لندن – صوت الإمارات
بصرف النظر عن المرحلة العمرية التي نعيشها، لا يزال للعبة الليغو الشهيرة مكانتها في النفوس. فهذه اللعبة بأحجارها الملونة اللامعة السهلة الإندماج والتركيب، رافقت الكثيرين في مراحل الطفولة، لتكون واحداً من أساليب التسلية المفيدة التي تساهم في تنمية الذاكرة اللونية لدى الأطفال، وتعزز قدراتهمعلى التخيّل وإبداع الأشكال من سيارات، بيوت وشخصيات كرتونية طريفة، أصبحت اليوم عنصرا مهمّاً في خدمة الديكور يتسابق على استخدامه كبار المهندسين ومصمّمي الأثاث والديزاين، خالقين بذلك أسلوبا مميزا في مجال التعبير الزخرفي، يتسم بالطرافة والجسارة.
مبتكرات جميلة أبدعتها شركة لونا بلوك Luna block من قطع أثاث واكسسوارات طريفة صيغت من وحي أحجار الليغو الملونة اللامعة، والتي تضاعفَ انتشارها على اتساع بلدان العالم، وذلك لما يوفره استخدامها من إمكانات متعددة في التركيب والإندماج، تماشيا مع كل الوظائف الزخرفية.
واليوم، بعد مرور ستين عاماً على ابتكار تلك الأحجار الصاخبة الألوان، لم يستطع الزمن أن يفقدها شيئا من رونق ألوانها وجاذبيتها التي جعلت المصممين الزخرفيين يرونها بعيون أطفال كبار، ويتسابقون على تطويع استخداماتها بأشكال زخرفية لم تكن تخطر في البال، منها استخدامها في مشروع ترميم لشقة Residence Marks & Caride النيويوركية الواقعة في حي تشلسي قرب مانهاتن، حيث استعين بعشرين الف قطعة من أحجار الليغو الكبيرة الحجم لتنفيذ بعض من مظاهر الديكور البارعة، والتي حملت الى أجواء المكان لمسة من الطرافة والجاذبية.
فهذه الشقة النيويوركية المترامية الأطراف، والتي تنبسط فوق مساحة 1500 متر مربع، هي من الشقق المميزة بهندستها التي تحمل طابع اللوفت بفضاءاتها المفتوحة والمتداخلة والتي أراد مالكاها الفنانان الزخرفيان ميليسا ماركس وفانسان كاريد ترميم مساحتها وإبدال نظامها الهندسي بآخر يتيح التلاعب بالمساحات وإعطاءها أحجاما وأدوارا مختلفة، تبعا لوظيفة كل منها واحتياجاته، منطلقين في لعبة التغيير من جناح خاص بطفلهما الذي تجاوز العاشرة وأصبح يتوق إلى جو خاص به.
فولدت بذلك الفكرة التي دار حولها التصميم، والتي ارتكزت إلى ابتكار جدران وحواجز متحركة يمكن استخدامها لفصل المساحات وجمعها عند الحاجة، وذلك مع إدخال عنصر زخرفي طريف يمنح جناح الطفل وغرفة نومه طابعاً جذاباً ومميزاً.
فكانت فكرة استخدام أحجار الليغو الصاخبة الألوان، التي تعبق بأجواء من الطرافة لتحتضن الحلم ولتستعيد من خلال بهجة الألوان أجواء الطفولة.
ولتنفيذ تلك الفكرة على صعيد الزخرفة والتصميم تم التعاون مع مكتب I- Beam للدراسات والتصميم الزخرفي وذلك بالتعاون مع المصمم سين كيني وهو واحد من المتخصصين في مجالات تصميم الليغو.
شيّد كيني جداراً مزدوجاً عند طلعة الدرج والدرابزون مستخدما فيه عشرين ألف قطعة من تلك الأحجار الملونة الكبيرة الحجم، والتي استغرق تنفيذ بنائها أسبوعين فقط وبنتيجة مذهلة، برهنت من خلالها هذه الأحجار البسيطة الملونة عن قدرة عجيبة على محاصرة الضجر وتغييب المظاهر المملة الرتيبة.
لجأ مصممو الديكور إلى ابتكار معالجات بارعة وفريدة، واستحضار الحلول التي تساعد على الحد من انفلات المساحات وخلق فضاءات عملية جميلة وحميمة، إلى إقامة سلسلة من الجدران والحواجز المتحركة، والتي استعمل بعضها للعرض ولفصل المساحات المتداخلة أو دمجها كلّما دعت الحاجة.
وقد استُخدم اللون الأبيض لطلاء كل الجدران، فساهم نقاؤه الباهر في إبراز رسوم ميليسا خصوصا تلك التي نفذتها مباشرة على الجدران قرب مطلع الدرج لتوجدَ تصادما جميلا مع ألوان أحجار الليغو الصاخبة.
يعكس الديكور الداخلي لهذا اللوفت نمطا جديدا من الأجواء العصرية الخالصة والتي تفرض نفسها من خلال كل تفصيل، مثل شريط قشرة خشب الجوز الذي يرصّع قطع الأثاث من خزائن ورفوف مثبتة فوق الجدران، ليعيد تحديد أشكالها وأحجامها وربطها بغيرها من قطع الأثاث بأسلوب عملي أنيق وبارع، تطرّزه بعض لمسات من الألوان الحية الدافئة مثل الأحمر والبني التي تجسدها بعض قطع الأثاث والاكسسوارات.
أما الأرضيات فقد كُسيت بالخشب لخلق مواجهة زخرفية بين لونه الدافئ وبرودة اللون الأبيض.
كما استعمل رخام الكاريرا وبلاط البورسلين المعالج بشكل حرفيّ لتلبيس أرضية الحمام وجدرانه بلون من الأزرق المائي الناعم.