المنتخب الإماراتي

واصل المنتخب الإماراتي نزيف النقاط في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، بأداء باهت، أسفر عن تعادل أمام تايلاند بهدف في الوقت المحتسب بدل الضائع، تعادل أشبه بطعم الخسارة، لا يليق بتاريخ وإنجازات الأبيض، ولكن صورة الأبيض الباهتة لم تتبدل منذ انطلاقة التصفيات، ولذلك نقولها بكل صراحة، حان وقت التبديل والعمل من الآن لكأس أسيا 2019، والتي ستقام في الإمارات، خاصة بعد أن تحول بعض اللاعبين إلى أشباح في الملعب، بلا جهد ولا روح، ولا عزيمة قوية للتمسك بأمل التأهل لأكبر بطولات العالم، ويبدو أن معظم لاعبي الجيل تشبعوا، ولن يقدموا أكثر مما قدموه، ومقولة ننتظر لنهاية التصفيات ما هي إلا مضيعة لوقت نحن في أمسّ الحاجة إليه لتجديد شباب الأبيض، وتكوين منتخب قوي يكون قادرا على المنافسة بقوة في نهائيات آسيا.

أداء

المدرب باوزا لم يوفق في أول تجربة له مع الأبيض رسميا، ليس بسبب التعادل والأداء الباهت، وإنما في طريقه تعامله الفني مع مجريات اللعب، حيث يدرك المدرب أن المنتخب التايلاندي سوف يلجأ للدفاع من أجل الخروج بأقل خسائر فنية، في ظل قراءة مدرب تايلاند بوجود أمل للأبيض، ومع ذلك، بعثر المدرب أوراق الفريق، حيث لعب بطريقة دفاعية، من خلال الاعتماد على ثلاثة لاعبين ارتكاز في وسط الملعب، وهم خميس إسماعيل وطارق أحمد وأحمد برمان، وغير مركز عمر عبدالرحمن باللعب خلف المهاجمين، فبدا الفريق بلا شخصية، تمكنه من اجتياز المنافس، وهو ما أفقد خط الوسط حيويته المعهودة، ولم يظهر عموري بمستواه، حيث افتقد المساندة في بناء الهجمات، لعدم وجود من يقوم بمثل هذا الدور في خط الوسط، بل طلب منه المدرب الدعم الدفاعي في حال وجود هجمة على منتخبنا من الفريق التايلاندي، ما جعل اللاعب يبذل جهداً كبيراً، ولكنه غير منتج.

عشوائية

واعتمد المدرب على مهاجمين صريحين، وهما علي مبخوت وأحمد خليل، دون تحديد المهام الهجومية لكل منهما، بينما اعتمد على الجبهة اليمنى المكونة من صنقور وطارق أحمد للتقدم ورفع الكرات العرضية لعلي مبخوت، فغاب دور أحمد خليل، ما أدى إلى عدم وضوح في التحركات الهجومية، وتأثر الفريق بإصابة صنقور واستبداله، فافتقد الفريق للحلول الهجومية، ولم يحسن استغلال الفرص التي لاحت له طوال زمن المباراة.

واعتماد باوزا على التنظيم الدفاعي، كان يلزمه لاعبون لديهم القدرة على فاعلية التحول الهجومي والدفاعي، ما أفقد الفريق ميزة التماسك في وسط الملعب الذي ظهر مفككاً، لبطء التحول من الهجوم للدفاع، وأحسن المنتخب التايلاندي استغلاله، في ظل اندفاع بعض اللاعبين للأمام دون العودة السريعة، وكدنا ندفع الثمن غالياً عدة مرات خلال زمن المباراة.

دور

رغبة باوزا في تحويل طريقة لعب عموري، لا تصلح، كونها ليست منتجة، كما أنها تقيد تحركاته، وتحد من دوره الإبداعي، ويبدو أن باوزا يتعامل مع عموري كما سبق وتعامل مع ميسي في منتخب الأرجنتين، حينما حد من إبداعاته بمهام أخرى، وكانت المحصلة غياب الاثنين عن مستواهما المعهود.

