لندن – صوت الإمارات
كل ما في هذه الشّقة يسترعي الانتباه من تصاميم أنيقة ونهايات متقنة ومزاوجات جريئة، بين أنماط مختلفة من الطرُز والألوان الهادئة الناعمة والنغمات المتضاربة التي يلعب من خلالها المهندس ألبيرتو بنتو ورقة الإدهاش، راسماً ملامح جديدة للمكان بمظاهر كلاسيكية حديثة وباروكية غريبة جذابة ومتفرّدة...
تتميز هذه الشقة البورجوازية المطلّة على مناظر البحر في مدينة موناكو، بمساحة تقارب الـ 800 متر مربع، تحتضن صالات وغرفاً مختلفة وشرفات مصاغة مثل الحدائق بمستويات متعدّدة منسَّقة بجلسات مريحة، تُشكل امتداداً جميلاً للداخل، وهي توفّر لمالكيها قضاء أوقات سعيدة بتواصل ممتع مع مناظر الطبيعة...
أما الداخل فقد أعاد مهندس الديكور تحديد مساحاته، وتنسيقها بشكل جديد، توزعه مدخل أنيق يؤدي إلى الصالون وغرفة الطعام والمطبخ وحمّام الضيوف. بالإضافة إلى جناح يضم ثلاث غرف للنوم مع حمّاماتها، وغرفاً للملابس، بصياغة بديعة فريدة من نوعها، تتكامل فيها كل الشروط الجماليّة... وكل ذلك بتناغم تام بين العناصر المكونة للديكور من قطع أثاث متنوعة الأشكال والأحجام والألوان وتحف ولوحات فنية ساهمت في إثراء المشاهد الداخلية في الشقة وإعطائها طابعاً فاخراً وجذاباً.
في الخطوة الأولى للديكور، قام ألبيرتو بطلاء السقوف المزخرفة بـ «أفاريز» جميلة ملبّسة بمادة الجبس باللون الأبيض، كما غطّى الجدران بورق من اللون الكريم الفاتح والمزخرف في بعض الأركان بخطوط هندسية عملاقة بألوان معدنية من الفضي والذهبي يتقاطع معها اللونان الأبيض والأسود.
بينما توزّعت باقي الجدران لوحات فنيّة قيّمة، تحمل تواقيع كبار الرسامين التشكيليين، ثمّنت بحضورها الأجواء ومنحتها قيمة إضافية...
وفي ما يخصّ الأرضيّات، فقد تمّ تلبيسها بالرّخام الفاخر، باستثناء غرف النوم والشرفات التي غطّت أرضها ألواح من الخشب، بظلال تتناسق مع طابع الديكور وأجوائه.
وقد زُيّنت الأرضيّات في كل أنحاء الشّقة، بقطع فريدة من السجاد المزخرف برسوم ونقوش باهرة.
من المدخل إلى الصالات وغرف النوم والشرفات... تتنوّع سيناريوات الديكور، وتتغير مشاهده بين فضاء وآخر، بفضل خيارات مدهشة من المواد المتعدّدة الملامس والمظاهر والألوان... والتي منحت المكان طابعه المميز وخصوصيته الفريدة.
ففي الصالون تم تنسيق جلسات متنوعة، بينها جلسة للراحة واستقبال الأصدقاء تحتلّها أرائك وثيرة بهيكل منفذ من الخشب البني المغطّى بقماش من اللون البيج، تُجاورها مقاعد منفردة، وتتوسّط الجلسة طاولة من المعدن والزجاج المزخرف والملوّن...
كما احتلّ الجانب الآخر من الصالون قرب المكتبة، ركن للتسلية نُسِّقت فيه طاولة صغيرة، يحيطها عدد من الكراسي بتصميم باروكيّ حديث من ابتكار ألبيرتو بنتو.
صالة الطعام تتميز بطابعها الباروكيّ وأثاثها المبتكر المنفَّذ من الخشب باللونين الأسود والذهبي، وذلك تماشياً مع ألوان الجدران المزخرفة بأشكال هندسيّة مدهشة، وظلال من الأسود والكريم، والبني والأبيض.
وفي ما يخصّ جناح غرف النوم، فقد أعطى ألبيرتو كل غرفة فيه هوية خاصة بزخرفة فريدة ومميزة.
ولعبت الإضاءة دوراً أساسياً في إبراز رونق الديكور في الشقة وجماليات مكوناته من قطع للأثاث ومنحوتات ولوحات فنية سلّط عليها الضوء بشكل مباشر أو تسلل إليها من خلال الأفاريز في السقوف، بلعبة من التأثيرات التي رفدت المكان بأجواء ناعمة وحميمة ومتوهجة وفاخرة.