برلين - مصر اليوم
ينبغي على من يتخذ من قيادة السيارات مهنة له أن يخشى على مستقبله المهني، حيث عرض معرض فرانكفورت الدولي للسيارات سيارة لا تحتاج إلى سائق. هذه السيارة مرتبطة بالانترنت وتتيح للسائق القيام بأنشطة أخرى أثناء سير السيارة.يحب ديتر تسيتشه رئيس المجموعة الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات "دايملر" العروض الكبرى، حيث كانت له في معرض السيارات الدولي في فرانكفورت إطلالة لافتة للانتباه. جلس تسيتشه في الجزء الخلفي من سيارة من الفئة S، ثم تحركت السيارة فوق منصة العرض، غير أن السيارة لم يكن فيها سائق. "S500 ذات المحرك الذكي" هو الاسم الذي أُطلق على هذه السيارة، والتي سارت في الصيف حوالي 100 كيلومتر بشكل ذاتي، أي بدون سائق. ويرجع الفضل في ذلك إلى أجهزة الاستشعار التي تتوفر عليها السيارة بالإضافة إلى ارتباطها بالانترنت.لسيارة المتصلة بالانترنت، تشبه هاتفا ذكيا بأربع عجلات. وبحسب تقديرات الخبراء فإن هذه السيارة سيكون لها شأن كبير في المستقبل. ما تمتاز به هذه السيارة أيضا هو أن صناع السيارة ليسوا وحدهم من يتحكمون بها وإنما جهات أخرى أيضا: شركة نوكيا للهواتف المحمولة وأكبر موردي السيارات كشركتي بوش ودلفي إضافة إلى شركة غوغل.صناع السيارات في كاليفورنيا أجروا منذ مدة تجارب على سيارات آلية تابعة لشركة تويوتا، تسير بدون سائق وأصبحوا قادرين على صنع هذا النوع من السيارات بأنفسهم.هناك أمر مثير بالنسبة للخبير شتيفان براتسل، مدير مركز السيارات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية في مدينة برغيش غلادباخ، حيث إن أكبر التغييرات التكنولوجية التي يشهدها عالم صناعة السيارات تأتي من فاعلين من خارج عالم صناعة السيارات. يقول براتسل: "ولذلك فاهتمام غوغل بالسيارات بدون سائق هي حالة مثيرة للاهتمام، من شأنها أن تهز عالم صناعة السيارات"، ويتابع الخبير في مجال صناعة السيارات: "هذا الأمر قد يدفع شركات السيارات إلى التسريع في مشاريع التطوير". وكما يرى الخبير "فإن السيارات بدون سائق ستشكل موضوعا أساسيا في السنوات الخمس أو العشر القادمة، وستغير مجال صناعة السيارات بشكل جذري". صناع السيارات قلقون على كل حال ويريدون الاستئثار بهذا المجال بعد دخول منافسين جدد. اليوم هناك فعلا العديد من الأنظمة المساعدة المستخدمة في السيارات: كأنظمة تحديد المواقع وجهاز المساعدة على ركن السيارة وجهاز استشعار المطر. دفعة جديدة لعالم صناعة السيارات أتت أيضا من السيارات الكهربائية كما يقول مدير التطوير في مؤسسة فولكسفاغن هاينس-ياكوب نويسر، حيث إن هذه السيارات تتوفر مسبقا على أنظمة مرتبطة بشبكة الانترنيت.كما ستكون هذه الأنظمة متوفرة في المستقبل حتى في السيارات التقليدية، حسب ما صرح به نويسر للدويتشه فيله. ويتابع مدير التطوير في مؤسسة فولكسفاغن: "إنها تقنيات من شأنها تحسين حركة المرور"، خاصة إذا عرفنا تأثير ذلك على مستعملي السيارات والآثار الناتجة عن ذلك ومن بينها انبعاث ثاني أكسيد الكربون، و بالتالي "فإن صناع السيارات سيركزون على هذا الموضوع في المستقبل".تحالفات جديدةلضغط الناتج عن المنافسة أصبح كبيرا وقد تم تشكيل تحالفات بين المجموعات والشركات، فمثلا الشركة الألمانية لتوريد السيارات كونتيننتال، والتي توسعت بفضل صناعة عجلات السيارات، تبحث الآن عن مجالات تجارية جديدة لتقتحمها. وقد عقدت شراكة مع مؤسسة Cisco للمختصين في شبكة الانترنت كما أعلنت في المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت عن تعاون مشترك مع شركة IBM لتصنيع الكمبيوتر.رئيس شركة كونتيننتل، ديغمار ديغنهاردت، أعلن عن أربعة أسباب دفعت المؤسسة لعقد هذه التحالفات. فمن جهة هناك نصف مليون قتيل نتيجة حوادث السير في العالم: "لم يعد بإمكاننا تحمل ذلك". السبب الثاني هو ضرورة نقل الانترنت إلى السيارات وبتعبير آخر حسب ديغنهارت: "السيارة أصبحت جزء من الانترنت". أما النقطة الثالثة فهي البيئة وما يتعلق بانبعاث ثاني أكسيد الكربون من السيارات. والسبب الرابع يخص الكبار في السن حيث إن السيارات بدون سائق ستجعلهم يحسنون من مستوى حياتهم.الخيال يصبح حقيقة في أمريكا أجرت سيارة بدون سائق من شركة كونتيننتال اختبارا للسير وقدرت المسافة التي سارتها بخمسة وثلاثين ألف كيلومتر. الجيد في التجربة أنه لم ينتج عها أي حوادث. كما استفادت السيارات بدون سائق من الابتكارات التقنية الألمانية كذلك.استطلاع للرأي أجرته شركة بوش، أبان عن رضا نصف من شاركوا في الاستطلاع حول فكرة السيارة بدون سائق. مما دفع شركة بوش إلى اعتماد الأنظمة المساعدة داخل السيارات، كما قامت بإجراء تجربة سيارة بدون سائق.مدير المشروع ميشائيل فاوستن يرى أن العملية ينبغي أن تتم على خطوتين: الأولى تتجلى في القيادة بدون سائق، لكن تحت إشراف هذا الأخير. أما الخطوة الثانية فيقول إنها ستعطي للسائق إمكانية القيام بأشياء أخرى كالاطلاع على بريده الالكتروني مثلا.بالنسبة للمهندس الألماني، لم يعد الأمر حلما بل تحول إلى واقع. وتبقى الأبحاث العلمية هي عمود التطور التكنولوجي، لذلك تجري شركة بوش الأبحاث في مكانين: الأول في شتوتغارت حيث يتواجد مقر الشركة والثاني في باولو ألتو في سيليكون فالي. لذلك ينبغي دائما انتظار الجديد في عالم السيارات، وهو الجديد الذي قد يفوق كل التوقعات. وكالة دوتش نيوز الألمانيه