الشارقة - وام
نظم المكتب الثقافي والإعلامي التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة اليوم أعمال الدورة الثانية من المنتدى الإعلامي الوطني تحت شعار " الإعلام المرئي .. و قيم التواصل " وذلك في مقر غرفة تجارة وصناعة الشارقة بحضور الشيخة عائشة بنت محمد بن سلطان القاسمي العضو الاستشاري في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة .
وأكد المكتب الثقافي والإعلامي في كلمته خلال افتتاح المنتدى أن الإعلام و ثورة الاتصال جعلت إنسان اليوم في مواجهة مفاهيم جديدة و قيم اجتماعية غير متماسكة ومتناقضة في اتجاهاتها لكثرة مصادرها وتفاوت الأسس الفكرية و الثقافية المبنية عليها ما يجعل الإعلام مسؤولا عن تكوين نموذج الأسرة الحديثة التي تعيش في كثير من الأحيان بمعزل عن خصوصيتها الثقافية و الحضارية الضرورية لاستقرار المجتمعات .
وقال ان منتدى اليوم يفتح الباب على كل إعلام يتيح التفاعل البصري مع ما يبثه سواء كان على شاشة التلفاز أو شاشات الأجهزة الذكية مرورا بما يتعلق بهما من استخدامات تبادلية في الصور و الكلمات .
تضمن المنتدى جلستين الأولى أدارها الأديب إبراهيم الهاشمي وقدم خلالها الإعلامي علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام ورقة عمل حول " التسويق الإعلامي للقيم.. بين المسؤولية والإلزام " حيث تناول مفهوم التسويق و القيم المجتمعية و كيفية تسويق تلك القيم المجتمعية .. مستعرضا بعض نماذج حملات تسويق مجتمعية غربية وعربية وتأثير التلفزيون على القيم المجتمعية وتغييرها.
وأشار الهاملي إلى أبرز مظاهر التغيير الذي تمارسه القنوات التلفزيونية على المجتمع حيث أن /80/ في المائة من الأخبار والمادة الإعلامية تأتي من الدول الصناعية مقابل /10/ إلى /30/ في المائة يأتي من البلاد النامية ..محذرا من أن هذا الزخم الهائل من المواد الإعلامية ينبئ بعواقب وخيمة اجتماعية وثقافية بل حتى سياسية وأمنية إضافة إلى إقصاء الثقافات المحلية وتجزئتها وتعدد القنوات الفضائية.
وأكد في ورقته وجود جوانب إيجابية وأخرى سلبية أو حيادية في مشاهدة ومتابعة القنوات الفضائية تؤدي إلى تغير في القيم الإجتماعية سلبا أو إيجابا أو قد لاتؤدي إلى إحداث أي تغيير فيها.
وأشار إلى التلفزيون وسيلة يعرض فيها الخير والشر كسائر المخترعات الحديثة فهو سلاح ذو حدين نافع يمكن توظيفه في المحافظة على القيم الحسنة وضار قد يستخدم في استبدال قيم المجتمع بقيم تخالف الشرائع والأخلاق والفطرة فضلا عن أن التلفزيون لم يعد هو اللاعب الوحيد على الساحة كي نحمله المسؤولية الكاملة عن التغيير الذي يحدث في القيم الاجتماعية فهناك وسائل أخرى كثيرة أصبحت تلعب أدوارا مهمة في عملية التغيير على رأسها الإنترنت ووسائل الإعلام الجديد التي غدت تملأ الساحة وتشغل أوقات الناس على مدار ساعات اليوم وتنتقل معهم في جيوبهم عبر الهواتف الذكية.
من جانبها تناولت الدكتورة مريم بيشك أستاذ في علم اللغويات واللسانيات في ورقة عملها " الإعلام وقيم التواصل وكيفية تقديم أنفسنا في شبكات التواصل الإجتماعي " على أنها خيار وممارسة جماعية متوقع منها تعزيز ثقافة ديمقراطية العموم لكنها في الوقت نفسه لصيقة بالاهتمام الإحتكاري للسوق في استخدام وسائل وتقنيات حديثة.
وأشارت إلى أن الحضور القوي والغير مسبوق لشبكات التواصل الإجتماعي على الساحة العالمية وفي كل المجالات صاحبه توقعات وأهداف عالمية وإنسانية وكان المأمول منها زيادة الحريات والديمقراطية في اتخاذ القرار إلا أن هذا المأمول صادفته الكثير من التحديات منها على سبيل المثال لا الحصر الحاجة إلى تفنيد المرجعية الأخلاقية والقيمية والرسمية والمجتمعية لما يقدم على أنه حرية شخصية .
وأوضحت بيشك أن التحكم الذاتي والتحكم الرسمي في استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في أساسه ظاهرة ثقافية جديدة ولدت وهي تحمل تناقضات متنوعة أطلق البعض عليها " الثنائية أو الضدية الحتمية " التي يجب أن نتقبلها ونطوعها عند استخدامنا لمواقع التواصل الإجتماعي .
وجاءت ورقة عمل الأديبة عائشة العاجل حول " ظاهرة الفوضى في استخدامات التواصل الاجتماعي وغياب المفهوم الحقيقي للحرية كقيمة إنسانية " حيث قالت إن العالم الافتراضي والشبكات الفضائية قدمت خدمة للعالمية ذات أبعاد معرفية و انسانية وذلك من خلال نظريات " ماكلوهان " وغيره من المفكرين والتي تفيد بتقليص المسافات بين البشر عالميا فالعالم أصبح الآن قرية صغيرة .. مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعدت مفهوم القرية الصغيرة و أصبحت أكثر قربا و تشابكا.
وطرحت العاجل في ورقتها تساؤلات حول كيفية استخدام البشر لهذه الإمكانات في التواصل وكيفية تعبيرهم عن أنفسهم واهتماماتهم وهل فعلا قلصت المسافات وردمت الهوة وأسست لعلاقات سوية أم أسست لفوضى أخلاقية و انسانية .
وأدار الجلسة الثانية من المنتدى الإعلامي حسن يعقوب من مؤسسة الشارقة للإعلام وشارك فيها الإعلاميان الشابان حامد بن كرم و فيصل بن حريز .
وقدم ابن كرم ورقة عمل بعنوان " رؤية شبابية في تعزيز القيم الإنسانية في الإعلام " واستعرض خلالها القيم الإسلامية والإماراتية وارتباط القيم الإنسانية بالإعلام عامة وبالإعلام الأماراتي خاصة والتي تأتي من خلال المبادرات التي تطلقها المؤسسات الإعلامية الإماراتية بالشراكة مع المؤسسات الإنسانية في الدولة .
اما ورقة عمل الإعلامي فيصل بن حريز فجاءت بعنوان " ارتكازات ثقافة الإعلامي الشاب" .