القاهرة - صوت الامارات
يبدو أن عالم الموضة اتفق على أن التغيير الإيجابي خطوة مهمة نحو المستقبل، سواء كان بالاستدامة أو حماية البيئة أو معانقة الآخر ورفض كل أنواع التمييز. لهذا لم يكن غريباً أن يكون «التغيير» شعار «أوسكار الموضة» لهذا العام، وهو الحفل السنوي الذي ينظمه مجلس الموضة البريطاني، ويحضره نجوم هوليوود ومصممون وصناع موضة ومؤثرون من كل أنحاء العالم. ليلة يترقبها الكل ويتحضرون لها بكل ما جادت به الأنامل الناعمة من أزياء أنيقة ومجوهرات فاخرة.
لكن ما يُحسب لهذه المناسبة ورغم تشجيعها على البريق وكل ما يُعزز أهميتها من الناحية الجمالية، أنها تحتفل بالمبدعين، مخضرمين كانوا أو من الشباب، وتُعطيهم حقهم. إلى جانب الأحياء، لم تنس أن تذكر بإسهامات الراحل كارل لاغرفيلد، من خلال كلمة ألقتها كل من أنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركية، التي كانت له علاقة وطيدة به، وصديقته المقربة أماندا هارليش، التي كشفت أن دار «شانيل» ستُخصص منحة دراسية في معهد سانترال سانت مارتنز تكريماً له ولذكراه. فهو من أكثر المصممين الذين يعرفون قيمة هذه المنح بالنسبة للطلبة، بحكم أنه حصل على واحدة منها في بدايته، وهي «جائزة وولمارك» في عام 1954؛ كان لها مفعول السحر على مسيرته، حيث ساعدته على الانطلاق وترسيخ قدميه كمصمم سيصبح له شأن فيما بعد. افتتاح الحفل بعرض لطلبة من معهد «سانترال سانت مارتنز» بعنوان «العرض الأبيض» كان مناسباً جداً، ليس بسبب منحة «شانيل» فحسب، بل أيضاً لأن لندن كانت وستظل راعية للمواهب الصاعدة. ورغم أن لندن تدعم الشباب وتعتمد عليهم لتتميز عن باقي عواصم الموضة، فإنها لا تنسى الكبار من المخضرمين، بدليل أن المصمم جيورجيو أرماني حصل على جائزة تقدير، تسلمها من كل من جوليا روبرتس وكايت بلانشيت. المغنية جانيت جاكسون حضرت أيضاً الحفل وقدمت للمغنية ريهانا جائزة «إيربان لاكس» عن ماركتها الجديدة «فانتي». وطبعاً لم تُفوت هذه الأخيرة المناسبة للتذكير بأهمية احتضان الآخر والتنوع بقولها إنها أول امرأة سمراء تقود دار أزياء تحت مظلة مجموعة ضخمة هي «إل في آم آش»، مشيرة إلى مدى التغيير الذي تشهده الموضة حالياً. أمر أكدته أيضاً العارضة ناعومي كامبل، التي حصلت على جائزة أيقونة الموضة من خلال خطاب طويل، استعرضت فيه مسيرتها ومدى التمييز العنصري الذي تعرضت له في بداياتها، وكيف أن الموضة تداركت هذا الأمر مؤخراً. ومع ذلك، ترى أن الأمر لا يزال في أوله ويحتاج إلى المزيد. قالت في خطابها: «لقد اكتشفت اليوم أني أول امرأة غير بيضاء تتسلم هذه الجائزة في تاريخ الموضة».
سمراء أخرى حازت على جائزة عارضة العام، وهي أدوت أكيش. هي الأخرى أشارت إلى النقطة نفسها والمتاعب التي تعرضت لها، وكيف أنها تمكنت من الاستمرار بفضل دعم البعض لها، مثل مصمم دار «فالنتينو» بيير باولو بيكيولي ورئيس تحرير مجلة «فوغ» النسخة البريطانية، إدوارد إيننفيل. كان خطابها مؤثراً وهي تذرف الدموع وتقول: «يجب أن نتذكر دائما أنه من النادر أن يفوز شخص مثلي بجائزة مماثلة... أريد ممن هم مثلي ألا يخافوا من أحلامهم، وأقول لهم بألا يشككوا في قدراتهم فقط لأن الآخر يقول لهم إن أحلامهم بعيدة المنال... من كان يتصور أن تقف لاجئة من جنوب السودان أمامكم اليوم في قاعة الألبرت هول».
لكن اللافت أن دار «بوتيغا فينيتا» حصدت أكبر عدد من الجوائز هذا العام. 4 جوائز بالتمام والكمال، هي أحسن مصمم أكسسوارات لمصممها الشاب دانييل لي، وأحسن مصمم أزياء نسائية، مصمم العام وأخيرا وليس آخرا فازت «بوتيغا فينيتا» بجائزة أحسن دار. جدير بالذكر أن المصمم دانييل لي، لم يكن اسماً مشهوراً على المستوى العالمي. ثم عينته دار «بوتيغا فينيتا» ليؤكد قدراته على إبداع قطع تؤجج الأحلام والرغبة فيها. ولحد الآن يعمل المصمم في الظل متحاشياً الأضواء، تاركاً المجال لإبداعاته لتتكلم عنه. وهذا ما حصل، إذ لن يشكك أحد بعد الآن في قدراته، وكما قال في واحد من خطاباته الـ4 وهو يتسلم الجائزة، إن «الجميل في عالم الموضة قدرتها على خلق عالم متوازٍ يتلاقى فيه الجمال والأناقة بالأحلام والأماني»، مضيفاً: «يمكننا أن نهنئ أنفسنا على الجمال الذي أبدعناه للعالم هذا العام... فهو يحتاجنا الآن أكثر من أي وقت سبق»
قــــد يهمـــــــــك أيضًــــــــــا:
حقائب "لويس فويتون" تغزو عالم الموضة من جديد