واشنطن ـ صوت الإمارات
يسعى آلاف السياح إلى استكشاف المناطق النائية في دولتي كمبوديا وفيتنام الواقعتين جنوب شرق أسيا من خلال القيام برحلة سياحية عبر نهر الميكونغ على متن زورق نهري مفتوح الجوانب، والتي تعتبر أيضًا الطريقة المثلى لاستكشاف هذه الأماكن الرائعة.
ومن أفضل الطرق للحصول على الاسترخاء اللازم في عطلة نهاية الأسبوع خارج أجواء المدينة، هو الخروج في رحلة بحرية على متن سفينة مقتوح يتجه ببطء عبر نهر الميكونغ في جنوب شرق آسيا، والاستماع إلى صوت المحرك الهادئ، والأضواء التي تتراقص في الماء مع رؤية حياة الشواطئ التي يمر بها.
وتبحر سفينة "باندو" عبر نهر ميكونغ لتمر على كمبوديا وفيتنا، بينما تتوفر الكثير من رحلات الشاطئ والمحاضرات والأفلام للمشاهدة، ويمكن للسياح الاستمتاع بأسبوع كامل من هذه الرحلة البحرية لمشاهدة المناطق النائية من هذه الدول، وإلتقاط كتاب من وقت لآخر وتجاذب أطراف الحديث مع الركاب، أثناء الاستمتاع باحتساء الكوكتيلات بينما تأخذ الشمس في الغروب وراء النخيل وحقول الأرز.
وشيدت معظم السفن النهرية لمشاهدة هذه المناظر الطبيعية الرائعة، ويتسم السطح العلوي من سفينة "باندو" بأنها شرفة مفتوحة وواسعة تظللها المظلات الكبيرة، بحيث يشعر الزائرين بأنهم جزء من المشهد الطبيعي الذين يشاهدوه أثناء المرور بالنهر.
وتشيَّد هذه السفن على الطراز التقليدي، وتحتوي السفينة على طوابق لامعة من خشب الساج، وقضبان البيضاء، وأرائك وكراسي من الخوص، وأوعية لحفظ النباتات، و 26 كابينة صغيرة ومريحة للغاية، مكسوة بألواح بأبواب مغلقة تطل على النهر، وفي سبيل الحصول على مزيد ن الراحة الحديثة هناك أيضا كراسي مريحة، وشاشات لصيد البعوض، كما تتمتع كل كابينة بأبواب زجاجية عند الحاجة للهواء، فضلًا عن غرفة لتناول الطعام.
ويمتلئ القارب بالعديد من مظاهر السحر والفخامة، فضلًا عن وجود موظفين ممتازين للعناية به، وتمتد الرحلة حتى المصبات النهائية لنهر الميكونغ، والذي يرتفع عاليا على هضبة التبت ومن ثم يأخذ طريقه عبر جنوب شرق آسيا، حتى تصب دلتاه الموحلة العظيمة في بحر الصين الجنوبي.
ولبدء الرحلة انطلقت السفينة من منطقة كامبونج تشام، التي تبعد على نحو ثلاث ساعات برا من سييم ريب، حيث يبدأ النهر في التوسع والامتداد على طول شواطئ بعيدة من المنحدرات الرملية والشواطئ وأشجار النخيل التي تأخذ طريق عبر الريف.
وبعد ثمانية أيام من الرحلة، عندما رست السفينة في منطقة "ماي ثو" في فيتنام، حيث الشواطئ تمتد على شكل شريط أخضر واسع، وتمتد الماء مثل البحر الشاسع، وتمر البارجات محملة بالأرز أو الرمل الموجودة تحت الماء تقريبا، فضلًا عن إمكانية رؤية الجزيرات الصغيرة التي تحتوي على زنابق الماء والتي تمتد على طول النهر، فضلًا عن نباتات "التانغ" المالحة التي تمتد إلى الهواء.
وبينما تبحر السفينة جنوبًا إلى العاصمة الكمبودية "بنوم بنه"، تصب مصارف النهر في قنوات ضيقة، ويمكن مشاهدة الأطفال وهم ينادون ويلوحون من القرى والعوامات على طول الشاطئ، فضلًا عن قوارب الصيد الصغيرة المنتشرة التي يقوم أفرادها بفرد شباكهم للصيد، بينما يتدفق المزارعين وهم يرعون ماشيتهم، ويسبح الأولاد مثل خنازير البحر.
كما يمكن الاستمتاع برؤية الغابات الخضراء الخصبة، وروافد النهر التي ترتفع فوق التلال الضبابية التي تلوح في الأفق، ثم تبدأ الشمس في الاختباء وراء الغيوم، ويمر ضوء فضي رائع عبر النهر، ليعطي إحساس السفر عبر نهر سري.
ولكنه لم يكن نهر سري، فقد كان في الواقع بحيرة تونلي ساب، الضخمة العائمة، التي تشهد انطلاق الجولة عبر المناطق النائية، حيث تتميز الحياة في هذه المناطق، بأنها تطل على الماء بشكل كلي، حيث تتواجد مطاعم الأسماك والحانات المزدحمة، والأطفال الذين يستمعون بحمامات الماء.