توقعنا ردة فعل مغايرة لتعامل باوزا مع مجريات اللعب في الشوط الثاني، على ضوء مشاهدته للأداء التايلاندي وطريقه لعبه الدفاعية، ولكن لم تكن هناك ردة الفعل المنتظرة، واستمر على نفس التكتيك، ولم يحسن التعامل والتصرف مع الدفاع المنظم للمنتخب التايلاندي، لذلك بدأت الأفضلية تظهر لأصحاب الأرض، أمام تراجع واضح في أداء لاعبينا، خاصة في ظل تواضع المستوى البدني لعدد كبير منهم.

وهناك نقطة اتفاق مع المدرب بأن وقت التحضير للمباراة كان قصيرا، ونقطة الاتفاق بكون المدرب لم يتعرف بشكل جيد إلى قدرات وإمكانات اللاعبين، ولم يحسن إعدادهم الذهني في تقبل أفكاره التي لم تكن فعالة خلال المباراة، فظهرت حالة من الخوف والحذر من النتيجة على أداء اللاعبين، فكان نظام وأسلوب اللعب بتضييق المساحات أمام تايلاند، لم تكن لها أي فاعلية هجومية طوال زمن المباراة.

تكتيك

وافتقد المدرب باوزا المجازفة الهجومية، والرغبة في تغيير التكتيك، وإصراره على الدور الدفاعي في عدم المجازفة عند فقدان الكرة، والسعي للاحتفاظ بها وسط تكتل الفريق التايلاندي، لذا، كانت الكثير من الكرات ترجع إلى الخلف دون المجازفة حتى بأي حلول فردية، لذا، كان البطء واضحا في الأداء الهجومي، لأننا لا نمتلك لاعبا قادرا على تطوير الهجمة من الخلف بسرعة، لأن الكل يبحث عن عموري لتطوير الهجوم.

وظلم باوزا اللاعب طارق الخديم، بمشاركته في توقيت قاتل للاعب جديد، والفريق متأخر بهدف، ويحتاج إلى لاعب يحدث الفارق مثل سمعة، وليس لاعبا يحتاج إلى مساندة زملائه لافتقاده الخبرة المطلوبة مع المنتخب.

فرص

عمليا، تلاشت حظوظ منتخبنا في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، طالما الأداء بهذا الشكل السيئ، ولكن نظريا، فرصة التأهل لا تزال قائمة، ولكنها تعتمد على تحقيق الفوز أمام السعودية والعراق في آخر جولتين، مع انتظار هدايا الآخرين، ويحتاج الأبيض إلى معجزة حتى يحافظ على حظوظه في المشاركة في المونديال.

وبعد التعادل مع تايلاند 1-1، أصبح رصيد الأبيض 10 نقاط خلف اليابان 17، وأستراليا 16، والسعودية 16، وقبل نهاية التصفيات بجولتين، لم يعد هناك أي فرصة للأبيض في التأهل إلى كأس العالم عن طريق احتلال المركز الأول والثاني، حيث إن أقصى رصيد سيصل إليه "الأبيض" هو 16 نقطة، ما يجعله بعيدا عن المتصدر اليابان، أما إذا تساوى مع أستراليا، سيكون التفوق لصالح الأخير بفوزه 1-0 و2-0 على الإمارات.

والأمل معلق على احتلال المركز الثالث، بفوز الأبيض على السعودية 3-0، والفوز بنتيجة كبيرة على العراق في الجولة الأخيرة، مع خسارة السعودية من اليابان، ويصبح فارق الأهداف هو الذي سيحسم صاحب المركز الثالث، أما فوز الإمارات بنتيجة أكبر من 3-0 على السعودية، وعلى العراق بأي نتيجة مع خسارة السعودية من اليابان، تعني احتلال الإمارات المركز الثالث، وهي حسبة صعبة تحتاج إلى عزيمة قوية من اللاعبين، وإصرار على التحدي وإثبات الذات في هاتين الموقعتين.

2

تتبقى جولتان على نهاية المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة للبطولة التي تستضيفها روسيا العام المقبل، حيث يلاقي منتخبنا نظيره السعودي يوم 29 أغسطس، والمنتخب العراقي يوم 5 سبتمبر، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة للنهائيات مباشرة، ويلعب صاحبا المركز الثالث معا، ويتأهل الفائز منهما لمواجهة صاحب المركز الرابع بتصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف" على بطاقة إضافية.​