كاليفورنيا ـ وكالات
يعتقد باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا أن التغيير المناخي قد يستأصل البكتيريا التي تشكل السلسلة الغذائية للبحر، باستثناء نجاة سلالات معينة. وكما يوجد في الحياة خاسرون ورابحون، كذلك في التغيير المناخي الذي لا تزال معدلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والحرارة في ارتفاع مستمر. لذلك يرغب العلماء بمعرفة أي من الكائنات ستنجو في البيئة البحرية المستقبلية، وما التي ستفنى. تجيب على هذا السؤال البكتيريا الزرقاء المثبتة للنيتروجين، (بكتيريا تكتسب الطاقة من خلال عملية التمثيل الضوئي أو "الطحالب الخضراء المزرقة")، التي تبين تأثيرها على كل شيء حي في المحيط. فالبكتيريا التي تقوم بعملية تثبيت النيتروجين تغيّر تركيب غاز النيتروجين الموجود في التربة إلى مركبات نيتروجينية تستخدمها النباتات لإنتاج البروتينات، تعمل البكتيريا النيتروجينية على فضلات الكائنات الحية أو على بقاياها بعد موتها، فتحول البروتينات إلى أمونيا (نشادر)، ثم تقوم بكتيريا من نوع آخر بتفكيك الأمونيا والمركبات النيتروجينية محولة إياها إلى غاز النيتروجين. وتحصل البكتيريا مقابل تزويد النبات بالنيتروجين على الكربوهيدرات كمصدر لبقائها ونشاطها. ومن دون عملية تثبيت النيتروجين لا يمكن أن تستمر الحياة داخل المحيطات. ويوضح ديفيد هاتشينز، أستاذ البيولوجيا البيئية البحرية، بحسب ما نقلته مجلة "ساينس ديلي" أخيرا، أن النتائج تظهر، من جهة، أن غاز ثاني أكسيد الكربون لديه القدرة في السيطرة على التنوع البيولوجي لهذه الكائنات التي تعد حجر زاوية في بيولوجيا المحيط، وانبعاثات الوقود الأحفوري هي المسؤولة، على الارجح، عن تغيير أنواع مثبتات النيتروجين التي تنمو في المحيط. ومن جهة أخرى، قد يكون هذا سببا في حدوث تغييرات تطرأ على سلاسل الغذاء البحرية والإنتاجية، حتى بالنسبة إلى الموارد التي نحصدها من المحيط، مثل ما نستقيه من مصائد الأسماك. الفائز في ظروف التغلب على تأثيرات التغيير المناخي هما المجموعتان الرئيسيتان من البكتيريا المثبتة للنيتروجين، وهي البكتيريا الزرقاء، التي تشكل مستعمرات كبيرة عائمة بما يكفي لرؤيتها بالعين المجردة، وتتواجد بشكل كبير في المحيطات المفتوحة، والأخرى "كروكو سفيرا" وافرة العدد، إلا أنها كائنات مجهرية وحيدة الخلية. في ظروف زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، على وجه التحديد، من المحتمل ازدهار مثبتات النيتروجين من البكتيريا، لكن ليست هنالك ثقة تامة بماهية تأثير ذلك التغيير على المحيط في المستقبل.