محمود عيسي
انتهى الموسم الكروي في الإمارات، وحصد "فخر العاصمة"، الجزيرة، بطولة دوري الخليج العربي، ونال "أصحاب السعادة"، الوحدة، أغلى الكؤوس وأقربها إلى القلب، وبالرغم من صراع الكبار بين "الزعيم" و"الفرسان"، جاء الإمبراطور وصيفًا، وغلفت أجواء الموسم إيجابيات وسلبيات، وآراء بين رفض وقبول، لكن تبقى الحقيقة الوحيدة أن حالة الرضا لن يصل إليها البشر يومًا، خاصة في عالم كرة القدم وجنون الساحرة المستديرة. ومن جانبه، قال لاعب النصر والمنتخب الإماراتي السابق، خالد إسماعيل: "كنت أتمنى أن ترتقي المنافسة على اللقب إلى مستوى المنافسة على تفادي الهبوط، حيث استمرت الإثارة والتشويق حتى الجولة الأخيرة"، وعن الحلول التي يراها مناسبة لتطوير مستوى الدوري في الموسم المقبل، شدد على ضرورة اللعب بـ12 فريقًا لرفع المستوى الفني، إلى جانب الارتقاء بمستوى التحكيم.
وعن تقييمه لبطل الدوري، أوضح أن الجزيرة قدم مستويات جيدة، لكنه استفاد أيضًا من تدني مستوى منافسيه، خصوصًا الأهلي والعين، مبينًا أن الوصل، صاحب المركز الثاني، قدم موسمًا استثنائيًا، لأنه يملك أفضل الأجانب. وأرجع انخفاض مستوى النصر إلى قضية فاندرلي، وإقالة المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش. وقال: "أثرت قضية فاندرلي على تركيز اللاعبين، كما دفع النصر ثمنًا باهظًا لتغيير مدربه السابق، يوفانوفيتش، ولم يكن بديله الروماني دان بيتريسكو في مستوى الطموحات".
وكشف لاعب المنتخب الإماراتي السابق عن أن الظفرة خطف الأنظار إليه بأدائه الراقي، رغم تفريطه في عنصرين مهمين، هما السنغالي ماكيتي ديوب والسوري عمر خريبين، موضحًا أن هبوط بني ياس لم يكن مفاجئًا، بحكم التخبطات التي كان يعيشها منذ بداية الموسم، بسبب تغيير المدربين وبيعه أكثر من 14 لاعبًا من العناصر المؤثرة في الفريق.
وبدوره، عدد عبد الحميد المستكي، عضو المكتب التنفيذي، رئيس اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين، أبزر إيجابيات وسلبيات الموسم الماضي، إضافة إلى رأيه في الموسم المقبل، في ظل التغييرات التي طرأت وتقليص عدد الفرق المشاركة إلى 12 ناديًا. وقال: "أعتقد أن ضعف الحضور الجماهيري من الظواهر السلبية، على الرغم من التشفير، والإثارة التي شهدتها العديد من جولات الدوري، بعض الفرق الكبيرة هبط مستواها، مثل الأهلي والعين، والنصر بدأ قويًا ثم ما لبث أن تراجع"، لافتًا إلى أن عدم حفاظ هذه الفرق على مستواها وثقلها في المنافسة ظاهرة سلبية، وفي المقابل شهدت دوري الموسم الماضي بروز فرق منافسة قوية، وقدرة الجزيرة على خوض موسم استثنائي، وتتويجه بالدوري بعد غياب ست سنوات. وأضاف: "برزت في دورينا مواهب شابة، وأعتقد أن ظهور مواهب إماراتية شابة على الساحة له مردود فني كبير على الدوري إضافة إلى إتاحة خيارات متعددة أمام المنتخبات الوطنية، ونأمل أن يبرز لاعبون شباب أمثال خلفان مبارك، وأحمد العطاس، ومحمد جمال، وسالم راشد، من الجزيرة، ومحمد العكبري، ويوسف البلوشي، وسعيد جمعة، من العين، والعزيزي، وجاسم يعقوب، من النصر، وغيرهم".
