جوهانسبرغ - ا ف ب
تتواصل المجزرة المستمرة بحق حيوانات وحيد القرن بوتيرة مخيفة في جنوب افريقيا رغم كل المحاولات الجارية لكبحها، ما يثير قلقا كبيرا من امكانية ان تختفي هذه الحيوانات في السنوات المقبلة ويدفع السلطات لنقل اعداد منها الى اماكن اكثر امنا.
ففي حصيلة اخيرة نشرت الخميس، اعلنت وزارة البيئة في جنوب افريقيا ان عدد حيوانات وحيد القرن التي قتلت منذ مطلع العام الجاري بلغ الفا وعشرين، اي ما يزيد عن الاعداد التي حصدها الصيادون غير الشرعيين في مجمل العام 2013.
وترتفع هذه الاعداد عاما بعد عام، وتقتل هذه الحيوانات المسالمة لاستخراج قرونها العاجية المستخدمة في الطب التقليدي في دول شرق آسيا.
ففي العام 2007 قتل 13 حيوانا منها، وفي العام 2008 ارتفع العدد الى 33، وفي 2009 قفز الى 122، ثم الى 333 في العام 2010، و448 في 2011، ثم 668 في 2012، ليصل العام الماضي الى 1004.
وتضم جنوب افريقيا ثلاثة ارباع حيوانات وحيد القرن في العالم، اي ما يقدر بعشرين الفا.
وتقول كاتي دين مدير منظمة "سايف ذي رينو" (انقذوا وحيد القرن) غير الحكومية "وصلنا الى وقت باتت وتيرة قتل هذه الحيوانات اعلى من وتيرة تكاثرها".
واوضحت ان "حيوانات وحيد القرن تتكاثر ببطء، اذ لا تنجب الانثى اكثر من مرة واحدة كل سنتين او ثلاث".
ويرتفع الطلب على العاج في السوق السوداء في عدد من دول آسيا ولا سيما في فيتنام، ما يؤدي الى رفع الاسعار واثارة شهية الصيادين بصيد المزيد من هذه الحيوانات المهددة بالاندثار.
وبحسب وزارة البيئة في جنوب افريقيا، فان "المجزرة الجارية بحق حيوانات وحيد القرن لاستخراج قرونها هي جزء من تجارة عالمية تدر مليارات الدولارات" ما يجعل التصدي لهذه الظاهرة امرا صعبا.
ووصف متحدث باسم المحميات الطبيعية في جنوب افريقيا هذه الارقام بانها "مرعبة"، معتبرا انه لولا تدخل السلطات لمكافحة الصيد غير الشرعي لكان الامر اكثر هولا بعد.
ومن الاجراءات المتخذة في هذا الاطار نشر جنود في حديقة كروغر شمال شرق البلاد، وهم يجوبون المحمية المترامية الاطراف والتي تزيد مساحتها عن مساحة دولة مثل بلجيكا، لكن وقوعها بمحاذاة الحدود مع موزمبيق، من حيث ياتي معظم الصيادين، يجعل من المهمة امرا صعبا.
ويعيش في هذه المحمية تسعة الاف حيوان وحيد قرن، بحسب احصاء اخير، وبدأت السلطات بنقل اعداد منها الى مواطن اكثر امنا، ولا يعلن عنها لعدم جذب الصيادين اليها.
ولم يعد اصحاب المحميات الطبيعية الخاصة يجرؤون على القول بوجود حيوان وحيد قرن في ارضهم، خوفا من ان يعثروا عليه فيما بعد قتيلا منتزع القرنين.
ويعمل الصيادون على تطوير وسائلهم لتجنب ان يقعوا في قبضة السلطات ومن هذه الوسائل اطلاق مادة مخدرة على الحيوان وليس الرصاص، ثم ينتزعون قرنيه ويتركونه ينزف حتى الموت.
واصبح الحفاظ على هذه الحيوانات قضية عامة في جنوب افريقيا، وتدفع سلطات جنوب افريقيا لان يصبح الاتجار بالعاج مشروعا وتحت مراقبة الدول، اذ يمكن قطع جزء من القرن دون ايذاء الحيوان، وهو يعود وينمو من تلقاء نفسه تماما كأظافر الانسان.