نظم المكتب الإعلامي الحكومي مهرجانًا لتكريم قرابة 280 مصورًا صحافيًا تقديراً لجهودهم التي بذلوها في معركة حرب الأيام الثمانية "السماء الزرقاء" أواخر شهر نوفمبر الماضي، وذلك بحضور النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر ولفيف من الإعلاميين والمصورين الصحفيين. وحمل المهرجان - الذي عقد في قاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزة - شعار "عيون الحقيقة في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني" حيث يصادف 31-12-2012م من كل عام. عيون الحقيقة وألقى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي م. إيهاب الغصين كلمة أشاد فيها بجهود المصورين خلال الحرب، واصفاً إياهم بعيون الحقيقة في نقل صورة الواقع الفلسطيني بمشاهده الأليمة. وأكد الغصين على أن المصورين كانوا دوماً هدفاً لطائرات الاحتلال وذلك لمنعهم من تأدية دورهم المهني وواجبهم الوطني، فكانت أرواحهم ثمناً وضريبة للانتماء لهذه القضية العادلة. وأوضح أن الإعلاميين الفلسطينيين قد شكلوا درعاً حامياً للحقوق والثوابت الفلسطينية عبر مراحل الصراع الممتد مع الاحتلال، مشيرًا إلى أهم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الوزارة خلال الست سنوات. وأكد الغصين أنَ المكتب الإعلامي استطاع تحقيق إعلام فلسطيني يتمتع بالمسؤولية تجاه القضايا الوطنية المتعددة ومساهمته في تكريس الحق وتعزيز الحضور الفلسطيني إعلاميا بما يدعم المواقف السياسية. وأشار إلى أن المكتب تجاوز كافة المنعطفات الخطيرة بتوفير المنابر التي تتحدث باسم الحكومة "فكانت حصيفة الرأي الحكومية والموقع الإلكتروني الإخباري، إضافة إلى استحداث برامج إذاعية أسبوعية". وأشار رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إلى تمكنه من تفعيل برامج قديمة للوزارة قد تم تهميشها سابقاً وأنه أصدر العديد من الكتب والنشرات المختلفة وعقد العديد من الأنشطة والفعاليات الإعلامية. كما أكد الغصين على أن المكتب أطلق مواقع الكترونية لكافة الوزارات وغالبية المؤسسات الحكومية وصفحات على الفيسبوك وتويتر واليوتيوب. وتطرق إلى خطة عمل المكتب الإعلامي الحكومي خلال العام 2013 بالاستمرار في تقديم الخدمات المختلفة للإعلاميين وتعزيز حرية الرأي والتعبير، إضافة إلى زيادة التنسيق والتعاون ومشاركة الإعلاميين في تحديد بوصلة العمل الإعلامي بتبادل الآراء والنقاش. وشدد على استمرار المكتب في تنظيم العمل الإعلامي في قطاع غزة على قاعدة الحرية والمسؤولية وضمان جودة الأداء بالعمل على قانون عصري لترتيب واقع إعلامي يراعي احتياجات الحالة الإعلامية الفلسطينية المتطورة. وقال الغصين إن "المكتب سيحرص على تعزيز حضور القضايا الوطنية واستحضار الثوابت الفلسطينية في المشهد الإعلامي بشكل مستمر والعمل على إيجاد وسائل ومنابر إعلامية وطنية حكومية". وأضاف "نعمل على متابعة الملاحقة القانونية والقضائية والمؤسساتية لقادة الاحتلال على جرائمهم بحق حرية العمل الصحفي والصحفيين والمؤسسات الإعلامية". وأكد على اهتمام المكتب بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها أهم الوسائل التي تكسر الاحتكار الإعلامي المنحاز للاحتلال. وشدد الغصين على ضرورة