال الموسم الجاري وحده، سافر فريق العين إلى أربع دول مختلفة، كانت أبعدها إيران، لملاقاة ذوب آهن، في أصفهان، لكن فارق التوقيت لم يكن له دور كبير في تأثير "الساعة البيولوجية" لدى اللاعبين، غير أن الرحلة إلى كوريا الجنوبية سيكون لها أثرًا سلبيًا على اللاعبين، إذا لم يتم تدارك الأمر، بفرض ضوابط صارمة على اللاعبين، بالنوم المبكر، وفقًا لتوقيت المدينة الكورية.
ولدى الدكتور "بارون" تجربة سابقة مع السفر إلى كوريا الجنوبية، حينما كان يتولى رئاسة الجهاز الطبي للمنتخب الأولمبي لكرة القدم، في دورة الألعاب الآسيوية 2014، وأكد أنه، في تلك الرحلة، وضع برنامجًا خاصًا للاعبي المنتخب، من أجل التأقلم سريعًا مع التغيرات ما بين كوريا والإمارات، اعتمد فيها على تنظيم وقت النوم، الذي كان يمثل الهاجس الأكبر بالنسبة للاعبين، ومع مرور الأيام، استطاعوا التأقلم، والظهور بشكل مميز، في تلك البطولة.
ولا يقتصر تأثير "الساعة البيولوجية" على لاعبي الفريق، والجهاز الفني والإداري فقط، وإنما يؤثر على الجماهير، التي ستزحف خلف "الزعيم"، لمساندته في المباراة، التي ستقام على أحد الملاعب التي استضافت مباريات كأس العالم، في نسخة عام 2002، إذ سيتعين على أفرد الجمهور التغلب على التأثيرات الجانبية، لأن فترت تواجدهم في كوريا بالكامل قد تصل إلى 60 ساعة.
وقدم "بارون" 10 نصائح إلى لاعبي العين للتغلب على مشكلة فرق التوقيت، وهي:
1- إغلاق الهواتف والأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
2- تحديد درجة حرارة معتدلة للغرفة.
3- تقليل الإضاءة في غرفة النوم قدر الإمكان.
4- الابتعاد عن تناول المنبهات قبل موعد النوم.
5- استخدام السرير للنوم والاسترخاء فقط.
6- أداء التدريبات قبل أكثر من ثلاث ساعات من وقت النوم.
7- تناول وجبة خفيفة، والابتعاد عن العشاء الدسم.
8- الابتعاد عن التلوث الجوي، والضوضاء، والإشعاعات.
9- أخذ فترة قيلولة قصيرة، لا تزيد عن 10 إلى30 دقيقة، في منتصف النهار.
10- الاستيقاظ المبكر، والتعرض لآشعة الشمس.