دبي – صوت الإمارات
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة احتفالية جديدة في عالم كرة القدم، الذي يستمر في ادهاش العالم كل حين بنوع جديد من الاحتفالات أو التحديات، وربما أراد عالم كرة القدم هذه المرة أن يربط بين التحدي، والاحتفال في الوقت نفسه، فابتعد ظاهرة "تحدي المانيكان" كظاهرة احتفالية جديدة، تحمل في مضمونها الاحتفال وفي تنفيذها التحدي.
ويعود اسم الظاهرة فعليا إلى محاولة التشبه بـ"المانيكان"، وهي الدمى التي تستخدم لعرض الملابس، أو لتقديم العروض التجريبية، والترويجية، والفكرة الرئيسية في التحدي الجديد تقوم على تمثيل حركة معينة بشكل "ثابت" مثل نماذج العرض، مع تصويرها عبر الفيديو بصورة متحركة، مع خلفية موسيقية، ولكن الاحتفالية نفسها انتقلت إلى ملاعب كرة القدم من غير أن يكون هناك موسيقى تصويرية أو تصوير الحركات على الفيديو بل باتت وسيلة للاحتفال بعد تسجيل الأهداف، وعرفت الظاهرة الطريقة إلى كرة القدم الإماراتية، في الآونة الأخيرة، بعد أن بث جمهور نادي العين فيديو يعبر عن تحدي المانيكان وهم في طريقهم إلى مساندة "الزعيم" في لقاء الذهاب في نهائي أبطال آسيا أمس، كما أحتفل كايو نجم الوصل بالطريقة نفسها بعد تسجيله هدفه الأول في الدقيقة الخامسة من لقاء الفريق أول من أمس أمام بني ياس ضمن الجولة السابعة من دوري الخليجي العربي، كما عرفت طريقها إلى ملاعب الألعاب الأخرى في الدولة، حيث سجل نجوم فريق السلة لنادي الشباب فيديو مشابهًا خلال معسكرهم الإعداد في العاصمة القطرية الدوحة.
ورغم انتشار الظاهرة في الآونة الأخيرة، إلا أنها قديمة مقارنة بالفترة التي انتشرت فيها، إذ ظهرت للمرة الأولى بشكل استعراضي عام 2008 في استعراض شهير في مدينة نيويورك عرف حينها باسم، "فروزون غراند سنترال" أو التجمد في غراند سنترال وهو الميدان الشهير في مدينة نيويورك، والذي عرف مشاركة الآلف في تنفيذ حركات استعراضية بطريقة المانيكان، مع موسيقي مصاحبة، كما بهر شريط فيديو نشره رواد فضاء في المحطة الفضائية الدولية عام 2015، العالم الذي استوحي كثيرًا من حركات الاحتفال من الطريقة التي يتحرك بها رواد الفضاء داخل المحطة الدولية، مع تأثير الجاذبية على تحركاتهم، والتي تظهر الحركة بشكل شبه آلي، وأقرب إلى نماذج عرض الأزياء التي تتواجد في واجهات المحال التجارية. وبعد أكثر من عام من هذا الفيديو بدأت الظاهرة في الانتشار.
وتعود عالم الرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الخصوص، على خطف الأضواء من بقية الرياضات والنشاطات المجتمعة في طريقة الاحتفال، بداية من احتفال صيد السمك الذي انتشر من الدوري النرويجي لكرة القدم وغزا أوروبا كلها في النصف الثاني من العقد الأول من القرن الحالي، ومن بعد ذلك نجحت كرة القدم في خطف الأضواء أيضًا من الرياضات الأخرى، في تحدي دلو الثلج، على الرغم من أنها كانت الرياضة الأخيرة التي انضمت إلى تحدي دلو الثلج الذي بدأ بصورة أساسية في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدًا في مباريات كرة القدم على الطريقة الأميركية، قبل أن يعرف طريقه إلى الرياضات الأخرى، ولكنه عرف الشهرة بفضل كرة القدم، ومثل ذلك ظاهرة الاحتفال عن طريق صورة السيلفي "الصورة الشخصية"، وهي الظاهرة الاحتفالية التي سيطرت على نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري قبل أن يتحول نجوم كرة القدم إلى الاحتفال بطريقة صيد الـ"باكمان"، اللعبة الإلكترونية التي انطلقت من اليابان وغزت العالم بعد ذلك.