تعزيز حضور صحافة المواطن ودعم الناشطين في هذا المجال بتقديم كافة التسهيلات لهم الأمر الذي يسجل كأسبقية لنا على المستوى العربي في رعاية ودعم هذا الإعلام الجديد. وأكد الزهار أن الحقيقية غالية وثمينة وعلى من يريد إظهارها دفع ثمنها مسبقا بالدم والاستهداف، مشددا على أن العمل الصحفي وإظهار الحقيقة لن يتوقف باستشهاد الشهيدين المصورين حسام سلامة ومحمود الكومي ولا بإصابته أو إصابة غيره. وعبر عن فخره بأن يكون ممن دفعوا ثمن الحقيقة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة , منوها إلى أن الاحتلال هدف إلى إخفاء الحقيقة وقتل كل من يحاول إظهارها. وأشار الزهار إلى أن الكلمة والصورة هي جزء وشكل من أشكال المقاومة، مطمئناً زملائه الصحفيين على حالته الصحية ومعبرا عن شوقه لهم وللعمل قربهم. وشكر الزهار فصائل المقاومة على دورها الريادي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ، ومثمنا دور الحكومة الفلسطينية في تأمين الجبهة الداخلية. كما شكر رئيس الوزراء إسماعيل هنية والمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة والدفاع المدني على جهودهم خلال العدوان. وكان المصور الزهار أصيب بعد قصف قوات الاحتلال لمكتب فضائية القدس في مدينة غزة ، وأسفرت إصابته عن بتر قدمه . من جهته، أشاد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر بالإعلام الفلسطيني وما بذله من دور في تغطيته للجرائم التي يرتكبها الاحتلال (الإسرائيلي) بحق الشعب الفلسطيني. وقال "لحظات الانتصار التكريم لهؤلاء الصحفيين والإعلاميين والمصورين هؤلاء الذين وقفوا بكل قوة خلال العدوان الصهيوني في حرب الأيام الثمانية وحرب شتاء 2008، وفي كل حياتهم هذا الإعلام الذي يخدم القضية ويبين الوجه القبيح لهذا العدوان المجرم". وأضاف "هذا الاحتفال الذي نعتز به في هذا الأوبريت وهذا النشيد نعتز به لأنه يمثل الحقيقة التي قام بها الإعلاميون والصحفيون والمصورون، وهم الذين صوروا هذا المعركة على حقيقتها حيث انتصر الشعب ومقاومته على هذا العدو الصهيوني". وأكد بحر أن المعركة الأخيرة لم تكن عسكرية فحسب بل كانت معركة إعلامية وسياسية، مضيفًا "الإعلام الفلسطيني قدم نموذجا حيًا وحقيقيًا لهذا العدوان الذي تعمد في قتل وملاحقة الإعلاميين وملاحقة وقصف القنوات التي كانت تعمل ليل نهار أمام المجتمع الدولي". وتابع "الحقيقة التي نلمسها اليوم أثرت تأثيرًا كبيرًا على العدو الصهيوني لذلك هو أعلن أن الإعلام الفلسطيني انتصر على الإعلام الصهيوني ولم يكن ذلك إلى بفضل الله وفضل الإرادة القوية وجهود إعلاميينا". وشدد على أن المعركة الإعلامية لا تقل عن المعركة السياسية العسكرية، مضيفًا "هذا الشعب الصابر كان يقف بكل قوة بوحدة صفه إعلاميًا وسياسيًا يقف من وراء شعبنا الفلسطيني ليثبته ويغيظ أعداء الله". وشكر بحر الحكومة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي لما يبذله من دور كبير في دعم الإعلاميين الفلسطينيين، متابعًا "الإعلام الفلسطيني مرابط مجاهد ويمتلك إرادة وعزيمة وهو الذي سينتصر بإذن الله سبحانه وتعالى". وفي نهاية الحفل كرم المكتب الإعلامي الحكومي أكثر من 280 مصورا صحفيا ومصورة صحفية، ووزعت عليهم شهادات التقدير.