وأوضح المستكي أن تقليص فرق الدوري للموسم المقبل، إلى 12 ناديًا، يخضع للتقييم، وأثناء المنافسة ستظهر السلبيات والإيجابيات، مشيرًا إلى أن الطريقة المثلى هي دارسته أثناء المنافسات. وعن مدى الاستفادة من المحترفين الأجانب، قال: "أعتقد أننا لم نستفد منهم بشكل الأمثل خلال المواسم الماضية، والحظ يلعب دوره في هذا الملف، فربما يتم التعاقد مع أسماء كبيرة ولا تحقق المطلوب، وأخرى مغمورة تظهر، كالأرجنتيني سبيستيان تيغالي، والذي أعتبره شخصيًا من الهدافين المميزين في دورينا، ولإن م يكن اسمًا كبيرًا، ومبخوت ظاهرة استثنائية ليس فقط على المستوى المحلي، بل الخليجي والآسيوي، وقرار توظيفه كرأس حربة صريح صائب، ولدينا الكثير من المواطنين ربما يحاكون مبخوت، لكنهم لم يمنحوا الفرصة".
ووجه المدرب المساعد في الجهاز الفني لفريق الشباب الأول لكرة القدم، حسن علي، انتقادًا لاذعًا إلى من وصفهم بـ"الدخلاء"، موضحًا ذلك بقوله: "لنكن واقعيين، كرتنا على صعيد فرق الأندية، خصوصًا المحترفة، تعيش مشكلة عميقة جدًا نتيجة إسناد المهام إلى أشخاص لا علاقة ولا معرفة كافية لهم بكرة القدم، ما صنع مشاكل خطرة نعيشها الآن، وربما لسنوات مقبلة، بسبب إيكال الأمور إلى غير أهل الاختصاص والشأن الكروي، وإذا ما أراد أحد دليلاً، فإن الشواهد أمامنا كثيرة، ولعل أهمها مستويات الصرف الخيالية والإنفاق الفلكي على كرة القدم، ما أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه كرتنا حاليا، السلبيات في الموسم الماضي كثيرة، وأبرزها وجود أسماء لا علاقة لها بكرة القدم، وهم الدخلاء الذين أوصلوا الأمور إلى حافة الهاوية في الكثير من الأندية، ما يحتم على الأندية ضرورة الاستعانة بأهل الشأن من أبناء اللعبة، حتى لا يتواصل مسلسل التدهور، ومن أجل إنهاء المشكلة أو التقليل من تأثيراتها الكارثية على أقل تقدير"، داعياً إلى التعلم والاستفادة من تجربة نادي بايرن ميونيخ الألماني، والذي يقوده الثنائي بكنباور ورومنيغه إلى النجاحات والانتصارات الباهرة محليًا وخارجيًا منذ سنوات عدة، معللاً تلك النجاحات بوجود أبناء اللعبة وأهل الشأن والاختصاص في دفة المسؤولية، وإدارة المهام المختلفة في النادي، خصوصًا على صعيد اختيارات اللاعبين والمدربين، معتبرًا اقتباس تجارب النجاح أمرًا ضروريًا، في ظل تفاقم مشكلة الكرة الإماراتية حاليًا على صعيد الأندية.
وشدد على أن الموسم الماضي أفرز أمرًا سلبيًا آخر، يتمثل في اعتماد بعض الأندية على مدرسين وليس مدربين في قطاع المراحل العمرية، ومدارس الكرة، بحجة قلة الرواتب لأولئك المدرسين في مقابل ما يتطلبه التعاقد مع مدربين، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطرًا في دورة العمل، يقتضي التصحيح العاجل قبل استفحال المشكلة، مطالبًا بترك العاطفة في التعاقدات، والاستعاضة عنها بالخيارات الفنية الحقيقية لخدمة قطاع كرة القدم في الأندية، بصورة احترافية حقيقية. وأشار إلى بعض الإيجابيات في الموسم الماضي، منها وجود منظومة احترافية في حدود مقبولة في بعض الأندية، وعدم اقتصار المنافسة على درع الدوري على فريقي الأهلي والعين، وفوز الجزيرة بدرع الدوري، إضافة إلى تألق الوصل واحتلاله مركز الوصافة.
وامتدح علي الأداء الذي قدمته الطواقم التحكيمية طوال الموسم، معترفًا بوجود بعض القرارات التي أثارت مشاكل، معتبرًا تلك القرارات، على قلتها، أمرًا طبيعيًا جدًا، مشددًا على أن مستويات أبناء سلك التحكيم الإماراتي مرتفعة وراقية، خصوصًا عندما يتولون مهام التحكيم في مباريات خارجية، وهو دليل على تفوق الصافرة الإماراتية، مطالبًا بالمحافظة على إنجازات التحكيم الإماراتي. وأبدى عدم رضاه عن مستويات بعض الأجانب في الدوري، معللاً ذلك بعدم تقديمهم المستويات المطلوبة في إعانة فرقهم على تحقيق النتائج المرجوة، واصفاً بعض المحترفين الأجانب بأنهم "ليسوا أكثر من تكملة عدد".