عمان ـ بترا
وثقت المصورة الاردنية ناديا بسيسو جوانب مختلفة من حياة عاملات منازل يعملن في الاردن، لترصد معاناة من تعرضن لظروف عمل قاسية، وللجانب الاخر من حياة بعضهن التي تركزت على انخراطهن في نشاطات اجتماعية ترفيهية ضمن مجموعات تضم عاملات من نفس الجنسية.
وعرضت بسيسو صورها في معرض افتتحته أمس ونظمته بالتعاون مع مركز تمكين للدعم والمساندة وحقوق الانسان، ليضم عدة صور بالاضافة الى فيلم وثائقي، يسرد قصصا شخصية لعاملات منازل جئن من سيريلانكا، اندونيسيا والفلبين.
وحول فكرة المعرض بينت بسيسو انه جاء ضمن عمل مركز "تمكين" للتوعية بحقوق عاملات المنازل، بهدف نشر الوعي حول حقوق "فئة مهمشة غير مرئية في مجتمعنا ويراها الكثيرون مجرد عاملات في المنازل او المصانع فيهملون حياتهن الشخصية وحقوقهن".
واكدت أنها وعلى مدى اربعة اشهر حرصت على الانخراط بشكل كامل مع عاملات المنازل، واستطاعت التعرف على المشاكل والصعوبات التي تواجههن والتعرف على الدور الذي تقوم به الجاليات في مساندة رعاياها بعمل نشاطات توعوية وثقافية ورياضية.
من جهتها، تحدثت مديرة مركز تمكين لندا الكلش في حفل افتتاح المعرض، عن شعور العديد من العاملات بالعزلة، كونهن يعملن لوقت طويل، إضافة إلى أنهن يعانين من التأخر في دفع أجورهن أو حتى عدم الحصول عليها، والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومصادرة جوازات السفر، لافتة الى تجاهل حقيقة أن تلك العاملات هن أمهات ضحين بأحلامهن الخاصة ليتمكن أطفالهن من التعلم والعيش بأمان.
وافادت بوجود ما يقارب 80 ألف عاملة منزل في الأردن، حوالي 40 الفا منهن يصنفن ضمن العمالة غير النظامية، مؤكدة صعوبة تقسيم العمالة غير النظامية بحسب الجنسية، لعدم توفر بيانات واضحة مسجلة حول عدد العمال غير المسجلين في ملفات سفارات البلدان المرسلة لهذه العمالة.
وتبين احدى اللوحات في المعرض ان الخداع يعمل بمثابة حجر الزاوية لعملية التوظيف، ففي الوقت الذي تنتظر فيه العديد من عاملات المنازل المهاجرات الوصول إلى الاردن، يقدم لهن القائمون على توظيفهن معلومات خاطئة حول الأجور وظروف العمل، بما في ذلك القيود على التنقل والاتصالات المحدودة.
وبالرغم من أن هناك الكثير من عاملات المنازل يعملن بشكل قانوني، إلا أن هناك عددا كبيرا يعملن بشكل غير نظامي، مما يعرضهن لخطر الاستغلال ويحد من وصولهن إلى آليات العدالة، خاصة انتهاكات قانون العمل.