وأقدم موقع ياهو على استغلال هذه الطريقة الاحتفالية، ونشر موضوعًا، عن المنافسة الرياضية الاحتفالية، بل وقام الموقع عبر رابطه الرياضي، بتجميع مجموعة من الفيديوهات الاحتفالية بطريقة تحدي المانيكان، ولم تكن مقصورة فقط على الاحتفال داخل الملعب، بل حتى في المناسبات الاجتماعية،وطلب من زوار الموقع أبدأ الرأي حول الأكثر طرفة بين هذه الفيديوهات، بينما تفاعلت إنجلترا، مع الطريق التي احتفل بها جيمي فاردي، مهاجم المنتخب الإنجليزي بعد تسجيله الهدف الثاني لمنتخب الأسود الثلاثة في مرمى الماتادور في اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين في استاد ويمبلي يوم الثلاثاء الماضي، حيث فضل فاردي الاحتفال بهذه الطريقة بعد عودته للتسجيل بعد غياب طويل مع ناديه ليستر ومع منتخب إنجلترا، وتفاعل رحيم سترلينيغ نجم مانشستر سيتي مع فاردي في الاحتفال.
توقفت ظاهرة تحدي دلو الثلج، وانحسرت ظاهرتي السليفي وصيد الـ "باكمان"، بعد فترة من تسيد طريقة الاحتفال في عالم كرة القدم والرياضة، مثلما لم يعد الاحتفال بطريقة صيد السمك موجودًا الآن، ليبدأ العالم عمومه والرياضي منه خاصة، في التساؤل إلى متى ستستمر ظاهرة الاحتفال بطريقة تحدي المانيكان، وإلى متى ستسيطر على عالم كرة القدم تحديدًا، وما هي الظاهرة التي يمكن أن تحل مكانها، ومتى سيكون ذلك، الابتكارات الاحتفالية لا تتوقف في عالم كرة القدم، التي مثلما يتنافس نجومها على ابتكار طرق جديدة للاحتفال.
وسيطرت الرقصات الإفريقية على عقول العالم لسنوات، وهم يتابعون نجوم كرة القدم من القارة السمراء وغيرها يحتفلون عن طريق الرقصات الأفريقية في مونديال 1990 في إيطاليا عبر الثعلب الكاميروني روجيه ميلا، ومن قبلها تابع العالم الطريقة الرائعة للاحتفال التي قام بها الطرف الأيسر لمنتخب البرازيل جونير عندما رقص السامبا بعد تسجيله ثاني أهداف منتخب بلاده في مرمى المنتخب الأرجنتيني.منذ ذلك الوقت ظهرت الاحتفالات الغريبة في عالم كرة القدم، ولا تزال متواصلة حتى اليوم، كل حين تسيطر ظاهرة، والآن نحن في تحدي المانيكان، وفي انتظار إلى متى تصمد، وما سيأتي بعدها. وكل هدف نترقب احتفالًا جديدًا.
الفيديو الذي نفذته مجموعة من هواة كرة القدم في شاطئ كوبا كابانا البرازيلي كان من بين الأكثر متابعة على اليوتيوب، الذي يعتبر إحدى وسائل بث هذه الظاهرة، بالإضافة إلى انستغرام وتويتر، وبات الأخير المركز الرئيسي لعشاق تحدي المانيكان من أجل منافسة بعضهم، بعد أن وضع عشاق هذه الظاهرة وسمًا على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وبات بمثابة مركز للتنافس بينهم.